17 نوفمبر، 2024 8:37 م
Search
Close this search box.

تحرير الفلوجة … خطط واستراتيجية عسكرية جديدة ؟!!

تحرير الفلوجة … خطط واستراتيجية عسكرية جديدة ؟!!

فوجئ العالم اجمع بالانتصارات النوعية المتحققة مؤخراً على داعش وحلفاءه في الفلوجة ، وهروب عصابات داعش منها ، خصوصاً وأنها تعد مركزاً قيادياً في دولة داعش ، والتي يقودها بقايا ازلام النظام البائد ، وحلفائهم من العرب الارهابيين ، وشذاذ الافاق ، وهو ما يعد نقلة نوعية في طريقة التعاطي مع خطط الارهابيين ، وطريقة التعامل العسكري معها ، إذ كانت الفلوجة يعدها الكثير من الخبراء العسكريين من اصعب المعارك وإقساءها على القوات الامنية ، والحشد الشعبي ،ولكن بفضل الخطط العسكرية السرية والفاعلة ،والجهد الاستخباري المتميز ، والضربات الجوية النوعية ،استطاعت قطعات الجيش ومكافحةالارهاب ان تسيطر على الميدان ، وتتحكم بأرض المعركة ، وتجعل جرذان داعش تهرب أمامهم ، حتى ينقل عن احد عناصر الجيش العراقي انهم اكملوا تحرير المدينة “هرولة ” ، وهو ما يعد نصراً نوعياً بكل المقاييس .
ما يجري في العراق لاينفك عن الأوضاع في المنطقة  ، وخصوصا وأنها تتاثر بأوضاع الدول المجاورة، وان ما يحدث في المنطقة وبين عملية تحرير الفلوجة ، وهروب عصابات داعش من الجنسيات العربية وغيرها ، علاقة متسقة مع بعضها البعض الاخر ، خصوصاً وان الدول المجاورة وتحديداً السعودية تحاول توجيه الصراع ، للتغطية على الهزائم المتكررة في العراق وسوريا ، وهي لا زالت تصر على ان تلعب دوراً تخريبيا فيها ، ودعم تنظيم داعش الارهابي ، وتعبث بأمن العراق عبر سفيرها في العراق ، الذي يحاول التشويش وتشويه الواقع ، وتخريف المواقف السياسية ، كما ان حكام ال سعود اخذوا يعولون على الحرب الإعلامية ، بأساليبها التضليلية ، عبر بث الاكاذيب على القوات الامنية ، والتغطية على الإنجازات المهمة في هزيمة الارهاب الداعشي في الفلوجة ، عبر ماكنتها الإعلامية في محاولة لتوجيه الرأي العام ، نحو حرب إبادة على السنة ، في حين ان السنة كانوا اول ضحايا داعش في الانبار . 
القوات الامنية من جهتها استفادت كثيراً من معركة الفلوجة ، خصوصاً وان اغلب القوات المشاركة في المعركة من الحشد الشعبي هم من اهل الخبرة العسكرية ، وحرب الشوارع ، وهذا ما يعد عامل مؤثر في حسم المعركة ، كما ان الجهد الهندسي كان عاملاً مهماً في فتح الطرق الرئيسية وتطهيرها من العبوات الناسفة ، والتي تمكن داعش من زراعة مناطق واحياء المدينة بشكل هندسي مخيف ، خصوصاً مع وجود القيادات النوعية للمؤسسات الامنية الصدامية السابقة ، والتي تعتبر الوجه الاخر لداعش ، بل ان كبار قيادات داعش هم من الكوادر المتقدمة لحزب البعث ، وان البعثيين يمهدون للسيطرة على المناطق التي خرجت من سيطرة داعش ، ليبدأ احتلال اخر ومن نوع اخر ، ولا يقل خطورة عن الاحتلال الداعشي ، والذي يحاول العودة عبر بعض السياسيين المتواطئين مع الارهاب الداعشي في العراق .
كما ان الخوف الدولي والاقليمي من التأييد الشعبي والجماهيري للحشد الشعبي ، في بلدان مختلفة بعد الانتصارات النوعية  والتي عجز عن تحقيقها التحالف الدولي بقدراته الهائلة ، ويمتد خوفهم الى احتمالية تشكيل قوات شعبية على غرار الحشد الشعبي في الدول التي تعاني من الارهاب ، والاستفادة من تجاربه في مواجهة الارهاب في تلك الدول ، جعل الحرب الإعلامية المضادة توجه الى افراده ، في محاولة لطمس دوره في عمليات تحرير المدن من داعش ، والتي ستكون نهايتها في الموصل ، وبحسب ما يرى الكثير من المراقبين ، والخبراء العسكريين ، انها ستكون اسهل من معركة الفلوجة ، في ظل الخبرة والمهارة التي اكتسبها الجيش العراقي وبمساندة مباشرة من القوات الامنية الاخرى المساندة ، في حرب الشوارع والمواجهة مع داعش . 

أحدث المقالات