16 أبريل، 2024 4:27 م
Search
Close this search box.

تحولات تقنية في عالم الاعلام

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

يتغير العالم بشكل كبير بسبب تطور التقنيات ورخص اثمانها و وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج التي سهلت وغيرت حياة الانسان نحو الافضل والاسهل، هذا التغير التقني وصل الى اسس الحياة و العمل وحتى الفكر البشري فقد تغير كل شيء متاثرا بالتطورات التقنية.

التقنية غيرت نقل الاخبار

يعرف جميع العاملين اليوم في المؤسسات الاعلامية كيف سهل “للواتس اب” وباقي برامج التقنية نقل الاخبار بشكل مجاني بعد ان كان مكلف جدا قبل ١٥ عام من الان بل وكيف ان للسكايب و الفيس بك ماسنجر و باقي برامج الاتصالات وفرت نقل المكالمات و التصريحات بدل وسائل مكلفة وبطيئة في السابق فصار الامر متاحا لجميع المؤسسات الاعلامية الصغيرة ان تنافس الكبيرة بل صارت المؤسسات الكبيرة تشتري مواد اعلامية من المؤسسات الصغيرة التي تختص بالشان المحلي، بالتالي التقنيات حولت الجميع الى مؤسسات اعلامية سريعة منافسة وبالمقابل الشركات الكبيرة التي كانت توفر هذه التقنيات مقابل اجور مالية ضخمة خسرت او تلاشت.

خدمة الانترنت تزيح البث التلفزيوني و الراديوي

خدمة الانترنت توفرت كثيرا في اكثر بقاع الارض و هي رخيصة الثمن سهلة العمل سريعة الوصول بالتالي مستقبل الانترنت سيكون بديلا عن البث الفضائي و الراديوي الحالي المكلف جدا، فعلى سبيل المثال النروج وقبل سنوات الغت بث FM الراديوي وتحولت الى البث عبر الانترنت نظرا لسهولة وصوله الى الجميع و الاهم الى الافراد الذين يحملون هواتف “اي بدل الوصول الى جهاز راديو واحد يستمع له عدد من الافراد” بالتالي ازدادت قدرة الانترنت على الوصول الى شريحة اوسع من المجتمع، وهو ما يحصل حاليا للتلفزيون فهناك محاولات وشركات و قنوات انترنت فقط رغم انها مازالت في بداية الطريق لكنها تخطو بشكل سريع نحو منافسة البث الفضائي للتلفزيونات التقليدية، بالمحصلة خدمة الانترنت ستزيح خدمة البث الفضائي و الراديو المكلفة وستنتهي كتقنية قديمة نجدها في المتاحف.

اشعارات الاخبار تزيح الخبر العاجل

تميزت خدمة الخبر العاجل عبر التلفزيون و الراديو منذ انتشار القنوات الفضائية تقريبا ففي السابق “خلال مرحلة ٨٠ لم يكن هذه المفهوم دارج” لكن اليوم ومع انتشار الهواتف النقالة و اللوحيات وخدمة الانترنت اصبحت اشعارات الاخبار تصل مختصرة سريعة متزامنة مع الحدث بشكل سريع، فيستطيع المتلقي ان يقرا عدد كبير من الاخبار قبل ان يظهر الخبر العاجل على الشاشة و الراديو “واللذان اصلا ياخذان الاخبار العاجلة من برامج نقل الاخبار عبر الهاتف”، بل حتى افسدت هذه الخدمة محتوى نشرة الاخبار التي لم يعد يحتاج المواطن الى معرفة محتواها لان الاشعارات قدمت كل الاخبار المهمة عالميا، بالمحصلة برامج وخدمة الاشعارات الاخبارية السريعة ستزيح النشرة الاخبارية و اخبارها العاجلة.

الذكاء الاصطناعي يزيح المذيع عن عرشه

مهنة مذيع الاخبار تعتبر من المهنة المميزة لانها تتطلب من مذيع الاخبار صفات معينة مثل “الشكل المناسب، الكاريزما، فوتوجنيك، المعرفة الاخبارية و اللغوية و العلمية والثقافية” وهو موظف مكلف جدا على القناة و يحتاج الكثير من الموارد مثل “الملابس و المكياج والسكن و صرفيات اخرى” بالمقابل جاء الذكاء الاصطناعي ليستبدل المذيع بالمذيع الالكتروني.

شركة بريطانية اسمها سنيثيا انتجت مجموعة كبيرة من الشخصيات البشرية بنسبة كبيرة جدا “حتى يصعب تمييزها عن البشرية الحقيقية” يمكن لهذه الشخصيات التحدث بعدد كبير من اللغات وعن طريق كتابة النص ليتحدث بها المذيع الالكتروني مباشرة، حيث يمكن كتابة اي خبر من قبل المحرر ليقوم المذيع بقراءة الخبر مباشرة، ويمكن تغيير شكل المذيع و ملابسة بكل سهولة و بتكاليف قليلة جدا مقابل المذيع الحقيقي، بالمحصلة المذيع الالكتروني سيزيح المذيع البشري عن عرشه.

بيانات و اشتراكات ومردود مالي

تتميز التقنيات الحديثة المتمثلة بالبرامج المخصصة للبث عبر الانترنت والمواقع الالكترونية و غيرها من برامج بانها تقدم “بيانات دقيقة و متنوعة” عن نسب المشاهدة و اعمار المشاهدين و مواقعهم وكم من الوقت شاهدوا المحتوى وعلى اي نوع من المحتوى تفاعلوا وغيرها من البيانات التي تظهر بشكل دقيق حاجات الجمهور ورغباته “وهي تمثل نظرية الحاجات و الاشباعات الاعلامية” كل هذه التفاصيل تسهل على مسؤولي البث معرفة ماذا يريد الجمهور على العكس من البث التقليدي الحالي الذي لايقدم اي نوع من البيانات فاكثر القنوات تتجه الى اساليب غير دقيقة في معرفة نسب المشاهدة و التاثير.

الاشتراكات المالية هي سمة العصر القادم فكما هو الحال في الدول الغربية لايوجد بث مجاني كل شيء مدفوع لذلك الدورة الاعلامية صحيحة و ناجحة ومربحة فهناك جمهور يدفع ليشاهد وهناك قنوات تحصل على ارباح لتقدم محتوى يهم الجمهور وهذه دورة ناجحة للاعلام، اما في عالمنا فموضوع ارباح القناة هو مثار جدل دائم، فلا يمكن لقناة كشف نسب الارباح و التمويل لانها غير واضحة المعالم اطلاقا، هنا يأتي دور التقنية التي تتمثل ببرامج “كما هو الحال في نيت فليكس” يتم الدفع للمشاهدة، مستقبل القنوات التلفزيونية سيكون كما هو نت فليكس، فبدلا من البث الفضائي المجاني سيكون البث عبر التطبيقات، يمكن للمشاهد ان يسجل عن طريق حساب، ويدفع ليشاهد محتوى القناة، وفي حالة لم يكن المحتوى الخاص بالقناة مناسب له سينسحب من المشاهدة والعكس صحيح، بالمحصلة البرامج الحديثة و الاشتراكات و البيانات ستزيح البث الفضائي عن العمل خاصة و انه لايقدم اي نوع من البيانات.

بالمحصلة التقنية ستزيح الوسائل الحالية

وهي نتيجة التطور الحاصل حاليا والذي وصل الى طريقة تفكير الجمهور الذي لم يعد يرغب بالجلوس و انتظار الاخبار من القنوات، بل صارت الاخبار تصل الى الجمهور من مصادرها مباشرة وبدون تكلفة وبشكل مختصر و مباشر وسلس جدا، فاعتقد هي بداية النهاية لوسائل الاعلام التقليدية والتي ستنقرض لتحل محلها وسائل اعلام الانترنت والحداثة.

 

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب