بعد التقدم الواضح للقوات الامنية في الرمادي وتحريرها من الدواعش فهذه بادرة خير يجب استثمارها لأقصى حد لزرع الامل في نفوس المواطنين بعد ان تزعزعت الثقة كثيرا في زمن الحكومة السابقة وما يترتب على سقوط الموصل والرمادي وغيرها بيد الدواعش .
من الخطوات المهمة والمكملة لتحرير الرمادي هي عدم استهداف المدنيين وعدم التعسف في الاجراءات والاحتياط في كل هذه الاجراءات وعدم ايذاء المواطنين الذين يحسون بدرجة كبيرة من الاحباط على خلفية الوضع الذي عاشووه تحت وطأة عصابات داعش فهم لا يتحملون جولة جديدة من الاذى على يد القوات الامنية ؛ ومن الخطوات المهمة ايضا هي الاسراع بإعادة النازحين الى ديارهم حتى لو كانت مهدمة فتكفيهم نصب الخيام ولكن على اراضيهم وليس في مناطق النزوح ؛ ويجب ان تحذر الحكومة من اعادة نفس الارباك والاحتقان الذي ترتب على عدم اعادة نازحين ديالى وصلاح الدين الى مناطقهم لأسباب غير مقنعة بكل المقاييس حتى لو افترضنا ان بعض التحسبات الامنية ممكن قبولها في عدم اعادة نازحي بعض المناطق في ديالى ، فلا يمكن قبولها في مناطق اخرى او في صلاح الدين فلا يبقى الا السبب الاخير و هو التوجهات المشبوهة لبعض الجهات المتنفذة التي تمانع عودة النازحين الى مناطقهم و انها هذا الملف بما يساعدهم على ترميم المصالح و بناء الجبهة الداخلية تضررت كثيراً و تحتاج الى العمل الدؤوب لإصلاحها ، النجاح الذي تحقق في الرمادي اذا ما استفادة الحكومة العراقية منه و أستثمرته بالصورة الصحيحة ممكن ان ينعكس في كثير من المجالات الأخرى ليس فقط على المستوى الأمني و السياسي بل وعلى مستوى بناء الدولة و المواطن و زيادة الثقة للتقدم ولو خطوات لإعادة هيكلة الدولة العراقية و مؤسساتها في ظل الوضع الشائك الذي يحيط بالعراق دولياً و اقليمياً و لا ننسى الجانب الاقتصادي الذي يلوح بأزمات قريبة يجب التفكير و المباشرة بوضع الحلول الصحيحة لها و تطبيقا على ارض الواقع
