23 ديسمبر، 2024 1:38 ص

عند سماع كلمة تحرش، مباشرة يذهب ذهن المستمع الى التحرش الجنسي، وينصرف التفكير ان هناك شاب منفلت تعرض الى فتاة وضايقها دون رضاها، اما من خلال الكلام او المس، وغالبا ما يرى المتحرش نفسه بموقف اقوى من المتحرش به، وغالبا ما يراهن على عدم ردة فعل قوية من المعتدى عليه.

تحرش الشاب بالفتاة، هو أحد أوجه التحرش، ولا يمثل توصيفا عاما لمعنى الكلمة.

التحرش: هو قيام شخص او مجموعة اشخاص بمحاولة التعدي على حقوق وممتلكات اشخاص او شخص معين دون رضاه، وغالبا ما يشعر المتحرشون بأنهم الجهة الأقوى هذا هو التوصيف القانوني للتحرش.

في السنوات الأخيرة وضعت حلول كثيرة لظاهرة التحرش الجنسي، فوضعت له عصي كهربائية، اوقناني رذاذ حارق يرش في عيون المتحرش، او من خلال نشر كامرات وقوات امن في الأماكن المعتمة والمعزولة.

ما تفعله الجهة التشريعية اليوم مع الشعب العراقي، من خلال تشريعها لقوانين تصب لخدمتها مثل ” تخصيص مبلغ ثلاثة ملايين دينار لكل نائب كبدل ايجار وبعذر أقبح من فعل ,حيث يقول رئيس مجلس النواب الموقر ان سكن النائب في شقة لا يليق به كنائب” طيب يا اخي إذا كان النائب لا يليق به السكن في شقه، هل يليق بالمواطن العراقي ان يسكن في بيت من الصفيح او في العراء؟!

هل يستحق الطفل العراقي ان يجلس على الأرض في مدرسة اخترقتها مياه الامطار من الأرض ومن السقف؟!

هل يستحق من يحصل على معدل يصل الى 98% ان لا يجد له مكان في الكلية التي يرغب بدخولها، او يجلس على الأرض ان تم قبوله بكلية الطب؟!

هل تعلم سيدي الرئيس ان جلوس شاب على الأرض، يفقده احترام بلده الذي عجز عن توفير مقعد دراسي له ويجعله يفقد وطنيته ؟!

الست انت وزملائك سيدي الرئيس خدما للشعب؟! ومتى كان سكن الخادم أفضل من سكن سيده؟!

الا يعتبر هذا تجاوز على حقوق الشعب في وضح النهار؟!

ربما ما يدفع السلطة التشريعية والتنفيذية الى الاستخفاف بالشعب والتطاول على حقوقه، شعورها بأنها أفضل منه، وهي الطرف الأقوى في المعادلة، والا ما تفسير ان يبقى رئيس وزراء سابق يسكن في قصر رئاسة الوزراء بعد خروجه من منصبه؟!، اليس المفروض ان يكون القصر للعنوان وليس للشخص؟! نخشى ان يأتي يوم ولا يوجد لرئيس الوزراء الجديد مكان يمارس فيه عمله، فتنفق الدولة ميزانية كاملة، من اجل بناء قصر لسيادته!

الخشية الاكبران يتطاول هؤلاء السياسيين، ويعتبرون الشعب من املاكهم “عبيدهم” فيتهادون فيما بينهم فينا، فالمثل يقول ” من أمن العقاب ..”.

هناك حقيقة لا يدركها لغاية الان كثير من التيارات والأحزاب، الموجودة في الساحة العراقية، وهي ان الشعب وصل الى مرحلة من النضج الفكري، الذي يجعله يستطيع ان يميز ويوجه الأمور، بالشكل الذي يحدث تغيير يخدم البلد وهذا الشعب الذي انتبه، ربما لن يسكت عندها لن ينفع الندم.