اشرنا فيما مضى إلى إن وحدة الأمة الإسلامية ركنا من أركان الدين استنادا الى ايات مباركات وحديث الرسول (ص) وفي السطور الآتية أتعرض الى مجموعة من وصايا كبار علماء الاسلام من شيعة امير المؤمنين (ع) في نبذ الفرقة والاختلاف والدعوة إلى ما دعا له القران الكريم من الوحدة الامة في الدين والإخوة في الإيمان ومن هؤلاء الأبرار الامام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء حيث ذكر (قده) في خطبة الاربعة ص28 :-
( فرض لازم ، وحتم واجب ، على كل مسلم أن لا يسأل إنسانا الا عن الشهادتين وجامعة ( لا اله الا الله … محمد رسول الله ) فأن وجدها لا يسأل عن شئ بعدها ).
وقوله في موضع اخر ص3:-
( دين الله وديعة عندكم وقد اصبح مهدداً فأن لم تتفقوا وتتحدوا فسينزعه الله منكم فتنتزع عنكم كل خير وبركة واذا بقيتم على هذا الحال من الفرقة والتقاطع فستذهب ريحكم ويتمزق شملكم وتكونوا اذل من قوم سبا ).
وصرح روح الله (قده) في كتابه الجهاد الأكبر ص40/44 ما نصه:_
( ما التشتت والاختلاف واللغط والضجيج الذي لا طائل تحته الا خيانة للإسلام ولنبيه الأعظم، اذا بقيت اعمالكم وتصرفاتكم ،وظل نمط سلوككم كما هو الان ، فاحذروا ان تخرجوا من الدنيا ويتبين لكم انكم لستم من شيعة امير المؤمنين (ع)، احذروا ان لا توفقوا للتوبة النصوح المخلصة ، وان تحرموا من شفاعته (ص) ، فكروا بطريقة تنجيكم قبل فوات الفرصة ، اقلعوا عن هذه الاختلافات الرخيصة والمبتذلة ، هذه التحزبات والمحوريات غلط فاحش ، وخطأ مدمر، هذه الاختلافات خطيرة ، وتترتب عليها مفاسد لايمكن ان تجبر، انها تفقدكم مكانتكم الاجتماعية وتحقركم في اعين الامة ).
وللشهيد القائد الصدر الأول (قده ) وصية خالدة خاطب بها أبناء الإسلام لإنقاذ العراق جاء فيها : –
( أنا معك يا أخي وولدي السنيّ بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي الشيعيّ. أنا معكما بقدر ما أنتما مع الإسلام، وبقدر ما تحملون هذا المشعل العظيم لإنقاذ العراق من كابوس التسلّط والاضطهاد ).
وهذا ما سار عليه شهيدنا الخالد الإمام الصدر الثاني (قده) في منهجه الوحدوي مع بقية الفرق الاسلامية حيث امر بالصلاة خلف أئمتهم جمعة وجماعة وتواصل مع العديد من المشايخ في بغداد وسامراء والانبار واثنى على بعضهم عندما حضروا صلاة الجمعة في الكوفة وايضا له كلمة في ضرورة مراعاة عواطفهم حيث قال : –
( مصلحة الاسلام في ان نراعي عواطف بقية الفرق الاسلامية ، لان عدم المراعاة فيه رضى للعدو المشترك امريكا واسرائيل ).
وقد أوصى (قده) خطباء المنبر كما في كتاب (الأضواء) بعدم إيذاء احد من الناس او من الطوائف بخطابهم ، ولكن للأسف بعض خطباء التيار الصدري لم يراعي هذه الوصية !.
وللعالم المجدد الراحل السيد محمد حسين فضل الله العديد من الكلمات وفي مناسبات شتى على ضرورة وحدة الدين وعدم اثارة الخلافات حتى قال ذات مره كما في كتابه الندوة ج2 ص84:-
( كل من يثير الخلافات بين المسلمين لحساب أجهزة خفية تريد الاضرار بالاسلام والمسلمين يخون أمته وكل من يشغل الناس عن قضاياهم المصيرية يخون امته ، واعظم الخيانة خيانة الامة ).
ومن كلمات الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين في وصيته : ( أوصي أبنائي إخواني الشيعة الإمامية في كل وطن من أوطانهم، وفي كل مجتمع من مجتمعاتهم، أن يدمجوا أنفسهم في أقوامهم وفي مجتمعاتهم وفي أوطانهم، وأن لا يميزوا أنفسهم بأي تميز خاص، وان لا يخترعوا لأنفسهم مشروعاً خاصاً يميزهم عن غيرهم، لأن المبدأ الأساس في الإسلام ـ وهو المبدأ الذي أقره أهل البيت المعصومون عليهم السلام ـ هو وحدة الأمة، التي تلازم وحدة المصلحة، ووحدة الأمة تقتضي الاندماج وعدم التمايز).
وهنالك العديد من التصريحات لكثير من الاعلام اكتفينا بهذه الباقة من اقوالهم خشية الإطالة .
هذا ما عليه كل علمائنا الأعلام الا من شذ وندر من دعاة الفتنه ممن لا وزن لهم ولا رصيد ، وهذا هو القران والسنة في وحدة الأمة.
[email protected]