23 ديسمبر، 2024 12:39 م

تحرير آمرلي والعظيم ..الانتصار الساطع ودلالات نهاية داعش

تحرير آمرلي والعظيم ..الانتصار الساطع ودلالات نهاية داعش

أمير علي أو آمرلي كما درجت واختزلت الالسن العراقية
تسميتها عبر الاجيال تلك المدينة الوادعة الطيبة المتميزة باهلها الكرام الشجعان الاشاوس والعزيزة الابية العصية على اعداء العراق والاسلام والانسانية والحياة …
آمرلي شقيقة مدينة المحمرة وستالينغراد وغزة وصيدا وصور والسويس وكل المدن الابية التي رفضت الخنوع والخضوع للتسلط والهيمنة والعدوان الهمجي الغادر عبر الزمن هذه المدينة الباسلة قد تحررت بفضل الصمود الاسطوري لابنائها الرائعين المضحين البررة الذين قدموا التضحيات والشهداء على مذبح الحرية واستبسلوا في سبيل الدفاع عن مدينتهم الوادعة ضد الهجمات القذرة لزمرة داعش الوهابية المجرمة ولم تنكسر عزيمتهم طيلة ثمانين يوما من الصمود البطولي المنقطع النظير وبفضل الزحف الهادر لقوات الاسناد الشعبي الذين توافدوا كالسيل الهادر لفك الحصار عن امرلي وتحريرها بعد تخطيطات وتحضيرات تعبوية استمرت اسابيعا عديدة وضربوا اروع الامثال في الشجاعة والاستبسال والعزيمة والارادة الوطنية لتحرير هذه المدينة التي ستكون منطلق الزحف لتحرير بقية المدن العراقية من رجس الدواعش التكفيريين واعادتها الى حضن العراق العزيز والقضاء على الجراثيم الداعشية التي ارادت اهلاك الحرث والنسل في عراق الرافدين خدمة لاسيادهم الصهاينة ومخططاتهم في تقسيم العراق وتجزئته ثم تدمير شعبه وشعوب المنطقة ضمن سياقات هذا المخطط الشيطاني.
تحرير امرلي جاء على ايدي ابناء العراق البواسل وهو انجاز وتحريرعراقي مئة بالمئة على أيدي ابناء العراق الغيارى الشرفاء وليس كما ارادت ان تهرج بعض وسائل الاعلام المغرضة من ان الطائرات الامريكية ساهمت في قصف مواقع داعش وصنعت هذا الانجاز والتحرير حيث القمت حجرا بعد سطوع الحقيقة التي عجزت منظومة اعلام الدواعش وفضائياته الكاذبة الناعقة المعروفة كالعربية والحدث والحرة والسكاي نيوز وغيرها من فضائيات تحريف وتزييف الحقائق من ان تغطيها بغربال وهيهات ان تستطيع ذلك لان الحقيقة المذهلة اصابت هذا الاعلام المشبوه ومن يقف وراءه في مقتل واضطر الى التراجع واعلان الحقيقة بعد ان وقف مذهولا امام هذا الانتصار العراقي الساحق.
تحرير امرلي وصمود اهلها فيه الكثير الكثير من العبر والدروس التي ينبغي على الشعب العراقي الاستفادة منها عمليا واول هذه الدروس هو ان الارادة الصلبة والاستبسال في المقاومة والدفاع عن الارض والعرض ضد هجمات العدو الداعشي الغاشم رغم قلة العدد والعدة يصنع المعجزات ويأتي بالنصر المبين ولو بعد حين
وثاني هذه الدروس والعبر تعطي دلالات كنا قد اشرنا اليها في تحليلاتنا السابقة وهي ان زمر داعش ليست بالعدو الديناصوري الرهيب كما صورته وسائل الاعلام المشبوهة في حربها النفسية ضد ابناء المدن العراقية رغم امتلاكه للتقنيات الحديثة والاساليب والتخطيط  والدعم والاسناد اللوجستي من جهات ودول عديدة على راسها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لكن هذا العدو الداعشي الممنهج والمبرمج صهيونيا يتضاءل وينتهي امام ارادة الجهد الشعبي والصبر الجهادي في المقاومة والصمود والاعداد والتخطيط العلمي التعبوي الميداني لكسر شوكته والتمكن منه والقضاء على زمره التي لاتمتلك سلاحا غير الغدر والجبن الدموي واغتصاب النساء وقطع رؤوس العزل والابرياء وسفك الدماء واثارة الهلع والرعب بين صفوف المدنيين في المدن التي تدخل اليها وهو منهج طالما عرف به تنظيم القاعدة وخليفته داعش من اجل بسط النفوذ على المدن التي تحتلها وتفرض سيطرتها عليها وهو اسلوب همجي قذر يمكن داعش في تصور من يخطط لها من اطالة عمرها والتسلط على ابناء المدن التي تحتلها بالرعب والخوف والهلع
لكن الصمود الاسطوري الرائع لاهالي مدينة آمرلي (أميرعلي) اثبت بما لايدع مجالا للشك يقينيا ان داعش لايمكن ان تنتصر على ارادة الجماهير والشعب حين يكون هذا الجمهور متجحفلا في ارضه وهو يدافع عنها وعن عرضه وشرفه متسلحا بالعزيمة والارادة الفولاذية والقضية والهوية العراقية الاصيلة التي تجعله يفوز بالميدالية الذهبية في سباق انتصار ارادة الخير ضد ارادة العدوان والهمجية والشر التكفيري البعثي الصهيوني وسباق صراع قوى الحق والعدل والحرية ضد قوى الظلام والتخلف والتحجر والهيمنة الجاهلية الشيطانية.
وثالث هذه الدلالات ان الشعب حين يتوحد في تصميمه للدفاع عن مقدساته ومقدراته وابناءه ويتناغم مع مباديء الحق ورفض الظلم والعدوان يستطيع كسر شوكة العدوان مهما كانت سطوة وقدرة الجهة التي تمثل ذلك العدوان عددا وعدة
ونحن في العراق الممتحن الصابر ولله الحمد نمتلك العدد والعدة والعقول الرشيدة والارادة الصلبة التي وقفت وراء تبلور نهجها وتوحد جهادها ضد العدوان الداعشي المرجعية الدينية العليا والقواعد الشعبية الملبية لنداء التضحية والفداء تلك النفوس الملايينية الطاهرة والقلوب الابية النقية التي عقدت العزم على تحرير العراق من رجس وبراثن الداعشية الصهيونية وهذه المعطيات الباهرة وغيرها تثبت للعالم وشعوبه من جديد ان الشعب حين يمتلك الارادة القوية في الدفاع عن ارضه ومقدساته لايمكن باي حال من الاحوال ان تغلبه قوى الشر والعدوان مهما اوتيت من قوة خبيثة ماكرة لان (الغالب بالشر مغلوب) كما ورد مرويا عن امير المؤمنين علي عليه السلام .
ومن بين تلك الدروس المستقاة من تحرير آمرلي والعظيم نعي انه لو كان اهل مدينة الموصل بملايينهم التي هرب اغلبها الى خارج الموصل يمتلكون حس الانتماء الوطني والارادة في الثبات والمقاومة للدفاع عن مدينتهم لما تمكنت داعش من احتلال هذه المحافظة المهمة ولما نجحت مؤامرة تسليم وتسلم الموصل في صفقة بيعها المعروفة بل ان اهالي الموصل على عكس ما كنا نريد منهم من الثبات وفاقد الشيء لايعطيه كما جاء في المثل العربي حيث اثبتت الاحداث والتداعيات ان الموصل وبعد سنوات من وجود الكثير من التقبل الاجتماعي والحواضن الشعبية الساندة والراعية للدواعش فيها وبعد سنوات من  التضليل الاعلامي القذر وعمليات غسل الدماغ في مساجد جمع الاعتصامات البعث وهابية المشبوهة تماهت مع المشروع الصهيو امريكي البعثي التكفيري وسلمت الارض والعرض لجراثيم التكفير البعث وهابي في سويعات قليلة ولو ثبت من اهل الموصل عشرة الاف من المدنيين المقاومين لما حدث ما حدث ولما حدثت بعدها كل هذه التداعيات الخطيرة من جرائم وابادات جماعية يشيب لها راس الرضيع في مجازر قاعدة سبايكر وقرية بشير وسجن بادوش وتلعفر وسنجار وبيع واغتصاب النساء والاطفال وغيرها من موبقات وجرائم يندى لها جبين التاريخ والشعوب والانسانية .
ونحن اذ نهنيء اهالي آمرلي الابرار وسليمان بك واهالي العظيم وشعبنا العراقي الممتحن وقواه الشريفة الخيرة وقواته الباسلة وعلى راسها سرايا الاسناد الملاييني الشعبي الاشاوس وكل الاحرار في العالم بهذا الانتصار الكاسح المبين نقول للعالم  انه يبقى درس تحرير امرلي اكبر دليل على بداية النهاية المتوقعة لداعش التكفيرية وحواضنها في العراق وبارقة امل كبيرة لانهاء وجود الدواعش في عراقنا الممتحن ودول المنطقة والمستقبل القريب كفيل بصدق هذه الرؤية وان غدا لناظره لقريب ان شاء الله تعالى.