23 ديسمبر، 2024 5:11 ص

تحليل نفسي للسياسة الجنسية في ضوء تسريبات ويكيليكس والخاصة بالسعودية !!!

تحليل نفسي للسياسة الجنسية في ضوء تسريبات ويكيليكس والخاصة بالسعودية !!!

في زحمة آلاف الوثائق التي صدرت من ويكيليكس والخاصة بسياسات المملكة العربية السعودية الداخلية والخارجية, العربية منها والإقليمية, وبما فيها الخاص منها جدا بحياة البلاط السعودي من ترف وبذخ وجنس وخمور ومخدرات, فأن المملكة لم تتنكر لهذه الوثائق أو تكذبها, بل أكدت على لسان مسئوليها إن الوثائق الصادرة جاءت منسجمة مع سياسات المملكة السعودية بصورة عامة, وهذا يحسب للمملكة و “شجاعتها ” في الاعتراف بمصداقية الوثائق الصادرة, بعكس ما فعله بعض من المسئولين العراقيين الكبار بنكرانهم لما احتوته الوثائق, مما اضطر ويكيليكس بصفعتهم مجددا مشيرا لهم بالكذب محذرا, كما جرى لنائب رئيس الجمهورية العراقي السيد أياد علاوي عندما تنكر لصلاته بالسعودية, واختفاء المسئولين الآخرين من مختلف التوجهات المذهبية ـ السياسية والقومية عن المواجهة المباشرة أمام حقائق صلاتهم في النظام السعودي والاستعانة به للتدخل في الشأن العراقي الداخلي, باستثناء السيد مشعان الجبوري الذي أكد حقيقة اتصاله بالسعودية !!!.

عكس الويكليكس في وثائقه المسربة جزء من الحياة الخاصة للعائلة المالكة, من حفلات واحتفالات بالمناسبات المختلفة, بما فيها المناسبات العالمية التي لا صلة لها بالمجتمع العربي والإسلامي وتقاليده ” المحافظة ” كما يفترض, وتمارس فيها شتى ممارسات الترويح, من رقص, وجنس, وعلاقات بنساء من بائعات الهوى, واللباس الخليع الذي لا يتفق مع ما يفرض في المجتمع السعودي, والإفراط في شرب الخمور والمخدرات وغيرها, وهم يمارسون فيها طقوسا لا تختلف عن ما هو سائد في العالم الآخر غير الإسلامي !!!.

وفي المقابل وفي الحياة العامة يفرض على عموم الناس دينا متطرفا مكبلا بكل أشكال القيود والمحرمات, وتطبق ضد المواطنين وخاصة الفقراء منهم ومن الوافدين, في حالة مخالفتهم لما يفرضوه من نماذج للسلوك ألقسري, شتى أنواع العقوبات والاهانة والتجاوز على الكرامة الشخصية, وما نسمعه ونراه من عقوبات تقشعر لها أبدان الإنسانية, من قطع لليد والرأس والرجم والجلد وشتى مظاهر التعذيب الجسدي. وهذه العقوبات يفترض في العرف السعودي أن تطبق على من يحيي الحياة الخاصة في البلاط قبل غيره. إلا إن هذه الأمكنة محرمة على المفتين وشرطة الآداب, فهي مقفلة !!!.

نقول هنا إن فسحة الترويح والاسترخاء بمختلف مظاهرها هو حق مشاع للإنسان أينما وجد, شريطة أن لا يتعارض مع حرية الآخرين وأن لا يكون انتقائيا لفئة اجتماعية أو سلطوية, إلا إن مجتمعات التسلط والعنف والدكتاتورية والإرهاب وهي تعبث في الحريات العامة المقدسة, جعلت من الجنس والترويح والحياة الخاصة سرا عظيما من أسرار السلطة وصندوقها الأسود. والسعودية لا تنفرد بهذا السر لوحدها, بل أن النظم العربية القمعية والدكتاتورية كانت ولا تزال معبئة بقصص الفساد الأخلاقي الذي يستنزف أموال الشعب وله ميزانياته الخاصة التي لا يصرح بها. إلى جانب ما نراه اليوم في الحركات الإرهابية والإسلامية المتطرفة, كنموذج داعش, من فساد أخلاقي وامتهان للجنس الآخر بواجهات دينية. وبهذا يتحول الترويح إلى فساد وإفساد للسلطة وتجاوز على حرية الآخرين, مما يشكل أساسا للعدوان والاعتداء على الحريات الفردية والاجتماعية واستلابها !!!.

وقد أفادت المذكرة الدبلوماسية الأميركية التي كشفها موقع ويكيليكس أن المجتمع السعودي إسلامي محافظ لكن قصور الأمراء في جدة تخفي حياة ليل تعج بالكحول والمخدرات والجنس. وقالت برقية صادرة عن القنصلية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 انه “وراء الواجهة الوهابية المحافظة في الشارع السعودي، يعيش شباب نخبة جدة حياة ليلية مليئة بالصخب والحياة”. وأضافت البرقية إن “مجموعة واسعة من المغريات والموبقات متوفرة من بينها الكحول والمخدرات والجنس، لكنها تجري حصرا وراء أبواب مغلقة”.

وتابعت البرقية أن “هذه الحرية للانغماس في المتع ممكنة فقط لان الشرطة الدينية تبقى بعيدة عن الحفلات التي تجري بوجود أو برعاية احد أفراد العائلة المالكة أو احد أفراد حاشيته الملكية”. ووصفت البرقية الصادرة من القنصلية الأميركية في مدينة جدة على البحر الأحمر إحدى حفلات عيد القديسين (الهالوين) حضرها 150 شخصا معظمهم في العشرينات أو الثلاثينات من العمر من بينهم عدد من موظفي القنصلية.

وأفادت البرقية إن “المشهد كان يشبه ناديا ليليا في إي مكان خارج المملكة إذ توفرت كميات كبيرة من الكحول وكان الشباب يرقصون على موسيقى مشغلي الاسطوانات (الدي جاي)، وكان الجميع يرتدون الأزياء التنكرية”. وطبقا للقنصلية فان حفلات جدة — التي تشارك فيها عادة مومسات — هي ظاهرة برزت مؤخرا. وقال احد السعوديين للقنصلية إن السعوديين الأثرياء يحاولون إقامة حفلات في منازل الأمراء أو بحضور الأمراء حتى لا تتمكن الشرطة الدينية من الاقتراب منهم.

وأوضحت البرقية كذلك إن ارتفاع أسعار الكحول المهربة — حيث يبلغ سعر زجاجة الفودكا سميرنوف على سبيل المثال 1500 ريال سعودي أو 400 دولار — يجبر الشخص الذي يقيم الحفلة على إعادة ملء الزجاجات بالكحول القوية المصنعة محليا سرا والتي يطلق عليها في السعودية اسم “صديقي”.

وقالت البرقية إن إنتاج وبيع الكحول داخل المملكة يمكن أن يؤدي إلى عقوبة مشددة بالسجن. كما أن القوانين السعودية الإسلامية المتشددة تنص على معاقبة مهربي المخدرات بالإعدام.

نص الوثيقة الكامل باللغة العربية:

1ـ ملخّص: خلف ستار المحافظة الوهابية في الشوارع، فإن حياة الليل تحت الأرض بالنسبة لشباب جدة مزدهرة ونابضة. فهناك تنويعه كاملة من المغريات الحياتية والملذات متوفّرة: الكحول، المخدرات، الجنس، ولكنها خلف الأبواب المغلقة. هذه الحرية في الانغماس في تجارب الجنس الجماعي ممكنة ببساطة لأن الشرطة الدينية تبقى بعيدة حين تحتوي الحفلات على حضور أو رعاية أحد الأمراء وحاشيته من الحاضرين الموالين له، مثل ليلة الهلاوين التي حضرها كونجين أوفس (تمّت إزالة التفاصيل). خلال السنوات القليلة الماضية، دفعت نزعة المحافظة الزائدة للمجتمع الخارجي في السعودية، حياة الليل ومشهد الاحتفال في جدة إلى ممارستها سرا بصورة أكبر

احتفال النخبة مثل بقية العالم: فقط تحت الأرض

2 ـ معاً بحضور أكثر من 150 شاباً وشابة سعودية تتراوح أعمارهم بين العشرينيات وبداية الثلاثينيات.. قبل مكتب القنصل الأميركي العام دعوة لحضور حفلة هلاوين سرية في مقر إقامة الأمير في جدة. وفي داخل البوابات، عبرت أل xxx رجال الأمن، وبعد تفتيش العباية، بدا المشهد كما لو أنه مشابهٌ لنادي ليلي في أي مكان خارج المملكة: خمر وفير، وعشّاق يرقصون، ودي جيه على الطاولة الدوّارة لتشغيل الموسيقى، والجميع يرتدون بدلاً. تمويل الحفل جاء من شركة راعية، وهي شركة أميركية لشراب الطاقة، وكذلك من ضيافة الأمير نفسه

الضريبة، حضور الخوي يبقي الشرطة الدينية على الشاطئ

3 ـ رجال الشرطة الدينية (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) لا يمكن رؤيتهم، وحيث أن الدخول يخضع للضبط عبر قائمة أسماء ضيوف موضوعة بدقة، فإن مرتادي الحفل لم يبدوا خجلاً في استعلان شهواتهم الخاصة.

وبحسب شاب سعودي من عائلة رجل أعمال مشهورة في جدة، يحاول السعوديون إقامة الحفلات في بيوت الأمراء أو بحضور الأمراء، لأن ذلك يوفّر رادعاً كافياً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أن تتدخّل. هناك أكثر من عشرة آلاف أمير في المملكة، ولكن بمستويات ورتب مختلفة (صاحب السمو المالكي، يشير إلى التحدّر المباشر من الملك عبد العزيز، وصاحب السمو يعني التحدّر من فروع غير مباشرة للعائلة الحاكمة من آل سعود).

مضيفنا في تلك الليلة الأمير احد أحفاد آل سعود وهو يعود في جذوره إلى ثنينان، أخ محمد بن سعود، أمير الدرعية ونجد (1725 ـ65)، أي ستة أجيال من السلف المباشرين للملك عبد الله. وبالرغم من أن الأمير هوليس في خط التوارث على العرش، ولكنه يتمتع بقصر منيف، وسيارة فارهة، ومرتب مدى الحياة، وحاشية أمنية (ملاحظة: معظم قوات الأمن الخاصة بالأمير هم من الشباب).

(ملاحظة: من الممارسات المألوفة بالنسبة للأمراء السعوديين أن يتربوا مع حرّاس مستأجرين من نيجيريا وبعض البلدان الأفريقية الذين يقاربونهم عمرياً، ويبقون مع الأمير حتى مرحلة البلوغ. ويقال عنهم خوي، وهي مشتقة من الكلمة العربية أخ. حيث يمضى الأخ والأمير حياتهما معاً بما يخلق رابطة قوية من الولاء).

توفّر سوق سوداء للخمر، والعاهرات، والمخدرات

4 ـ كان مشروب الكحول (الخمر)، رغم حظره بحسب القانون السعودي والعادات، وفيراً في البار المليء الخاص بالحفلة، والمزدحم من قبل معربدي هلاوين. نادلو البار الفيلبيون يقدّمون مزيجاً من الخمر المحلي يدعى (صديقي). وفيما خصص الرف العلوي لزجاجات الخمر للعرض على امتداد منطقة البار، فإن المحتويات الأصليّة قد جرى استهلاكها وتم استبدالها بـ (صديقي). في السوق السوداء، فإن زجاجة (سميرنوف) تصل قيمتها إلى 1500 ريال سعودي في حال توفرها، بالمقارنة مع 100 ريال للفودكا المصنّعة محلياً. وعلمت من لسان أحدهم بأن عدداً من الضيوف هن في الحقيقة فتيات عاملات، وهو أمر مألوف في مثل هذه الحفلات.

بالإضافة إلى ذلك، وبالرغم من أن الكوكايين والحشيش لم يشاهدا بصورة مباشرة، فإن استعمالهما شائع في هذه الدوائر الإجتماعية، وقد شوهدا في مناسبات أخرى.

5 ـ تعليق: الشباب السعودي يتمتع بحرية اجتماعية نسبية، وينغمس في ممارسات جنسية، ولكن ذلك خلف الأبواب المغلقة فحسب، وبين الأغنياء فقط. الاحتفالات ذات طبيعة كهذه وبهذا الحجم يعتقد بأنها ظاهرة جديدة نسبياً في جدة. شرح أحد المصادر، وهو شاب سعودي، بأنه في السنوات القليلة الماضية، كان نشاط نهاية الأسبوع هو تنظيم مواعيد غرامية داخل بيوت الأغنياء في مجموعات صغيرة. ليس مألوفاً في جدة بالنسبة للمساكن الخاصة الباذخة بأن تشتمل على بار في الطابق السفلي تحت الأرض، ومراقص، ومراكز ترفيه، ونوادي. وبحسب شخص سعودي ثري فإن زيادة نزعة المحافظة لمجتمعنا في السنوات الماضية دفعت التفاعل الاجتماعي إلى داخل بيوت الناس.

تلك هي فضائح السياسة الجنسية والملذاتية للمملكة السعودية كما أوردتها مذكرة الدبلوماسية الأمريكية ونشرتها ويكيليكس. وفي الإسلام حيث يكافئ المؤمن في الآخرة بحياة ثانية قوامها حور العين ” الجنس “, وأنهار من الخمر, والطعام الخاص الخارق اللذة والشهي والولدان, فأن حملة الفكر الوهابي يقيموها في البلاط بديلا عن الآخرة, مفسدين في الأرض من خلال انتهاك حرمات الناس في الإكراه والاغتصاب واستخدام المال الحرام لترغيب وترهيب الناس ودفعهم لارتكاب شتى سلوكيات الشذوذ الجنسي والابتذال ألقيمي, وفي المقابل تحويل حياة العوام من الناس إلى جحيم من المحرمات والممنوعات مقرونة بشتى أنواع العقوبات والذل والحرمان من أساسيات الحياة !!!.

أن هذه السلوكيات المنحرفة لا تختلف في تفصيلاتها عن ما تعج به الحياة الخاصة لرؤساء وقيادات النظم القمعية والدكتاتورية, من ممارسة للجنس وتعاطي المخدرات والخمور في القصور والأمكنة الخاصة, وإقامة مختلف الحفلات الماجنة والطقوس المبتذلة, وليست الغرض منها إشباع الغريزة الجنسية, أو ممارسة وسائل الاسترخاء والتمتع بمناحي التسلية بما يبعث على تجديد الحياة السوية, بل أن هذه الطقوس تفوق الحاجة الفعلية لها, والهدف منه إفساد حياة الناس العامة والعبث في قيمها وإلغاء الحدود بين ما هو حرام وغير مسموح وبين ما هو مسموح وممكن. وكانت وسائل الاستباحة تجري من خلال التضييق على النساء للاستجابة إلى سلوكيات النظام وحاشيته بمختلف الوسائل, وتسقيط الأسر والعناصر والأشخاص الذين يعارضون النظام الدكتاتوري ورأسه, أو حتى من لا يعارضوه, من خلال استخدام العامل الجنسي لزرع الفساد بالإكراه والإذلال, بل وحتى الضغط على المتزوجين وغير المتزوجين, لترك زوجاتهم أو حبيباتهم كي يتم الزواج منهن أو إقامة علاقات جنسية عنوة, وكان نظام صدام حسين احد الأنظمة الصارخة في شيوع حياة الفساد في القصور الخاصة وعموم المجتمع. وتجري هنا الاستعانة بشبكة من القوادين من حاشية النظام والموظفين والإعلاميين لتسهيل مهمة رأس النظام في زرع الفساد وتشويه منظومة الأخلاق العامة !!!.

هذا النوع من الجنس أو الشذوذ الجنسي ليست الهدف منه جنسيا بحت, بل الهدف منه هو إذلال الشريك أو الضحية وفرض عليه قيم مغايره بهدف مسخ قناعاته الخلقية وإخضاعه عبر العامل الجنسي, وهذا شبيه جدا بحالات الاغتصاب في زمن الحروب, حيث تجري استباحة الاعراض من قبل المحتل للطرف الذي وقع عليه الاحتلال لاغراض اهانته واضعاف معنوياته على المقاومة, وكثيرا ما يقترن الاغتصاب بسلوك عدواني من قبل المغتصب, من ضرب وسب وشتم وحتى ألحاق الأذى بالأعضاء التناسلية لدى الضحية !!!.

ومن المثير للجدل أن طبيعة كل من العدوان والجنس المختلفتين لا تستدعي بينهما هذا الترابط من الناحية المنطقية, فالجنس بطبيعة أدائه هو أحد وسائل الاسترخاء الكافية والتخفيف من التوتر الجنسي إلى جانب كونه وسيلة للتكاثر والإنجاب, كما انه من وسائل اللهو والمتعة الجسدية مع الشريك, بالإضافة إلى كونه وسيلة استكشافية ومعرفية لإشباع

الفضول الجنسي عبر تهذيب وتطوير المعارف لدى الشريكين, وهو أيضا وسيلة لتأكيد الذات جنسيا عبر إبراز المقدرة في استمالة الشريك, إلى جانب الكثير من الفوائد التي تفصح عنها الأدبيات السايكو ـ طبية, كالإسهام بشكل فعال في علاج حالات الأرق الليلي, والمساعدة في حرق الدهون وتعزيز جهاز المناعة, والعمل على تهدئة القلق والتوتر والحد من حالات الإحباط, والإسهام الفعال في الحد من الاكتئاب من خلال الاستمتاع وبعث البهجة, كما يساعد انتظام الممارسة الجنسية على تألق البشرة ونضارتها بعكس ما كان شائعا بأنه يسبب تعجيز البشرة, كما تساهم الممارسة الجنسية في تحفيز المخ على إفراز الاندروفين المسكن للآلام, ثم أن الممارسة الجنسية المنتظمة تؤدي إلى تنظيم الدورة الشهرية, كما يساعد الجنس على الشفاء من أللآلام العضلية بسبب ما يؤدي إليه من استرخاء عضلي, ويؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية وتقوية العضلات, كما يسهم الجنس بشكل فعال في تقوية الجهاز العضلي فهو يقي من هشاشة العظام في النساء بعد سن اليأس لأنه يساعد على إفراز هرمون الأستروجين والجنس يؤخر الشيخوخة الشكلية لدى النساء بعد سن الأربعين, وتساعد الممارسة الجنسية المقترنة بالإشباع والرضا الجنسي على تهدئة نوبات الصداع النصفي أو داء الشقيقة, كما أن الممارسة الجنسية المنظمة تسهم بشكل كبير إلى الحد من سرطان الثدي والرحم وغيره من الفوائد !!!.

وعلى الصعيد الاجتماعي العام فأن إعادة بناء العلاقات الجنسية على أساس من قيم العدالة والحرية والديمقراطية التي تضمن التكافؤ بين الجنسين, سوف يسهم بشكل كبير في عمليات الاستقرار الاجتماعي ويحد من الإكراه والريبة والفساد بين الجنسين. فالمجتمعات المكبوتة جنسيا تتصاعد فيها حدة العدوان والاعتداء على الآخرين, وهم أكثر استعداد للحروب من المجتمعات القائمة على تكافئ الجنسين, ويخفف من استخدام الدين والسياسة كغطاء للفساد الاجتماعي والحرمان, ويخفف من احتقان قادة الدول الرجعية والدكتاتورية والأنظمة الاسلاموية ويطفئ من عدوانيتها اتجاه شعوبها واتجاه الدول المجاورة. وبالتالي يمكن استخدام إعادة تنظيم العامل الجنسي في خدمة قضايا السلم العالمي والاستقرار لاجتماعي لما تتمتع به الدوافع الجنسية من تأثير بعيد ومعقد في مختلف جوانب الشخصية. وأشير هنا إلى السيدة الايطالية المتألقة في الجمال والإثارة ” ايلونا ستالير ” التي عرضت على الرئيس العراقي السابق صدام حسين أن يمارس الجنس معها للحيلولة دون وقوع الحروب. لكنها قالت فيما بعد: لو قبل صدام حسين عرضي هذا لما بلغ هذا المصير. طبعا صدام كان مشبعا جنسيا ولكنه غير راضي جنسيا, والفرق بينهما كبير. طبعا أؤكد هنا إن الحروب أسبابها متشعبة ومعقدة, وضمنا يدخل العامل الجنسي كأحد الأسباب وأحيانا يكون في مقدمة تلك الأسباب !!!.

ويجب التذكير هنا إن هناك نوعا من الفضائح الجنسية في البلاد الأوربية وأمريكا ونسمع بها بين الحين والآخر تدك مسئولين كبار في الدولة وفي الأحزاب السياسية الحاكمة وغير الحاكمة, وهو ما نطلق عليه ب ” الجنس السياسي الخاص ” وهو محصور في نطاق خاص جدا بإطراف العلاقة المعنية, قد يلعب فيه استغلال المنصب السياسي دورا أو قد لا يلعب, ويشكل فيه المنصب السياسي والجمال النسبي احد العوامل للاندفاع نحو هذا النمط من العلاقات, ولا تأخذ هذه العلاقات شكل الإفساد الاجتماعي والخلقي للمجتمع أو توظيفها لأهانه شعب, فالأمر مختلف هنا تماما قياسا بالبلاد العربية والإسلامية, حيث الحرية والديمقراطية والمساواة النسبية بين الجنسين في الأولى, تضع حدا لاستغلال العلاقات الجنسية السياسة الخاصة وحصرها في دائرة ضيقة جدا !!!.

ويبقى هذا النمط من العلاقات قيد الكتمان والسرية الشديدة, وحال ما يتم الكشف عنها وفضحها فيبدأ العد التنازلي لشهرة مرتكبيها مقترنا بتدهور سمعتهم ومكانتهم السياسية, وبعض القضايا منها تحال إلى القضاء إذا كانت مقرونا باستغلال السلطة والمال في العلاقة, وتكون للبعض الآخر بداية النهاية للحياة السياسية والاعتزال عن العمل الحكومي والحزبي, بل

وحتى تدخل سببا في طلاقات عديدة وترك للزوجة الأولى أو الحبيبة. ومن أمثلة تلك الفضائح في التاريخ القريب جدا علينا هو: فضيحة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون مع عشيقته المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي, وكذلك رئيس الوزراء الايطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني الذي اشتهر بعدد من الفضائح الجنسية, والرئيس الإسرائيلي الأسبق موشيه كاتساف الذي أستقيل على اثر فضائح جنسية من نوع الاغتصاب وغيرها التي أدانه بها القضاء عام 2006. وكان أيضا للرئيسين الفرنسيين السابقين جاك شيراك, وفرانسوا ميتران حياتهما الخاصة في هذا المجال. وقد سبق ذلك العديد من الزعماء في قصص غرامية خاصة, مثل هتلر, وجون كندي, والقائمة تطول لتشمل قيادات في المخابرات المركزية الأمريكية ورموز عديدة في دوائر القرار السياسي الأوربي والأمريكي وغيرها من بلدان العالم !!!.

وفي الختام نقول إن ويكيليكس دشنت عصرا جديدا في فضح الأنظمة الفاسدة العربية والإسلامية منها وغير العربية, وجعلت كل شيء سري يجري خلف الكواليس حقا متاحا للجميع, طالما كل ما كان سريا يجري في أروقة الدبلوماسية الخارجية للبلدان موجها بهذا القدر أو ذاك ضد الشعوب. لقد أكد ويكيليكس بتسريباته أكثر من مره إن هذه السرية والكتمان للمعلومات لا يستخدم إلا ضد الشعوب والإفساد في المجتمعات والتخطيط لإشعال الحروب الدولية والإقليمية, وتخريب الأمن والاستقرار. ولعل ويكيلكس تشكل بداية حقبة تقوم على الصدق والشفافية الحقيقيتين !!!.

نص الوثيقة الخاصة بالسعودية في اللغة الانكيلزية كما وردت في ويكيليكس:

https://wikileaks.org/plusd/cables/09JEDDAH443_a.html