_ أن الله سبحانه وتعالى لم يرسل محمد صلى الله عليه وسلم لقتل المشركين.. ولو كانت رسالته قتلهم لما أنتشر الإسلام..الله أرسله رحمة للعالمين ونورا لهداية البشرية.
_ جاهلية الأرهاب.. أنهم يستندون إلى عصبية جاهلية.. يكفرون الشيعة لمجرد الأسم.. بل حتى يكفرون أهل السنة ممن يخالفهم الرأي.. فهذه جاهلية التطرف.. الجاهلية العظمى!
أمر الخليفة العادل عمر بن الخطاب أن يرابط الجيش الإسلامي في العراق بعد الانتصار الذي دحر إمبراطورية الفُرس في معركة القادسيّة , وتم إنشاء مدينة الكوفة سنة 638 م لتكون قاعدة عسكريّة ودار للجهاد تنطلق منها جيوش الفتح الاسلامي , ثم اتخذها الخليفة علي بن ابي طالب عاصمة للخلافة بعد الفتنة التي شهدتها دار الهجرة بمقتل الخليفة عثمان بن عفان , حتى ذلك الحين كانت الكوفة تضم القبائل التي قاتلت الفرس ولم يألفها أعجمي وبقيت لفترة قرون تشكل مع البصرة مدرستين للنحو والبلاغة والفقه الإسلامي . إن الإسلام كدولة يستند على القرآن دستوره الثابت المحفوظ الذي لا يلج إليه الباطل , وما خلاه يخضع إليه بأخذه إذا كان موافقا ونبذه في حال مخالفته لنصوصه بضمن ذلك الحديث الشريف وما روي عن أفعال النبي وأحواله وإقراره وما سنّه لأمته , قطعا أن النبيّ محمد لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى من ربه , فما كان يسنّ على هواه ولا يراعي ميولا عصبيّة أو يكيل بما يتسق مع مصلحة دنيوية لنفسه وأهله , لا يُفهم من السُنّة معنى أو اصطلاحا سوى التشريع القانوني , بذا لا يمكن لمسلم عاقل مؤمن بما أنزل الله أن يعصى ويخالف السُنّة لأنه سيطعن بالنبوّة ويخرج عن الإسلام قلبا وقالبا , كما أن من يسرح خارج حدود القرآن وسنّة النبي مُحمد إنما ينتهج نهجا لا صلة له بالإسلام من قريب أو بعيد وعلى هذا المنوال شطت الكثير من الفرق عن ضلالة أو دُست بلباس الإسلام وانتحلت مُسماه وعنوانه بهدف إحداث الفرقة فيه وطعنه بصميمه , قول الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ . بذلك نفهم إن الطائفية جميع الفُرق التي تخرج عن القرآن والسُنّة ولا يجوز القول بأي حال عن أهل السُنّة أنهم طائفة لأن هذا القول سيبيح لمن هبّ ودبّ أن يزيّف وينتحل على دين الله ما ليس منه ويحشره في الإسلام على اعتبار أنه مجموعة طوائف بضمنها طائفة تتسمى بالسُنة . هُنا بالتحديد سيأتي دور اليهود و المجوس ليخلعوا عباءة الخليفة الإمام علي بن أبي طالب كي يتدثروا فيها ويصورون خروجه من دار الهجرة بالمدينة المنورة الى دار الجهاد في العراق تصويرا مشحونا بدسائس مزيفة وذرائع لا حقيقة لها من دعاوى باطلة تطعن جوهر دين الإسلام وتجرده من خيرة رجاله بتشويه سيرتهم المشرفة ونعتهم بأوصاف غريبة عن أخلاق العرب لا تنسجم إلا مع خبث اليهود وغدر المجوس , إن من يطلع على تراث التشيّع الصفوي الخبيث سوف يجد جميع أصحاب النبيّ من المهاجرين والأنصار وأهل بدر ومن بايعوا رسول الله بيعة الرضوان والمبشرين بالجنة ما هم إلا جمع من المنافقين يبطنون الشرك ويحتالون على مغانم الدنيا , مع هذا الوصف والحقد الأعمى يتجاهلون هؤلاء الحاقدون منطق التاريخ , فكيف لمن هذه أوصافهم أن يحطمون أعتى الإمبراطوريات وتنهزم الجيوش الجرّارة أمام قلة عددهم وشحّة عدتهم العسكريّة ؟ لأجل وضع القارئ الكريم أمام الحقيقة فلن نتجاوز خلاف الإمام علي السابق بإسلامه وجهاده وعلمه وقربه من رسول الله مع معاوية بن أبي سفيان الذي دخل الاسلام بعد فتح مكة ولم يفتر عن محاربته قبل الفتح , تكلمنا آنفا عن خروج الإمام علي من دار الهجرة الى دار الجهاد في العراق بعد مبايعته خليفة للمسلمين تاركا خلفه فتنة مستعرة بمقتل الخليفة عثمان بن عفان الأموي الذي كان صهر النبي في ابنتيه رُقيّة وأم كلثوم , فهو عديل الإمام علي الذي زوجه النبي من ابنته فاطمة , أما معاوية فهو ابن عم عثمان وأثناء الفتنة كان أميرا على الشام يتربّص ما سوف تؤول إليه الأحداث وكيفية استثمار الفتنة في ترسيخ الخلافة ضمن البيت الأموي , الحق إن معاوية كان رجل سياسة يشهد له بأنه من دُهاة العرب , فمن الطبيعي أن يلبس قميص عثمان مطالبا بثأره قصاصا لكون الخليفة المقتول ابن عمه زاعما إن الإمام علي يتستر على من قتل عثمان , وبتلك الدعوى كان يحشد حوله شيعة من المسلمين إضافة الى عشيرته ومن يناصره ضمن إمارته في بلاد الشام حيث كان أميرا لعشرين سنة يُحسن سياسة الناس ويوطد دعائم المُلك , الذي يستوجب أن نشير اليه هو أن الخلاف بين الإمام علي ومعاوية لم يكن دينيّا قطعا وأن الناس قد انقسمت الى شيعتين , شيعة تناصر معاوية عصبية في المطالبة بدم عثمان , وشيعة تلتزم القرآن والسُنة وتتبع الإمام علي إذ لا خلاف عليه في هذا الحق ولا توجد مقارنة تسمح لمعاوية أن ينافسه دينيّا على الخلافة , هنا يأتي بيان الحق والفيصل الفارق الذي يقطع دابر الفرقة الطائفيّة بالدين فأن شيعة الإمام علي هم أهل القرآن والسنّة فلم يتشيعون له جاهليّة أو ينصرونه عصبية وإنما حق اتباع يدعمه السبق بالإسلام والتقدم بالعلم والتزكية النبويّة في سلامة الدين والولاء الصادق للمؤمن المجاهد في سبيل الله , نعم بلا خلاف كان الإمام علي بن ابي طالب هو سيد أهل القرآن والسُنة وذلك الصنديد الذي جاهد الكفر والبدعة. إن التشيّع مبدأ قوامه الولاء والنصرة وليس مذهبا دينيا وأن أمة محمّد كلها شيعة لله ورسوله فلا يصح منهجا مستقيما بدون ولاء صادق وانتصار للحق وأن علي بن أبي طالب إمام الأمة الإسلامية بلا خلاف ولا يمكن لشيعي صادق أن يخالف القرآن المجيد والسنّة النبويّة الشريفة فلا يمكن إثبات صدق التشيّع إلا بمنهج القرآن والسنة . لقد حاول أعداء الأمة عبر القرون أن يدسون السموم في كيان الأمة الإسلامية من خلال التشيّع الشيطاني حيث ظهرت طوائف وفرق كثيرة قد اندثرت غالبيتها وتبعثر بعضها . علينا أن لا نغفل الأجنبي الذي لا يمكن أن يتجاهل كيف يستثمر الطائفية في طعن الأمة وتفريقها من خلال تجنيده وتدريبه لعناصر تتقن إثارة الفتن وكسر شوكة الإسلام حتى من خلال ظاهر الشريعة كما نشهد اليوم من شيع التطرف بالتحزب الذي يستبيح الدماء ويكفّر عامة المسلمين وهذا من أخطر الأدوات التي تعمل عليها دوائر الاستعمار الحديث , من الضرورة أن لا نتجاوز مسألة المذاهب الفقهيّة الإسلامية , معلوم أن المذهب مسلك أو طريقة معتمدة في سياق علمي يقوم على ضوابط محددة أو قاعدة استناد مشتركة لأتباعه تمكنهم من الذهاب في آرائهم لمعالجة قضايا محددة بالمجال العلمي والعملي لمذهبهم , فالمذاهب لا تقتصر على الفقه الاسلامي الديني وهنالك مذاهب للفنون والفلسفة ومختلف ضروب المعرفة , إن الخوض في هذا المجال لا تسعه مقالة محدودة وكل ما يمكننا التنويه عليه أن المذاهب لا تستدعي التفرق عليها وهي غير ملزمة عقائديا وليست من أصول الدين , كما أنه لا يؤخذ بأي رأي مذهبي لا يستند الى أصل من كتاب الله وسنّة رسول الله وما تجمع عليه الأمة لأن إجماع الأمة على أمر محدد يستحيل الخطأ بوجوب الفطرة وفرض المنطق حيث لا يمكن أن تجتمع الأمة على باطل كما بيّن ذلك النبيّ محمد سيد هذه الأمة , على ذلك يجب أن لا نسيء لأهل بيت النبوّة في اعتبار علمهم الديني مذهبا لأن منهلهم أصل في الدين ومشربهم موروث النبوّة فمن الحيف أن نعتبر فقه الإمام جعفر الصادق مذهبا فقهيّا وهو سليل هذا البيت الشريف الكريم . إجمالا إن كل مسلم صادق لا يحيد عن منهج القرآن والسنة هو من شيعة علي بن أبي طالب بولائه ونصرته لله ورسوله , وأن من يشيع الفرقة والطائفية إنما يحارب الله ورسوله وكاذب في دعوى تشيعه للإمام علي وأهل بيت النبوّة ولا نقول بحق من سبقونا في الإيمان إلا ما قال الله تبارك وتعالى في القرآن , تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ .