22 ديسمبر، 2024 7:23 م

تحليل لمقال الدكتور منقذ الداغر في صحيفة الواشنطن بوست الامريكية

تحليل لمقال الدكتور منقذ الداغر في صحيفة الواشنطن بوست الامريكية

يبقى تنظيم الدولة الاسلامية في بلاد الشام والعراق والمعروف مختصرا بتنظيم  داعش والطريقة التي ظهر بها وتمكن من احتلال اجزاء واسعة من العراق في عملية عسكرية خاطفة وسريعة لغزا محيرا دفع الكثيرين من الباحثين في شؤون السياسة والسوق العسكري للبحث في مايمكن ان نطلق عليه ظاهرة داعش وكيفية معالجة توسعها وتحجيمها ومن ثم القضاء عليها وطردها من العراق وباقي المنطقة.ومن التحليلات المهمة التي ظهرت مؤخرا  دراسة للكاتب الدكتور منقذ الداغر وتم نشرها من قبل صحيفة  الواشنطن بوسط بعدها الاخير تحت عنوان— كيف ينظر العراقيون  السنة الى تنظيم داعش— قام الكاتب من خلالها بوضع اليد على الاسباب التي مكنت داعش من احتلال اجزاء واسعة من العراق ومدى مساهمة الحكومة المركزية السابقة في توسع داعش ومدى الدور الذي لعبه المكون السني في انتشار هذه الظاهرة رغم كونها منظمة ارهابية بسبب المظلومية التي يشعر بها ومحاولات الاقصاء المستمرة لهذا المكون وبالتالي وضع الحلول المناسبة للقضاء واجتثاث هذا التنظيم الطاريء على العراق وطرده من العراق بصورة نهائية.وقد اعتمد الباحث الدكتور منقذ الداغر على معلومات مستقاة من استطلاعات للرأي قامت المؤسسة البحثية التي يترأسها باجرائها وهي شركة المستقلة للبحوث وشملت عينات مختلفة من شرائح تمثل اطيافا واسعة من الشعب العراقي في شمال ووسط وجنوب العراق  اضافة الى دراسات تمت في ليبيا وسوريا لنفس الاغراض مما مكن الباحث من الخروج بنتائج تطابق الواقع الى درجة كبيرة. ويرى الباحث انه — وعلى الرغم من ادعاء الدولة الإسلامية بأنها الصوت الحقيقي للإسلام، لم يكن الدين عاملًا رئيسًا في صعودها، على الأقل في العراق. وكان العامل الأهم المسبب لصعودها هو الاستياء العميق الذي شعر به السنة تجاه الحكومة العراقية المركزية—. وهو شعور ظل متناميا خاصة بعد ان سيطرت الاحزاب الدينية الشيعية على جميع مفاصل الدولة العراقية واصدارها للعديد من القوانين والتشريعات التي حصرت السلطة بالمكون الشيعي وهمشت المكون السني مما افقد التوازن المطلوب في ادارة الدولة وزاد من الشعور بالمظلومية من قبل المكون السني. ويعتقد الباحث ان غياب الخدمات من قبل الحكومة المركزية في المناطق السنية ادى الى تقبل ابناء هذه المناطق لتنظيم داعش الذي عمل على تقديم الخدمات  بطريقة افضل من الحكومة حيث قال—لقد قبل هؤلاء العراقيين  العيش تحت سيطرة الدولة الإسلامية  لأن الدولة الإسلامية تقدم خدمات اجتماعية ذات جودة أعلى  بعد ان  فشلت السلطات الحاكمة في تقديمها للمواطنين سواء من خلال اللامبالاة أو الفساد أو عدم الكفاءة—.وركز الباحث على فقدان الثقة بالنظام القضائي والعدالة والشعوربعدم  الامان والامن في مناطق السنة حيث يرى— 
ان 60 في المئة من ابناء السنة لا يثقون في النظام القضائي، بينما 30٪ فقط من المستطلعين الشيعة يحملون وجهة نظر مماثلة.  ، وان 80 في المئة من المستطلعين السنة في المدينة  لا يشعرون بالأمان في أحيائهم ، و يمكن اعتبار الدولة الإسلامية  قد وفرت الحل ذلك و إن لم يكن مثاليا—.وعلى الرغم من تغير الحالة في المناطق التي تحتلها داعش الا ان السكان مايزالون ينظرون اليها على انها منظمة ارهابية حيث اظهر استطلاع — أن أكثر من 90 في المئة من سكان شملهم الاستطلاع عرض الدولة الإسلامية على أنها منظمة إرهابية و 80 في المئة منهم دعم جهدا دوليا لإزالتها وان دعم التحالف الدولي المرجح هو بدافع استمرار انعدام الثقة في قوات الأمن العراقية. وحمل الكاتب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي تفاقم ازمة المظلومية التي يشعر بها ابناء السنة بسبب تجاهل مطالبهم المشروعة التي طالبوا بها في تظاهراتهم واعتصاماتهم حيث قال—-بعد الانتخابات  عام 2010 والتي جاءت لصالح ائتلاف المالكي وبقاءه في السلطة حيث ادت هذه النتيجة إلى الشعور المتزايد بالظلم لدى كثير من السنة في المجتمع العراقي. وكان رد حكومة المالكي على المظاهرات السلمية السنية في عام 2013 بالعنف، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير—.وخلص الكاتب الدكتور منقذ الداغر الى مجموعة من المعالجات التي يمكن ان تشكل حجر الزاوية في مقاومة تنظيم داعش وبالتالي القضاء عليه فهو يرى —إن هزيمة الدولة الإسلامية في العراق تتطلب تغيير الأوضاع على الأرض تحت أقدام رجالها. وهذا يعني معالجة الشروط المسبقة التي أدت إلى عدم وجود مقاومة لوصولهم إلى هذه المناطق . لكي يقف العراقيون معًا في دحر الدولة الإسلامية من بلادهم، هم بحاجة إلى سبب للاعتقاد بأن الأمور لن تعود إلى الوضع السابق غير المقبول. ومن الناحية العملية، هذا يعني إصلاحًا جديًّا للأمن والقطاعات القضائية للحكومة العراقية، ووضع مسار واقعي لهوية وطنية تضم جميع العراقيين.