3 نوفمبر، 2024 12:37 ص
Search
Close this search box.

تحطم طائرة (اف 16) العراقية في أريزونا..هل الخلل فني أم سياسي !!؟؟؟

تحطم طائرة (اف 16) العراقية في أريزونا..هل الخلل فني أم سياسي !!؟؟؟

في يوم 7 حزيران من العام الماضي أقيم احتفال رسمي في (قاعدة فورت وورث الجوية) في ولاية تكساس الأمريكية لتسلم الطائرة الأولى من طراز (ف 16) وهي جزء من عقد (36) طائرة تعاقد عليها العراق في وقت سابق لمواجهة خطر الإرهاب والجماعات المسلحة وحضر المراسيم مستشار الأمن الوطني فالح الفياض والسفير العراقي لدى واشنطن لقمان ألفيلي والملحق العسكري في السفارة وعدد من المسؤولين والتقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة إلى جانب الطائرة التي حملت العلم العراقي..

وبعد يومين من تلك المناسبة حدثت انتكاسة الموصل وتداعياتها العسكرية في عدد من المحافظات العراقية مما دفع واشنطن إلى تأجيل تسليم الطائرة المذكورة متذرعة بالوضع الأمني والمخاطر التي تحدق بقاعدة بلد الجوية التي اختيرت لاستقبال وعمل هذا الطراز من الطائرات المقاتلة ، واستمر الموقف الأمريكي على حاله طيلة عام كامل ولم تفلح المحاولات التي بذلها رئيس الوزراء لتغييره، وأخيرا أعلنت وزارة الدفاع في 9 حزيران الجاري أن العراق سيتسلم إحدى الطائرات قريبا وقلنا في حينها أنّه وعلى الرغم من تأخر هذا الإجراء إلا انه وإذا ما نفذ فعلا سيعد انفراجا وخطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، وفوجئنا يوم 25 حزيران الجاري بخبر سقوط الطائرة المذكورة أثناء رحلة تدريبية ليلية في ولاية أريزونا مما أدى إلى تحطمها واستشهاد قائدها (العميد الطيار راصد محمد صديق) وفي ضوء تناقضات الموقف الأمريكي تجاه الحرب على داعش وتردد واشنطن في الإيفاء بتعهداتها في هذا العقد فأن الحادث يثير أكثر من علامة استفهام ونقاط مهمة وكالاتي:

* إن الطائرة لم تزل قيد الطيران التجريبي والمتابعة الفنية لشركة( لوكهيد مارتن) المصنعة لها وتخضع لمراقبتها الدقيقة في الإقلاع والهبوط والطيران وحادث تحطمها المفاجئ والغامض يثير الشكوك ؟؟

* تفسير الحادث يحتاج إلى إجابات من جهتين وهما قائد الطائرة ليدلي بشهادته وهي الأهم، والجهة الفنية المسؤولة عن فحص الطائرة وتقرير صلاحيتها للطيران قبيل إقلاعها..

* المعلومات تشير إلى أن قائد الطائرة ( العميد الطيار راصد محمد صديق) مشهود له بالكفاءة والمهنية وسقوط الطائرة بقيادته في رحلة تدريب يناقض هذه الرواية…

* بما أن الطيار قد استشهد فقد أصبح الموضوع فاقدا لأهم سند قانوني معتبر في تقصي حقيقة ما جرى وهنا تثار الأسئلة الأخطر وكالاتي:

1. لماذا لم يستخدم الطيار الشهيد كرسي القذف للنجاة من الحادث؟؟

2. هل الكرسي عاطل أم معطّل؟؟

3. وإذا لم يكن عاطلا على افتراض واستطاع الطيار القذف بالكرسي وهي من وسائل السلامة المضمونة بنسبة كبيرة ونادرا ما تفشل لتثير لدينا سؤالا مهما هو كيف استشهد الطيار خارج الطائرة وما هي أسباب وفاته…؟؟

4. لماذا لم يتم العثور على الطيار مباشرة لإنقاذ حياته خاصة أن مكان سقوط الطائرة أصبح معلوما وتناقلته الأخبار من موقع الحدث مباشرة ؟؟

5. هل المطلوب تحطم الطائرة واستشهاد الطيار معا ؟؟

هذه مجرد أسئلة مفترضة تضع الحادث في مسارين متناقضين وكالاتي:

المسار الأول:

* قضية تسليم (الطائرات ف 16) وضعت بعد الحادث أمام عقدة جديدة وهي إعادة التقييم الفني والتقني للطائرة المنكوبة ومثيلاتها ضمن العقد المبرم، يضاف إليه إعادة النظر في قدرة الأداء للطيارين مع ظهور الحاجة إلى مزيد من التدريب والتأهيل مما يعني تأجيل تنفيذ العقد..

* ان (طائرة ف 16 فالكون) التي سقطت مؤخرا في الأراضي الأمريكية هي في ذمة الطرف العراقي وتحمل علم العراق وهو من يتحمل تكاليفها المادية،وهي الآن تحتاج إلى استبدالها بطائرة أخرى وهذا يعني مزيدا من المال والوقت لتصنيع وإنتاج هذا النوع من الطائرات المصممة لاستخدام الجيش العراقي.. مع مراعاة التحفظ المذكور في (الفقرة 1)

* ان هذا الحادث يستجيب ويتناغم مع رغبة الإدارة الأمريكية المترددة في تزويد العراق بهذا السلاح نتيجة لتحفظاتها الكثيرة على المؤسسة العسكرية العراقية التي شككت برغبتها في القتال واعتراضها على الأداء السياسي للحكومة العراقية…

المسار الثاني:

* على الرغم من أن حوادث الطائرات واردة في سياق التدريب وتنفيذ المهام إلا أن سقوط الطائرة العراقية المعدة للتسليم وبهذا التوقيت يثير الشكوك والريبة وبما أن التحقيق قد يستغرق وقتا ومن المبكر التكهن بنتائجه فان على العراق أن يشترك في اللجان التحقيقية بالحادث ليكون على بينة مما يجري وهذا من حقه، ونعتقد أن من غير المستعبد أن يكون الأمر مدبر وتم بفعل فاعل خاصة أن معركة العراق ضد الإرهاب مرسوم لها أن تستمر لسنوات حسب تصريحات الرئيس اوباما وأقطاب إدارته.. وتسليح العراق وتزويده بهذه الطائرات يختصر الزمن ويناقض هذا التوجه… وإذا كانت أمريكا تماطل الآن في تزويد العراق بطائرات وأسلحة تم التعاقد عليها والعقد شريعة المتعاقدين كما يقال فلا نستغرب في ظل غياب الإستراتيجية الأمريكية الواضحة في محاربة داعش.. أن يأتي يوم تقوم فيه تلك الإدارة بتزويد الطائرات إلى الأقاليم التي تسوّق لها بدلا من الدولة العراقية القائمة!!؟؟

أحدث المقالات