23 ديسمبر، 2024 6:15 ص

تحرير نينوى هم الأهم ..وليس منصب المحافظ

تحرير نينوى هم الأهم ..وليس منصب المحافظ

الصراع الذي تحتدم أركانه بين مختلف القوى السياسية في محافظة نينوى يعكس حالة انقسام وتشرذم ، ويعبر عن مأساة رهيبة مازال بعض السياسيين يسعى الى ركوب موجتها على حساب مئات الالاف من ابناء نينوى المشردين في مواطن اللجوء وفي من بقي داخلها وهم الان تحت سطوة داعش وإجرامها اللعين .
كان بيان مجلس عشائر نينوى هو الأقرب لطموحات ابناء هذه المحافظة وهو يؤكد على نقطة حيوية وجوهرية مفادها ان تحرير محافظة نينوى هو الأهم الان وليس اختيار محافظ جديد، وهم يتساءلون : كيف يجري اختيار محافظ لمحافظة مازالت تحت الاحتلال..ثم أليس الاجدى ان يتم تحريرها من سطوة داعش ومن اجرامها قبل الحديث عن منصب محافظ لن يقدم او يؤخر في مثل هذه الظروف وبخاصة ان قضية منصب محافظها أثيل النجيفي لم تحسم بعد ، وان أمل ابناء نينوى بعد كل هذه المعاناة التي طال انتظارها هو تحرير المحافظة وتجميع كل قوى نينوى وشيوخها ووجهائها نحو هذا الهدف النبيل.
اما ان يحتدم الصراع على منصب عليه اشكالات كثيرة وتم الترشيح له من قبل قوى وشخصيات يعرفها اهالي نينوى قبل غيرهم وأغلبهم من ترك المدينة حتى قبل احتلاها وهرب وراح يسكن الفنادق الراقية أو القصور الفخمة وعلى حساب مجلس محافظتها ، فهو مايدمي القلب ويعكر مزاح كل موصلي يتابع محنة أهله وهو لايرى اي تحرك فعلي يسعى باتجاه تحريرها ، وكان الأولى من وجهة نظر كثير من مشايخها وابناء مواطنيها وشخصيات بيوتاتها ان يتواصل جهد الجميع نحو تقريب فرصة تحريرها وان نخلص مواطني هذه المحافظة من محن التشرد والنزوح.
ومن المعيب جدا ان يكون التسابق المحموم على جسد محافظة نينوى بهذه الطريقة التي لاقت استهجان ابناء هذه المحافظة ورجالاتها الكرام ، حين يريد البعض ان ينقض على جسدها وهي مازالت عليلة  تشكو سطوة الساسة وظلم المتصيدين بالماء العكر ، وممن ركبوا موجة السياسة في غفلة من الزمان ، لينهشوا من جسد محافظتهم من اجل ان يظفر البعض بمنصب لايقدم ولا يؤخر أزاء محنة طال انتظارها وهو تحرير نينوى الهم الأكبر الذي ينبغي ان يوحد جميع الجهود نحو هذا الهدف بدل تشتيت الجهد في صراعات لها اول وليس لها آخر، وربما تدخل المحافظة في أتون محرقة أخرى تجري بين سياسييها المتقاتلين على كراسي سلطة حقيرة في وقت تهيمن داعش على كامل هذه المحافظة، فكيف يتم اختيار محافظ والمحافظة غير موجودة أصلا وهو كمن ينطبق عليه القول ( يحضر العليقة قبل الحصان ) ، وهو حال مايجري من صراع سينعكس بآثاره الضارة والخطيرة على مستقبل نينوى وشعبها.
ويبقى موقف مجلس عشائر نينوى هو الاكثر قبولا ، لأن تحرير نينوى هو الأهم وليس اختيار منصب محافظ لمحافظة لا وجود لها على ارض الواقع..وتبا لسياسيي الصدفة الذين يريدون ان يدخلوا مصير هذه المحافظة في نفق مظلم، ولو كانوا حريصين فعلا على مستقبل محافظتهم لما احتدم الصراع بينهم بهذه الطريقة التي يضطر البعض منهم الى حمل السكاكين لذبح بعضهم بعضا ،وستكون نينوى الخاسر الأكبر من هذا الصراع الدامي الأليم.