19 ديسمبر، 2024 2:46 ص

تحرير مركز الرمادي ورسالة امريكا للحكومة العراقية

تحرير مركز الرمادي ورسالة امريكا للحكومة العراقية

تحرير مركز الرمادي من داعش بات وشيكا بعد أخذ ورد طال لأكثر من 6 أشهر فضلا عن ملابسات تسليمه اصلا  لداعش قبل  هذا ، هذه رسالة أمريكية إلى الحكومة العراقية مفادها هو دعم خطط المشروع الأمريكي على الأرض في العراق مقابل إيقافها  الدعم عن تقدم الحشد الشعبي في شمال العراق وغربه، وهي ذات الرسالة التي بعثتها امريكا  إلى سياسي المناطق المتنازع عليها العرب واليزيدين والمسيحين في امر تحرير سنجار والقرى العربية المحيطة بها فضلا عن سهل نينوى.  حيث إعطاء الأفضلية لمسعود في استعادتها من داعش دون قتال جدي  كمكافاة له،  لبذله الجهود الحثيثة لتنفيذ ما تريده امريكا منه ،هذه الرسائل في واقعها هي جرس إنذار لكل من يخالف التوجه الأمريكي وأولويات امريكا في العراق .مركز مدينة الرمادي مهم من الناحية المعنوية أكثر من أهميته الجيوسياسية بالمقارنة مع الفلوجة وهيت ومحيط حديثة وعكاشات والقائم والوليد والتي لاتزال بيد قوات داعش الدولية لذلك أمر تحريرها جاء كهدية أو عربون تحالف  إلى العبادي  لتشجيعه على المضي قدما في تحقيق ما مطلوب منه امريكيا وتدعيم موقفه إزاء خصومه السياسين .اسطورة داعش في مناطق ما يسمى “محيط بغداد السني” قد أسقطت على يد الحشد الشعبي كذلك ديالى وتكريت وسامراء وبيجي ،وإزاء هذا النجاح الغير متوقع ضد داعش فإن امريكا تلوح اليوم  بالاستعانة بقوات على الأرض قد لاتكون أمريكية بالضرورة  ولكنها تأتمر بامرها وهي خليط من أبناء بعض” العشائر السنية” التي أعلنت ولائها لأمريكا وبعض القوات الإقليمية المتحالفة وجزء كبير من التنظيمات “الإسلامية” التي تقاتل اليوم تحت راية داعش .وهدف هذه القوات هي في منع تقدم الحشد الشعبي باتجاه  الموصل وباقي صلاح الدين وكركوك وباقي الانبار تمهيدا لإعلانها إقليم مستقل يخضع لإدارة موقته بالتعاون مع البرزاني وبعض القادة المحسوبين على” الحراك السني” . الا ان حسابات الحقل ليست كحسابات البيدر دائما، وأن ليس كل ما تخطط له امريكا ينجح خصوصا بعد الإطاحة باسطورة داعش في العراق وسحقها في سوريا على يد الروس ،أدوات المشروع الأمريكي بدأت تضعف وليس ببعيد أن نشاهد إعلان هزيمتها ومشروعها في العراق وسوريا ،فهل سيستوعب ساسة العراق وشعبه هذا الدرس جيدا . أن مستقبل العراق مرهون بتكوين رؤيا مشتركة لشكل العراق ما بعد داعش . الامر يحتاج إلى وطنيين مخلصين وهم كثر في عراق النهرين رغم التهميش والإقصاء وعمالة البعض .

أحدث المقالات

أحدث المقالات