15 نوفمبر، 2024 11:23 م
Search
Close this search box.

تحرير الموصل تحرير الذات من الهزائم المتكررة

تحرير الموصل تحرير الذات من الهزائم المتكررة

الانكسارات المتكررة للجيش العراقي منذ الحرب الايرانية – العراقية مرورا بالحرب العراقية _الكويتية وانتهاءً بالغزو الامريكي واحتلاله للعراق اضرت بسمعة الجيش ومهنيته ، كل هذه الحروب رغم مرارتها وخسائرها الفادحة بشريا وماديا الا ان تبقى الخسارة النفسية هي الاشد ايلاما للجندي العراقي ابو الغيرة .
حرب الثمان سنوات مع الجارة ايران كانت حرباً لامبرر لها وكان بالامكان اللجوء للدبلوماسية او على اقل تقدير حماية البوابة الشرقية من خلال حراسة الحدود وليس عبورها او التمادي بقصف مطارات ايران والاعتداء على ارض وشعب جار تربطنا به علاقات متينة منذ مئات السنين ، والنتيجة بعد كل هذه التضحيات والدمار والضياع كأنك يازيد ماغزيت ، اما الغزو العراقي للشقيقة الكويت فهو الامر الاكثر خزياً فكان بالامكان اللجوءللجامعة العربية او لمحكمة لاهاي لحل النزاع على الثروة النفطية وحصة العراق منها ، في كلا الحربين شعر الجندي العراق انه اداة لتحقيق نزوات رجل مجنون لا يأبه بحياة شعبه ولا بثرواته .

انكسار الجيش العراقي اثناء انسحابه من الكويت انكسار مأساوي فلم يخسر بالحرب لكنه ذُبُح شر ذبحه نتيجة للسياسية الرعناء لقادته المتمثلة بصدام وابنه قصي ، جاء محاولة رد الاعتبار للجيش من خلال انتفاضة اذار ، اذ بعودةالجيش منكسرا تمرد على القيادة وساندته الجماهير الغاضبة من مختلف الطوائف لا كما يصورها البعض بأنها انتفاضة شيعية لانها شملت المحافظات الجنوبية والوسط ولم تشترك بها المحافظات الغربية ، نعم كل الطوائف لان الجيش كله كان بجنوب العراق ولذلك توهم البعض انها انتفاضة شيعية او كما اراد ان يسميها صدام والموالين لايران وكل منهما له غايته بذلك .
الاحتلال الامريكي ذل العسكر العراقي بعد ان امر بحل الجيش واصبح الجندي الامريكي الآمر الناهي وباتت الرتب العسكرية مهانة من قبل الامريكان والموتورين القادمين من ايران فبين الاعتقال والاغتيال صار العسكري العراقي مهان ومقتول ، وعمت الفوضى وعم الانفلات الامني ، كل هذه الامور جعلت الجندي العراقي مهان وغير محترم حتى في الشارع العراقي فلا احد يأبه به حتى بعد تأهيل الجيش على يد الامريكان .

العمليات العسكرية منذ انطلاقها في بيجي وصلاح الدين والرمادي والفلوجة لغاية اعلان النصر المبين بتحرير الموصل اعادت الهيبة للجندي العراقي وعززت ثقته بنفسه وبالتالي تحرر من الفشل المستديم الذي اصابه خلال الحروب الخاصة لصدام .
مايميز معركة الموصل انها كانت ذات هدف نبيل وهو تحرير ارض مسلوبة ومدنسة من قبل اراذل القوم من العرب والاجانب ، معركة الموصل معركة عراقية بأمتياز رغم صعوبة التجهيز العسكري وشحة العتاد الا ان الغيرة العراقية كانت وافرة تفوق وحشية العدو الداعشي المسنود من قبل 15 جهاز مخابراتي . كان الجندي العراقي يذهب للحرب طواعيه والحكومة لم تزج الشباب في أتونها مثلما كان يفعل صدام بالقسر ولم تكن هنالك فرق اعدامات في الخطوط الخلفية تقتل الفارين من المعركة ولم يكن هناك انضباط عسكري يبحث في الشوارع عن الفارين ، بل الجيش بكل صنوفه والحشد الشعبي وثوار العشائر كانوا يتسابقون بقتال العدو الداعشي .

لقد استرد الجندي العراقي شرفه العسكري بعد ان اهانه صدام والامريكان ونوري المالكي ، هنيئاً للشعب والجيش العراقي البطل بنصره هذا وطوبا للشهداء .

أحدث المقالات

أحدث المقالات