تقوم فكرة الديمقراطية اللبرالية على ركيزتين مهمتين هما (الحرية )و(المساواة ) وهي تصنع بالنهاية مجتمع حديث ومتحظر وانساني النزعة وتؤمن بالعقل العلمي والنقدي وتحترم قيمة الانسان وتخلق مبادرة اقتصادية مبنية على مجتمع مدني قوي وفعال ولعل الوقائع التاريخية في عدة اماكن من العالم اثبتت صمود هذة الفكرة وتراجع غيرها من الافكار وقدرة الانظمة اللبرالية على البقاء والاستمرارية فمن انهيار الانظمة النازية في المانيا والفاشية في ايطاليا الى انهيار النظم العسكرتارية في دول امريكا اللاتينية الى انهيار نظام فرانكو في اسبانيا الى انهيار الكتلة الشيوعية السابقة الى ثورات الربيع العربي كل تلك النظم تهاوت وثارت عليها شعوبها وتبنت النظام الديمقراطي وقيم الحرية .
التجربة العراقية الحديثة بعد العام 2003 رغم انها رفعت شعار الديمقراطية وحقوق الانسان والتعددية وفصل السلطات والتداول السلمي للسلطة…. لاكن بقيت هنالك معرقلات سياسية واجتماعية وثقافية اثرت بفعلها على بناء نظام ديمقراطي حقيقي وفعال وبناء مجتمع مدني متحظر ولم تتح للبناء الناشئ ان يصل الى مبتغاة وهو قيام المجتمع الديمقراطي المتقدم وبالتالي ولدت الازمات واصبحنا امام مسلسل من الازمات وسادت المحاصصة الطائفية والقومية والعشائرية والمناطقية عبرت عن ذالك الكتل السياسية و الدينية عاشت المحاصصة بكل تفاصيلها وسط غياب حقيقي لقيم المدنية والديمقراطية في السلوك السياسي او السلوك العام لابل وسط اصرار على قتل قيم الحياة المدنية .في كل دول العالم المتحضر آو النامي فأن من واجب اي دولة آن تقوم بنقل قيم المدينة الى الريف وتطوير الريف وهو مايعرف بمفهوم (التحضر ) اي نقل خصائص المجتمع المدني الى الريف وتطويرة بمايتمثل من تغير خصائص السكان الريفين نحو تبني قيم وعادات التحضر والمدنية …. ربما نكون في العراق من الدول النادرة في العالم التي
جرت فيها عملية معاكسة حيث تم (تريف المدن ) حيث هذة الظاهرة لم تعالج في عهد صدام البائد حيث بعد فشلة في تجربتة التنموية بسبب حروبة العبثية فأنة اعاد الاعتبار الى القبلية بعد ان منعها في السبعينيات من القرن المنصرم اعاد الاعتبار الى قيم القبيلة وربطها بنظامة على اعتبار انها ستساهم في قمع اي نوع من المعارضة وتم اللعب على التحالفات العائلية والعشائرية في توزيع المغانم المالية والمناصب وتم قتل كل اشكال النشاط المدني وتم نقل قيم القرية الى المدينة وثقافة القرية الى المدنية وسلوكيات القرية الى المحافظات والعاصمة ومع حملتة الايمانية تم انجاز مشروعة في تدمير الثقافة العراقية واعادة الحياة للقيم الطائفية والقومية والعرقية والاقطاعية وتم قتل اخر قيم المدنية …..!!!
بعد العام 2003 كانت كل عوامل الصراع الاجتماعي والسياسي والاقتتال الطائفي والصراع القومي كامنة في المجتمع فهنالك برميل من البارود لايحتاج سوى الى مفجر ومع غياب سلطة الدولة ومع الصراع على شكل وهوية الدولة الجديدة فأن تفجر الصراع حدث مع بالغ الاسف فأن النخب السياسية لم تحمل اي مشروع تحديث فعلي بل اصبحنا امام تحالف الاسلام السياسي مع القوى العشائرية في اطار سيادة قيم الاقطاع و لأن هكذا تحالف سياسي اجتماعي لم يحمل مشروع جدي وحقيقي للتحديث فقد دخل الجميع في مرحلة صراع المصالح والمناصب والنفوذ فغاية هذي الكتلة او تلك الحصول على اكبر عدد من المناصب والمنافع والاموال وغاية هذا الشيخ او ذاك ان يتم تعين بعض المقربين لة او الحصول على عقد مقاولة من عقود الاعمارلقد اشتركت كل القوى في هذة اللعبة فعلى مايبدوا حصل هذا الامر على توافق بين الكتل ….
كم تمنيت على سياسينا وهم دخلوا في مشروع ساهمت الولايات المتحدة في انشاءة آن يتابعوا كتابات فرانسيس فوكوياما وهو واحد من اهم مفكري الولايات المتحدة وواحد من اهم منظري تيار المحافظين الجدد ومن الذين دعوا الى التخلص من صدام في وقت مبكر نسبيآ .حيث يصف فوكوياما سمات اللبرالية في كتابة الشهير (نهاية التاريخ والانسان الاخير )آن كل البلدان التي تتجة نحوا تحديث اقتصادها تتشابة اذينبغي عليها ان تتوحد على الصعيد الوطني متبعة قواعد الدولة المركزية وعليها ان تنظم بناء المدن وتستبدل الاشكال التقليدية من التنظيم الاجتماعي العشائر والطوائف والقبائل تستبدلها بتقسيمات عقلانية اقتصاديآ ترتكز على الفعالية
الوظيفية كما عليها ان تعمل على تثقيف مواطنيها ….هذا ماقال فوكوياما الامريكي الجنسية الياباني الاصل وواحد من اشهر واهم المفكرين في العالم اليوم فلماذا لايأخذ سياسينا الحكمة ولو من فوكوياما ولماذا لم تقم الولايات المتحدة بأشتراط الحداثة كشرط ملازم للديمقراطية ام ان المصالح في السياسة الخارجية آكبر واهم من المبادئ في ظل البراغماتية التي يشتهر فيها العم سام ؟