18 ديسمبر، 2024 8:39 م

تحليلات لقرار الخزانة الامريكي

تحليلات لقرار الخزانة الامريكي

يبدو ان الادارة الامريكية رغم صحوتها المتأخرة تريد ان تثبت للعالم بشكل عام والشعب العراقي بشكل خاص بان الولايات المتحدة تريد حفظ التوازن في العراق والحفاظ على مكتسباتها الديمقراطية بأي شكل من الاشكال وضد اي خطر يهدد هذه العملية التي فرضتها امريكا في العراق بعد احداث عام ٢٠٠٣..
وفي رسالتها الاخيرة ابدت استغراب الكثيرين وقد يتسائل المواطن البسيط لماذا هذه العقوبات بحق اربعة اشخاص ربما ليسو من الصف الاول في ترتيب البيت السياسي العراقي الجديد.ولماذا هذا التوقيت في ظل المواجهة الاعلامية والمناوشات الامريكية الايرانية. وربما ادوارهم محدودة من ناحية اعمالهم الوظيفية واغلبهم في منطقة معينة او من قومية معينة او حتى من مذهب معين..وهنا لابد للنظر للقضية من ابعاد سياسية بعيدة جدا ويبدو ان مصادر المخابرات المركزية الامريكية في العراق حسبتها الى ابعاد سياسية مستقبليه. وكان الغاية من هذه العقوبات ان اي زعامة لايمكن ان تكون في المذهب السني العربي وذلك لعدم تكرار سيناريو الزعيم الاوحد والقائد الواحد بعد تجربة تغيير النظام السابق..
والباب الاخر ان اي مسؤول سني عربي لايمكن له التعاطف او الدعم من الجارة ايران مهما كانت الاسباب…
والباب الثالث ان استقرار منطقة سهل نينوى يجب ان يكون بدعم وولاء امريكي وان الاقليات هناك يجب ان يكون متساوون بقوتهم وضعفهم ولاتفرق اقلية عن اخرى والكل تتبع الحكومة العراقيه والسلطة بيد القوات الحكومية فقط…
اما الباب الرابع وارضاء للاخوة المسيحين والذين وصلت شكواهم الى الفاتيكان وتم تبليغ وزارة الخارجية الامريكية بها ان الشعب المسيحي في العراق شعب مسالم ولايقبل ان ينخرط ابناءه في العمل المسلح مهما كان نوعه وطبيعته فالكنائس ودورالعبادة للشعب المسيحي تكون حمايتها من قبل الحكومة المركزية او حكومة الاقليم في منطقة اقليم كردستان …
اعتقد هذه اهم تحليل نستطيع قراءته لتلك العقوبات على السادة المسؤولين العراقيين الاربعة…كل هذا كان المقصود منه حماية الظهر الامريكي في حالة نشوب صراع مع الجارة ايران وعزل شمال العراق بالكامل وابعاده عن هذا الصراع…
لان القوات الامريكية لايمكن ان تدخل الحرب مع ايران في حالة حصولها لاسامح الله من بعض مناطق جنوب العراق لوجود معارضة فكرية قوية هناك ولارتباطات مذهبية لها عمق تاريخي منذ نشأة الحضارة الاسلامية..وسوف تواجه القوات الامريكي مشاكل كثيرة تصل ربما الى الصدام المسلح من قبل بعض الفصائل المسلحة التي ترى ان امريكا تمثل الاستكبار العالمي للامبريالية وان الحل الافضل للمقاومة هو سياسة ولاية الفقيه ومجابهة الخصم سياسيا وعسكريا…
وان كل المصالح الامريكية من قواعد عسكريه وسفارات وهيئات دبلوماسية واعلامية سوف تكون اهداف مشروعة للمقاومة الاسلامية اذا ماقامت الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري على الجمهوريه الاسلامية الايرانية…
كل هذه المعلومات اصبحت مشاريع لقوانين امريكي يشرعها الكونجرس الامريكي لاصدار ربما قوانين جديدة يضع اسماء وشخصيات عراقية على قائمة لائحة الارهاب…وسوف تنكشف كل هذه القوانين وتعلن ربما خلال الاسابيع القادمة…