المتابع للقاء السيد مقتدى الصدر في قناة الشرقية قبل يومين يرى تغييرا كبيرا في شخصية السيد من خلال خطابه ولغة الجسد. فهو عائد من قم بصحة افضل من قبل ويتحدث بغرور وتعالي جديدين يوضحان الدعم الايراني له وبعد ان نفذ رغبتها باخماد التظاهرات بالقوة.
وفي البداية نود القول انه ردد بكثرة عبارات بعيدة عن الفصحى وهو الاسلامي الدارس لعلوم الحوزة وكان عليه الا يتجه الى الكلمات التي يتكلم بها البسطاء من الاميين في الشارع الشعبي البسيط . مثل ( جفتة الخضراء- اذا تمادى نبسطه – ضبينا اكثر – من الحنية الى الشدة – المتظاهرين ما عندهم راس جبيرة – يرجفون رجف من شنو ما أدري- تدخلت بجدحة صغيرة – قافلين عالمحاصصة- هذا الفلم شيله- يحتاج الهم جرة إذن – جرخته بتغريدة – هي مو دولة بل مزعطة – ماكو كذائية- .. الخ )
ومن علامات التعالي والغرور الجديدين عنده قوله ( اعتبر نفسي رقيب حتى للسياسيين بل اب لهم واستدرك او اخا للكبار) . وايضا ( اعلن عدائي للثوار اذا تكررت واقعة الوثبة ) . وأيضا (سأرمي السياسين الفاسدين في الزبالة) – و (المالكي عنما مشى عدل دزيت له كتاب شكر) . لا نعلم بأي صفة تعطيه كتاب شكر ؟ هل هو من اتباع تيارك او احد جنود تشكيلاتك المسلحة ؟ كذلك انتقاده اللاذع لاغلب القادة (المالكي والبرزاني وعلاوي والعبادي وعبدالمهدي والخنجر) الذين يستحقون ذلك.
والملاحظ انه بين فينة وأخرى يتهرب بالقول ( ليس لي علاقة فأنا في درسي بقم) كررها اكثر من مرة .
وأكثر ما إستغرب له كثيرون اعلانه بانه سيعيد جيش المهدي لتاديب السنة وثم اضاف والامريكان . فقال له المقدم ( وتعود البطة ؟) فسكت مبديا رضاه. والاختلاف في خطابه هذا انه لسنوات طويلة مضت يعلن انه نصير السنة (انفسنا) وينتقد المالكي والفتلاوي الذين اججوا الطائفية في مرحلة خلت.
ما يؤاخذ عليه أن المقدم استدرجه الى خطاب وتوجهات قناته عندما كرر اكثر من مرة كلمة (الثوار) فعاد ليرددها هو بنفسه مع انه يتكلم دوما بكلمة (المتظاهرين او المحتجين) قبل ان ينقلب عليهم.
ونسي السيد انه جزء من الدولة منذ 2003 عندما قال (هي مو دولة بل مزعطة) . وذكر بانه غير متعاطف مع اتفاقية الصين لانها عندما ستأتي ستسرق . ونسي ان وزرائه في الحكومات السابقة شاركوا بالسرقات والفساد وتياره يمتلك (لجنة اقتصادية ) كبقية الاحزاب السارقة الاخرى. ولكنه يكرر (انا مع العراق) رغم مشاركة تياره في جميع الخراب الذي طال العراق وهو ما اعلنه فيس هذا اللقاء بان هناك اخطاء من سائرون.
أسوء ما تردد في هذا اللقاء تهديده لمكون رئيسي في البلد خضع وخنع بعد ضربات داعش وطرد داعش فما الذي دفعه ليهاجمه في هذا الوقت الذي يمر فيه العراق بازمات خانقة؟
لو صحح الصدر المسائل المذكورة السابقة لكان حديثه معتبر ، فقد صرح بتصريحات جيدة ، منها ( لانريد ان تاتي الاحزاب بشخصيات تابعة لها ولكن لا بأس ان تكون تابعة لنفس المكون) . واعترافه بأنه متقلب مع انه استدرك بعد ان قالها. وما يشدك للاستماع للصدر هو صراحته وهو لا يلف او يدور كما يقال بالعراقية العامية كما يفعل المالكي او العبادي او عبد المهدي وعلاوي وغيرهم لكنه لايستقر على مبدأ او قرار أو رأي.