أن سبب كتابة هذه المقالة لأني درست في اوكرانيا منذ العام 1974 حينما كنت طالباً في الكلية التحضيرية التابعة لجامعة دونيتسك الحكومية في العام الدراسي 1974-1975 ومن ثم أكملت دراسة الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد الصناعي في معهد الاقتصاد الوطني في أوديسا وفي معهد الاقتصاد التابع لأكاديمية العلوم الاوكرانية. أشعر أني مدين لأوكرانيا الكثير والكثير وأني يجب أن أكتب عما يجري في هذه الأرض المعطاء.
كتبت أول مقالة عن الوضع السياسي والاقتصادي وعن ما كان يجري في أوكرانيا في مقالة نشرتها بتاريخ 3/12/2004 بعنوان:”غربان الشؤم تطير الى أوكرانيا” في موقع الحوارالمتمدن باسم سناء الموصلي. أوجه عناية القارىء اللبيب الى قرائتها لأنها تلقي الضوء على ما كان يجري في الواقع في أوكرانيا منذ ذلك الوقـت ، أي يعني منذ 18 سنة.
أورد قسم من المقالة:
“أما في حالة انقسام أوكرانيا الى شرقية وغربية وهذا ماصوت له 3500 ممثل عن المنظمات السياسية والاجتماعية والنقابية في مدينة دونيتسك قبل حوالي اسبوع فسوف تلحق نتائجه السيئة غرب اوكرانيا. والسبب في ذلك هو تركز صناعات استخراج الفحم الحجري والمتالوروجيا (الحديد والصلب) والصناعات الكيمياوية والكهربائية والسيارات وغيرها في شرق اوكرانيا وهذا ما يخاف منه الغربيون.
يراهن القوميون الأوكرانيون على حصان طروادة الذي سوف يؤدي الى قصم ظهورهم ويأتي بنتائج لاتحمد عقباها على الشعب الأوكراني الذي بدأ يشعر للتو بتحسن أوضاعه الاقتصادية في ظل حكومة فيكتور يانكوفيتش الذي رفعت الرواتب والمعاشات التقاعدية وتسمح بازدواج الجنسية وقرارها في سحب القوات الأوكرانية من العراق وغيرها من الاصلاحات الاقتصادية والسياسية التي انتظرها بفارغ من الصبروالذي لا يريد أن يفقدها بمجيئ يوشينكو وأتباعه الموالين للغرب. وهنا لابد من أن نؤكد على الأخطاء اتي ارتكبها كوتشما رئيس الجمهورية في مجال حقوق الانسان والاعتقالات التعسفية في عهده وقمع الحريات وغيرها من السلبيات التي يستغلها القوميون الذي هو واحد منهم في الهجوم على فيكتور يانكوفيتش وأنصاره. أنا متأكد من أن الشعب الأوكراني الواعي لمصالحه سوف يفهم أهداف الغربان الغربية الأمريكية التي طارت على عجلة اليه من بولندا ولتوانيا والاتحاد الأوروبي اللذين يظهرون له وكأنهم يدافعون عن حريته ومستقبله وما يضمرون له من نوايا سيئة ستظهر نتائجها سريعاً كما حدث في جمهورية جورجيا وتبديل شفيرنادزه بآخر أكثر منه ميلاً للغرب وهو ما حدا به الى ارسال 1000 جندي الى العراق لمساندة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في إدامة احتلال وطننا الحبيب”.
ومن يقرأ بيانات احزاب اليسار العالمية بخصوص الازمة الروسية -الاوكرانية يلقون اللوم على روسيا ولم يكتبوا عن بداية انحدار وتوجه القيادة السياسية الاوكرانية وأحزاب اليمين نحو المعسكر الغربي وأمريكا. وأغفلوا وتناسوا ما حدث في اقليم الدونباس بكامله من قصف وقتل للناس الأبرياء وسيطرة العصابات الفاشية الاوكرانية على مفاصل الحكم وتصريحات قادتهم بأنهم سوف يقتلون مليون ونصف من سكان الدونباس وقالت يوليا تيموشينكو بأننا يجب أن نقصف الدونباس بقنبلة نووية، حتى نخلص العالم منهم. أين هي الأحزاب الشيوعية العربية الأوروبية من هذه التصريحات الفاشية!؟ أما قتل أفراد الشرطة من العناصر الفاشية في ساحة الميدان في كييف وحرق 21 شرطي في مركز شرطة في مدينة ميريوبول (جدانوف في زمن الاتحاد السوفيتي) الواقعة على بحر الآزوف في العام 2014 وكذلك حرق 50 شخصا وجرح 50 آخرين في مدينة أوديسا في جنوب أوكرانيا في 2/5/2014 . فلم تكتب أحزاب اليسار العربية والعالمية ومن ضمنها الحزب الشيوعي العراقي حول انتهاكات حقوق الانسان في أوكرانيا في العام 2014 كما ورد في البيان الصادر يوم 25/2/2022
(20+) الحزب الشيوعي العراقي – Iraqi Communist Party | Facebook
بيان الحزب الشيوعي العراقي حول التطورات في أوكرانيا :
لتتوقف الحرب .. وليعم الأمن والسلام
لقد دمر الفاشيون الاوكران مناطق واسعة من الدونباس سكنية ومزارع ومعامل ومدارس ورياض الاطفال ودور الحضانة والمستشفيات ومناجم فحم ومطار دونيتسك الذي ومحطة قطار المدينة…الخ. كان يشارك القوات الفاشية الاوكرانية جنود مرتزقة وقد نشرت القنوات التلفزونية الروسية صور لجثث مرتزقة سود من أمريكا وأفريقيا.
أما تسمية الروس الساكنين في أوكرانيا من قبل الفاشيون الاوكران بموسكيليه ويجب
قتلهم فلم يعرفها أو تسمع عنها الأحزاب الشيوعية ؟؟
أن سكان الدونباس وأوديسا رحبوا بالقوات الروسية وقدموا لهم الورور وقال لهم كان يجب أن يكون تحرير أوكرانيا قبل 8 سنوات. كان السكان يعيشون في سراديب العمارات ومخازن حفظ الأطعمة في بيوتهم الريفية الواقعة تحت الأرض ، حيث أن مساحة كل مخزن لا تتجاوز عن 3-4 متر مربع. قصص أغرب من الخيال يرووها سكان مدينتي دونيتسك ولوغانسك وكيف تحملوا نقص الدواء والغذاء لمدة 8 سنوات وهي نفس المدة التي عانى فيها الشعب العراقي في الحرب العراقية – الايرانية.
أوامر رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرغي شايغو بعدم قصف المناطق السكنية في أوكرانيا كلها وبالأخص العاصمة كييف واضحة ولكن أوكرانيا وضعت أسلحتها من دبابات ومدرعات ومدافع داخل المناطق السكنية .
استسلم المئات من الجنود الجيش الاوكراني الى القوات الروسية في مناطق اقليم الدونباس وكذلك طاقم السفينة الحربية شاختيور (Шахтер) الذي بلغ عددهم 82 بحارا في جزيرة زمييني (جزيرة الثعبان) الواقعة في البحرالأسود جنوب أوديسا وبالقرب من الحدود الرومانية بعد هرب قائد السفينة الذي برتبة عقيد. قدمت لهم قوات التحرير الروسية الماء والغذاء وحتى الهواتف الذكية للاتصال بعوائلهم وخصصوا لهم 5 حافلات لنقلهم الى مدنهم وأهلهم.
أما مسألة فرض عقوبات اقتصادية على روسيا ، فقد اثبتت روسيا أنها كيف استغلت هذه العقوبات لتقوية اقتصادها الوطني في الصناعة والزراعة. نشرت بهذا الخصوص في شبكة الاقتصاديين العراقيين وموقع الحوار المتمدن ومجلة الأكاديمية العربية بالدنمارك العدد 23 في سنة 2019.
سناء-عبد-القادر-مصطفى-القطاع-الزراعي-الروسي-والعقوبات-الأمريكية-محررة-1-1.pdf (iraqieconomists.net)
Sanaa-Abdul-Kader-Russian-Economy-and-the-Embargo-final-1.pdf (iraqieconomists.net)
سناء عبد القادر مصطفى – تكيف القطاع الزراعي في روسيا الإتحادية ازاء العقوبات الأمريكية والاوروبية (ahewar.org)
سناء عبد القادر مصطفى – كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطوير القطاع الصناعي!! (ahewar.org)
لقد جمعت روسيا خلال السنوات الثمانية الماضية احتياطيا كبيرا من العملة الصعبة والذهب تحسبا للأيام الصعبة وخصوصا في الوقت الحاضر بعد أن أعلنت أمريكا والاتحاد الأوروبي اعلان عقوبات اقتصادية على روسيا. وللموضوع بقية في المقالة القادمة.