23 ديسمبر، 2024 4:18 ص

تحليل بالقلم العريض ( الأعلام المنحرف)

تحليل بالقلم العريض ( الأعلام المنحرف)

أبو نجم , مجرد عجوز يحاول أن يستمر بالعيش, في بغداد عجيبة التشكل, حيث يوزع الفقر والموت والظلم يوميا على أبنائها, بغداد التي فقدت أحاسيس الأمومة, بسبب زواجها القهري من الحمقرية (الساسة), والحمقرية أناس جمعوا ما بين الحمق وادعاء العبقرية, لكن هي مدينتنا نحيا ونموت فيها, ونتحمل قسوتها, منتظرين طلاقها من الحمقرية.لأحاول لملمة جراحي بشاي من مقهى أبو علي, إلف دينار في جيبي سيكفي للحصول على بعض متع الحياة “الشاي”.
وصلت فوجدت كل الأحبة متجمعين في ركنهم الأثير, في صخب وضحكات ساخرة من واقع مريض.
–         السلام عليكم , كيف حال الأحبة, يبدو عليكم السعادة فضحكاتكم ملأت مقهى أبو علي؟!
رد جمع الأصدقاء السلام على أبو نجم, واستقبلوه بالأشواق والتهليل, فهو أكبرهم سنا العطوف الحنون على الكل, وهو صاحب التحليلات العجيبة, التفت أليه حجي عذاب وقال:
–    اليوم يا أبو نجم ارتفع ضغطي وكدت أقع على الأرض بسبب برنامج تلفزيوني محلي, يتحدث عن انجازات وزارة الكهرباء وارتفاع الإنتاج, وإنهم سيمدون أهل بغداد ب 24 ساعة كهرباء متواصلة, مع أن الواقع شيء مختلف, فهي ساعتين بساعتين, مع هذا الحر الشديد, ولولا المولدات الأهلية لحصلت ثورة عارمة, فانظر لحجم الأكاذيب التي تطلقها المنظومة الإعلامية المحلية.-    الإعلام الداعر هو احد أسباب المحنة العراقية, حيث تسبب في تمزيق وحدة المجتمع, عبر خضوعه لأهل الفتنة, ومساندته لبعض حثالات المجتمع, مقابل المال الأصفر الذي يحصل عليه, وهي تنشر الأكاذيب بل وتنافق لغرض الفتنة وصنع المشاكل, يصدرون الأكاذيب لنا كي نسكت ونبقى أسرى انتظار الوعود الكاذبة, صدقني لن يعطوك كهرباء 24 ساعة, لأنهم مستفيدين من خراب المنظومة, فهل يتنازلون عن أرباحهم مقابل سعادة المواطن, ألف كلا وكلا, فهل انتبهت يا حجي عذاب للحقيقة.
فدخل في الحوار أستاذ علي (مدرس رياضة في إعدادية بور سعيد) فقال:
–    الأعلام الداعر حتى في الرياضة, فلدينا مهرجين مهمتهم إثارة المشاكل مثل المهرج حيدر زكي ربيب قناة البغدادية المشبوهة, ومن يدعوه بالإعلامي ضياء حسين, حاولوا تكسير المنتخب في حلقة على قناة دجلة, بذلوا كل جهودهم للتشويش على الكابتن الخلوق راضي شنيشل, هذا ديدن الإعلاميين الانتهازيين محاربة الشرفاء, مع الأسف القنوات الإعلامية تفسح المجال لهكذا نماذج غير مهنية وليست كفاءة, ألا في الخضوع للمال الحرام.
–    العلة في القنوات التي تفسح المجال للدواعر والعاهرات, كي تزيد نسبة المشاهدة, خصوصا أن الأكاذيب والفضائح والإشاعات لها فئة واسعة, فالقنوات بدل أن يكون دورها رفع الوعي المجتمع, نراها تسهم في تسفيه الوعي, لذا ليس غريبا أن نجد الكثيرون يهاجمون شنيشل بعد مشاهدة البرامج السخيف, لان له تأثيره كبير في فئة اللاوعي.
–    الله يرحم والديك أبو نجم, والله صحيح, البعض لا يفهم أن للاعب الكرة عمر محدود, يجب إتاحة الفرصة للآخرين, لكن العلاقات وغياب الفهم يجعل أمثال حيدر زكي وضياء حسين يروجون لعودة المعتزل يونس محمود, فانظر لحال إعلامنا الفقير معرفيا والمملوء بالجاهلين.تبسم الحضور لكلام أبو نجم وأستاذ علي, لأنه كان في مكانه تماما, فالإعلام المنحرف سبب تغييب الوعي, مما يجعل المجتمع يسبح في بحر لا شاطئ له, يحترفون نشر الإشاعات وعملية التسقيط, وفن تلميع الأكاذيب, منهج التزم به الأعلام الداعر, مما أنتج مجتمع ضائع.
فاقبل على ركننا أبو علي صاحب المقهى, وهو مهتم لما يحمل لنا من خبر فقال:
–         الآن انتشر خبر في الوكالات الخبرية وبعض الفضائيات أن انقلاب عسكري سيحصل في بغداد.
فضحك الأصدقاء بصخب وصوت عالي, لان كلام أبو علي كان بعد أتمام نقاشنا بان القنوات العاهرة هي من تفتعل الأخبار, لتؤثر في وعي الناس وبالتالي يكون السلوك, تابعا للأخبار التي يجعلها برتبة اليقين الذي لا شك فيه.
أكمل أبو نجم شرب الشاي فنهض ليغادر وختم كلامه:
–    لن يحصل انقلاب قريب, لان القوى العالمية مستفيدة من النظام الحالي, ولن يأتي خير لهذه الأرض قريبا, لان الإرادة الظلامية تمد فزاعاتها بكل ما يدعم تجذرهم في الأرض, أنا عن نفسي انتظر فقط الرحمة الإلهية.
أيميل/ [email protected]