17 نوفمبر، 2024 8:33 م
Search
Close this search box.

تحربر الموصل …عودة للوعي الايجابي

تحربر الموصل …عودة للوعي الايجابي

من مآلات الامور التي اتضحت بعد دخول داعش الى الموصل (10 حزيران 2014) هو ولادة وعي سلبي على النحو الافقي ويصاحبه علامات استفهام كبرى عن الواقع الحقيقي وعن مقدار ما انجز مع اسئلة لبست لون السواد وتجيد قذف التهم والتنصل عن مسؤولية ما جرى , وعي لا يمكن ان يقال عنه سوى انه سلبي ,هول الصدمة هذا (سقوط الموصل) بدأ بالانخفاض التدريجي مع ولادة الفتوى الكفائية وحتى الوصول الى حالة المبادرة ضد دخول الغول الداعشي ثم توالت الانتصارات حتى وصلنا الى المشهد الاخير وهو تحرير الموصل والشروع بهذا الكرنفال الذي ترسمه سواعد القوات الامنية بكافة مسمياتها (جيش , شرطة اتحادية , حشد شعبي , بيشمركة , ابناء العشائر) وبمساندة قوات التحالف الدولي , اذا ما اردنا ان نعرف بعضا من مظاهر الوعي السلبي بعد دخول داعش فيمكن ان نجمل مايلي : اولا , خلل في طبيعة العلاقة بين الجيش والشعب فبعد سقوط الموصل تضعضعت هذه العلاقة وباتت ضعيفة وغادرتها الثقة خصوصا من ابناء الطائفة السنية , ثانيا , ضياع هوية الجيش العراقي المعروف ببسالته (هروب 22000 الف جندي ) في ظروف ما زال الكثير منها غامضا وعالقا في جعبة التفسيرات ,ثالثا , الاحساس بكبر حجم ومقدار الهزيمة الداخلية التي كانت تعاني منها الدولة العراقية وذلك باعتمادها على الية التقسيم والمحاصصة الحزبية في ادارة الدولة بعيدا عن معايير الكفاءة , رابعا , كشف سقوط الموصل عن وجود وعي اعلامي منخفض فيما يخص الوطن وقضايا الوطن يقوم  على اساس تفعيل وتبني المضمون الطائفي والحزبي , رابعا , الغياب الواضح بخصوص التحرك الجاد صوب الوحدة الوطنية , هذه من مآلات الامور بعد سقوط الموصل , اليوم الصورة تختلف جذريا , الموصل بقراها وقصباتها وجبالها وشلالاتها واشجارها بدأت بالتحرر وعبر بدأ عمليات قادمون يا نينوى ,وبالامكان ان نحصر معطيات بدء هذا العمليات ونضعها بين قوسين معقوفين وكالاتي : اولا , عودة الجيش العراقي قويا متماسكا وبمعنويات عالية لا يمكن ان يصل اليها جيش في المنطقة رادا على كل تلك الزوبعات التي اثيرت حول قوته وشجاعته , ثانيا , الالتفاف الواضح من قبل الشعب حول الجيش حيث ارتفعت الاصوات الوطنية لابناء الموصل مهللة فرحة بقدوم هذا الجيش لاجل استعادة مدينتهم من براثن داعش وارجاعها الى حضن الوطن , ثالثا , عودة الذات العراقية  الى نقطة الارتكاز والقوة على عكس الهزيمة الداخلية التي شابها ابان سقوط الموصل , رابعا , ولادة وعي بضرورة تفعيل عودة الروح الوطنية بشكل واضح ونقلها من مرحلة المؤتمرات الى الى مرحلة التطبيق والعمل , خامسا , توحيد الكلمة ضمن مسار واحد اسمه تحرير الموصل ولهذا التوحيد معان ايجابية جد مهمة , سادســا , ولادة التحالف الاعلامي العراقي بقيادة ودعوة من شبكة الاعلام العراقي وهذا ان دل فانما يدل على حضور الاعلام الوطني في مثل هكذا ظروف مع شعاره القائم على تفعيل السبق الوطني لا السبق الصحفي , هذا كله يشكل وعيا ايجابيا تزامن مع بدء العمليات التحريرية للموصل (قادمون يا نينوى) وهذه دعوة الى رئاسة الوزراء في استثمار هذا الوعي الايجابي من اجل تنظيم شؤون الدولة العراقية في مرحلة ما بعد داعش .

أحدث المقالات