18 ديسمبر، 2024 4:58 م

تحرکات ونشاطات تثير حفيظة طهران

تحرکات ونشاطات تثير حفيظة طهران

الحالة الخاصة التي يعاني منها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في علاقته مع الشعب الايراني، هي حالة تکاد أن تتميز عن معظم الحالات المشابهة في علاقة الشعوب الاخرى مع أنظمتها الدکتاتورية، ذلك إن تلك الحالات تشهد مد وجزر منحيث تصعيد أو تراجع النشاطات والتحرکات الاحتجاجية في حين إن الحالة المتعلقة بالنظام الايراني هي حالة لانظير أو مثيل لها إذ أنها مستمرة ومتواصلة من حيث الرفض والکراهية الشعبية المتصاعدة للنظام وعدم وجود أية بارقة أمل في أن يکون هناك يوما تغيير أو تحسن في موقف أو وجهة نظر الشعب تجاه النظام.

الحالة الايرانية الرافضة والکارهة للنظام الاستبدادي تتميز بخصائص تجعلها مختلفة عن الانظمة الدکتاتورية الاخرى في العالم ولعل من أهم هذه الخصائص:

ـ هناك مجاهدي خلق، المعارضة النشيطة والمتواصلة في مواجهتها ضد النظام والتي لها قاعدة شعبية کبيرة جعلتها تمارس نشاطاتها ضد النظام في سائر أرجاء إيران، وقد رفعت شعار إسقاط النظام وجعلته شعارها المرکزي والملفت للنظر هنا إن هذا الشعار يلقى صدى وترحيبا من الشعب الايراني.

ـ التحرکات الاحتجاجية والمناهضة للنظام من جانب مختلف شرائح الشعب الايراني في سائر أرجاء البلاد، تتزايد وتتسع دائرتها عاما بعد عام وأکثر مايمکن ملاحظته إن الشعب الايراني لم يعد يخاف من الماکنة القمعية للنظام بل ويتحداها بعد أن بلغت به الحال أسوء مايکون بسبب سياسات ونهج هذا النظام.

ـ الايرانيون المقيمون في الخارج، يتناغمون ويتفاعلون بصورة غير عادية مع مايعانيه الشعب في الداخل على يد هذا النظام ولذلك فإن الفعاليات والتحرکات والنشاطات الاحتجاجية المختلفة في مختلف دول العالم ضد هذا النظام تتواصل على قدم وساق وحتى إنها صارت تثير الخوف والرعب في أوساط النظام ويکفي أن نشير الى إنه وبسبب هذه النشاطات فإن الرئيس الايراني“المتورط في مجزرة عام 1988” قد أحجم عن السفر لأکثر من مٶتمر دولي خوفا من إعتقاله.

ـ هناك ثمة ترابط وتنسيق وتعاون بين الدور والنشاطات التي تقوم بها منظمة مجاهدي خلق وبين النشاطات والتحرکات الاحتجاجيةالمعارضة للنظام في داخل وخارج وإيران حيث تقوم المنظمة بتوجيهها بالطريقة والاسلوب الذي يٶثر أکثر فأکثر على النظام ويحصره في زاوەة ضيقة.

هذه التحرکات والنشاطات المعادية للنظام الايراني والمتزايدة بصورة غير عادية على مختلف الاصعدة قد باتت تثير حفيظةالقادة والمسٶولين إذ صار الحديث عن العمل من أجل آلية لمواجهة هذه الحالة التي فشل النظام في مواجهتها على مر العقود الاربعة الماضية، ليس مجرد حديث ذو شجون وإنما مثل جدل بيزنطي لاطائل من ورائه!