تحررتم من ‘أسدكم’… لا تسرقوا بلدكم

تحررتم من ‘أسدكم’… لا تسرقوا بلدكم

هنيئاً لكم ما ابتغيتم، حررتم بلادكم من سطوة جور حاكمكم الذي قتل واعتقل المئات منكم وغيبهم لسنين خارج عن تصوركم! لقد عادت حلبكم وحماكم وحمصكم و دمشقكم لكم… نصيحتي لكم: حافظوا على بلادكم.
رحل ‘اسدكم’ عن سدة حكم بلادكم وبطائرةٍ آمنة حط في بلاد من كانت السبب في ضياع سوريتكم… ترك خلفه الممتلكات والقصور وحتى الملابس والأثاث… هي في واقع الأمر، ملكٌ لكم… ما اجملها من لقطات لو كنا قد شاهدنا مقاطع عن املاك ذلك ‘الأسد’ وهي على حالها لم تعبث بها ايادٍ لا نعلم غايتها ان كانت ترغب بالتخريب او اخذ المزيد من املاك ‘طبيب العيون الوسيم’ الذي اصابه عمى الضمير منذ سنين!
هذا ما شاهدناه على شاشات التلفاز مع الأسف، اثاثٌ مبعثر وغفيرٌ من النساء والرجال والأطفال يلهثون مسرعين ليأخذوا ما تطوله اياديهم وهم ‘فرحين.’ قف! انت وانت! يا من تهرول مسرعاً وتحمّل سيارتك ‘بالغنائم’ وتلوث هارباّ! هذا ليس ملكك لتستحل اخذه، أنه ملكٌ لبلدٍ جريح قد تحرر للتو من قبضةِ حاكمٍ سفّاحٍ قتل منكم الكثير في ماضيكم القريب.
يحزننا لنرى تكرار مشاهد السطو والنهب تحدث اليوم في ارجاء سوريا العرب وهي نفسها التي ابتلى بها جاركم العراق عندما قرر من قرر ازاحة حاكمه من رئاسة البلاد… كنا نقول في حينها ان المحتل هو من سهّل لمن سّولت له نفسه سرقة بلده عندما كنا نراه يقول للرُعاع والسراق وهم شرذمةٌ تبرى منهم العراق: هلم الينا، تعالوا يا ‘علي بابا’، لقد دخلنا بلدكم وفتحنا لكم الدروج والخزائن والأبواب.
جميلٌ ان يبقى ذلك القصر وتلك الغرفة لطاغية العصر، ‘الأسد الهزبر’ شاهدةٌ على العصر… تزوروها عندما تستتب الأمور لتشهدوا بأم عينكم كيف كان يعيش جلادكم في ماضي زمانكم … هل جميلٌ ان تسرقوا بلدكم مثلما فعل ضعاف النفوس في  جاركم العراق عندما نهبوا حتى مستلزمات المصول واللقاح تلبيةً لرغبةٍ بهيمية بأخذ كل ما هو متاح!!
لا نريد لهذه الفوضى لتدوم… احكموا السيطرة على مقدرات البلد ولا تدعوا للجاهل والمحروم نقلَ صورةً خاطئة عن ابن حلب الشهباء و دمشق الياسمين: العربي الأصيل ذو التأريخ المُشرف الأصيل… ولكم في العراق، خيرُ مثال عندما استحوذ الرُعاع على ممتلكات البلاد، لم نر ابن بغداد الرشيد او البصرة الفيحاء قادراً على الدفاع عن املاك البلاد عندما وطأت قدم المحتل أرض العراق.