23 ديسمبر، 2024 12:45 ص

تحرير الموصل أولاً.. والتالي هيّن

تحرير الموصل أولاً.. والتالي هيّن

اليوم، انظار العراقيين تتطلع الى معركة ضروس في الموصل، بين الحق والباطل، ففيما يخص الباطل فانه سيحاول استغلال نقاط الضعف التي قد تحصل عند الحق لكسب المعركة وربما سيلجأ الى محاولات بائسة يائسة لتشتيت الحق وكسر عزيمته، بيد ان الواقع يوضح ان ذلك مستحيل وقوعه، فبكل فخر وبلا غرور، نستطيع القول ان القوة التعبوية والهدف الاوحد المشترك لدى كل الجهات المشتركة في المعركة ضد الارهاب، كفيلة بدرء اية فكرة خسارة امام الباطل.
ولكن، بما اننا واثقون من النصر على الارهاب، كون “ما ضاع حق وراءه مطالب، ومدافع” الا اننا لا ننفي حدوث بعض المشاكل ما بعد التحرير، منها انفجار صراعات محلية اقليمية على ضم الموصل او تقسيمها، وهذه هي الفجوة الوحيدة التي قد يستغلها التنظيم في جر نتائج المعركة لصالحه، لا سمح الله، ولكن هذه المشاكل، قد تفرض على العراقيين قبولها مبدئياً او لنقل تأجيل حلها حتى يتم القضاء على الخطر الاكبر، الا وهو تنظيم داعش، فالشعب العراقي يدرك ان الافعى خطرها يكمن في رأسها، فاذا ما قُطعٓ الرأس، اصبح تقطيع باقي الجسد هيناً، بالنتيجة فان هذه المشاكل يمكن حلها تباعاً ولكن بعد ابادة المسبب لها.
لذا، ليس من الكياسة ان يشتغل الاعلام بمختلف وسائله، على كسر الامل المنشود في تحرير الموصل داخل النفوس والضمائر الشريفة، من خلال استحضار مشاكل ما بعد التحرير قبل التحرير ذاته، فـ” اللسان الحلو يطلع الحية من الزاغور” والعكس صحيح، وإلا ما فائدة الخوض بمثل هكذا امور، التي لا تسمن ولا تغن من جوع، ولن تجلب منفعة لأحد، لا تلعبوا باعصاب الناس، وتبددوا احلامهم لكوابيس، وتجعجعوا في رؤسهم بأن النصر القريب في الموصل ضد الارهاب، ستعقبه هزائم  بين المنتصرين، “گولوا يا الله والا نضيّع المشيتين”.
وعودة الى بداية الحديث، فان واقع الحال يكشف عن ان معركة الموصل ستكون اصعب من سابقاتها نظرا لاهمية الموصل بالنسبة لتنظيم داعش، اضافة الى الاعداد الكثيرة لافراد التنظيم فيها، الا ان واقع الحال ذاته، كشف لنا عن القوات العراقية كانت “گدها وگدود” عندما نزعت صلاح الدين وديالى والفلوجة والرمادي من قبضة الظلم الداعشي.
اضف الى ذلك، الانتصارات المتحققة في ناحية القيارة، وهي أول الغيث، كون القيارة أكبر ناحية في محافظة نينوى، ومنطقة استراتيجية، لها أهمية من الناحية التكتيكية والدعم اللوجستي في المعركة العسكرية لتحرير الموصل، فضلاً عن أنها تضم مصفى للنفط ، و أحد أكبر الحقول النفطية الذي يضم عددًا من الآبار النفطية.
بقيت هناك، معضلة وحيدة، سترافق هذه المعركة، وهي نزوح العوائل الموصلية، الذين سيكونون المتضرر الاكبر من هذه المعركة، فقد حذرت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، من ازمة نزوح موصلية، جراء المعارك فيها، واحتواء هذه الازمة منوط بالخيرين من ابناء هذا البلد اولاً، وتحشيد الجهود الدولية والاقليمية ثانياً لمساعدتهم، اقلها لا نكون نحن والزمن، والظالمون عليهم، فإن “الظفر ما يطلع من اللحم”.