سؤال وجودي بأمتياز
الى ماذا يسعى الانسان؟
لا شيء انه يسعى الى تحقيق ذاته
كل افعالك ايها الانسان وكل هذا الضجيج وهذه الجلبة
الحضارات ، ناطحات السحاب ، المركبات الفضائية ، الانترنت ، الحروب ، ان تشرب ماءا او تعطي حيوانا ما كسرة خبز كل شيء من اجل ان تحقق ذاتك.
انه الوجه الادق والتفسير الاعمق للانانية .
تتعدد خلال ذلك طرق العيش او طرق المسايرة لهذه الحياة منهم من رضي بأن يمضي مع نهر الحياة بسلاسة و دون مقاومة انهم الاكثرية لا ينظرون ورائهم و لا امامهم يولد و يموت وهو لا يعرف لماذا انه يعمد الى تلبية الطموح الصغير المنبثق من شعاع روحه التواقة ذلك الشعاع الذي يرشده الى الطعام و الجنس والتمسك بالحياة حتى وان كانت بائسة وتقديم بعض الاولاد الذين لا يختلفون عن ابائهم هدية الى هذه الحياة ليعيدوا الكرة كما فعل اباؤهم ثم ينقضي كل شيء .
البعض اكتشف شيء ما من فلسفة الحياة فغدا يحاول صناعة حياة تليق كأجابة لسؤاله الداخلي الملّح الى ماذا أسعى ولكنه لم يستطع ازالة الصدأ الذي لحق بروحه وهكذا اختلفت الوجهات في اجابة هذا السؤال الذي ترتكز عليه الحياة و الاجابة التي يموت من اجلها البشر ولا يدركون انها خاطئة الا عند مماتهم!
فكل منا ازال الصدأ عن روحه بمقدار استجابته لذلك السؤال الوجودي وبمقدار استحضاره لهذا السؤال .
ما الذي اسعى اليه؟
ببساطة اسعى الى تحقيق ذاتي .
كل شيء من فعال الانسان يمكن تفسيره وفقا لذلك اي تحقيق الذات البكاء و العراك و الطقوس الدينية وحتى كتابة هذه الكلمات هي تحقيق للذات.
انه اللاشعور هو من يدفع لذلك وهنا يتوجب عليك ان تسبر اغوار لا شعورك عليك ان تغوص فيها انها عميقة ولكن تأكد ان قاعها هو هذا هو تحقيق الذات وكل ما فوقه هو متولد منه ونابع عنه.
اذن حين يتواصل الشعور مع اللاشعور تبدأ حياة الانسان بالتغير لانه بدأ يغوص بألاتجاه الصحيح وكلما اكتشف الانسان نفسه كلما استطاع ان يرسم طريقه بوضوح و صدقية اكبر وحينئذ سيبدأ ضميره بالارتياح .
ان عالم اللاشعور هو تراكم لقصص و لآلام ولمشاكل انطوت داخل صفحة نفسك عليك ان تفتش فيها دائما وتعمد الى تنظيفها لأن فيها تراكمات خطيرة يبعدك دوما عن طريق الذات الصحيح اذ انها بحاجة الى عملية جلي مستمرة و ازالة لتلك الاوساخ لانها عوائق في الطريق.
اهم المشاعر الخلاقة هو الحب انه يساعدك على التناغم مع محيطك احبب كل شيء حولك البشر والارض والسماء وكل هذا الكون وستشعر حينئذ بالارتياح.
و اهم الافعال الخلاقة هو التفكر فالتفكير الدائم يجعلك تقترب من الطريق فانت ان لم تفكر اين انا و الى اين و ما هو المعوق وما هي احتمالات الخطأ و الصحيح في هذا الموقف وبالتالي في هذا الطريق الذي امضي فيه اقول اذا اذا لم تفكر في ذلك كله فأنك ستكون حلقة في سلسلة طويلة ولدت و ماتت وهي غثاء لا فائدة فيها.
محاولة التعرف على ما يعتمل في اللاشعور هو البداية فهذا العالم العميق هو أساس افعالنا وتصوراتنا وافكارنا و مشاعرنا وانفعالاتنا .
انه تأثير اللاشعور هو احد اهم الاسباب التي قادت الى وهم ان الانسان مجبور و مسير في كل افعاله لأنه يعيش عالم الشعور في كثير من الاحيان بتوجيه من هذا العالم اي عالم اللاشعور.
المهم انك اذا اردت ان تعرف ذاتك وتسعى الى تحقيقها عليك ان تستعين بكل التوصيفات التي اشرت لها ولكنك ستجد الحياة مملة و كئيبة وحقيرة لأنك مجرد ساعٍ فيها نحو شيء وهدف لا تعرفه كأنك تائه لا تعرف الى أين
اوه نسيت ان اقول لك ان الحياة ليست مملة وجميلة و رفيعة المستوى فقط حين تبحث عن الله.