ورد في أخبار يوم الأحد 22/2/2015 أن البيشمركة، مدعومةً بالطيران الحربي للتحالف الدولي، طاردت قوات داعش في مناطق على الحدود السورية قرب سنجار.
الى هنا والأمر إعتيادي رغم الملاحظة التي أبداها الخبير العسكري والأمني اللواء عبد الكريم خلف في مناسبات عديدة وآخرها كانت في إتصال فضائية “الحرة” العالمية به هاتفياً يوم الأحد 22/2/2015 للإطلاع على رأيه بشأن تناقض تصريحات المسؤولين الأمريكيين في أعلى هرم القيادة حيث نقض وزير الدفاع الجديد السيد كارتر ما صرح به مسؤول أمريكي كبير قبل يوم، عن موعد البدء بمعركة تحرير الموصل في الربيع المقبل. ملاحظة اللواء خلف التي أقصدها هي تمايز ضربات التحالف الدولي من منطقة لأخرى في ميادين العراق لأسباب لا يمكن إلا أن تكون تكتيكية يقصد من ورائها مساعدة البيشمركة وخذلان القوات العراقية والحشد الشعبي وهو أمر بات مألوفاً من الأيام الأولى لبدء نشاط التحالف الدولي ما جعل رئيس الوزراء الدكتور العبادي ألا يتردد في توجيه النقد الى التحالف الدولي أمام بعض المنتديات الدولية.
لكن الأمر غير المألوف أن يواصل البيان عن المعركة قرب الحدود السورية وسنجار المشار إليها آنفاً، فيشير الى إحتمال ملاحقة داعش في الداخل السوري.
الأسئلة التي تتبادر الى الذهن: هل فرغنا من ضرب داعش في الآنبار وتكريت والفلوجة لنتوجه الى الداخل السوري؟ وهل يستطيع القائد العام للقوات المسلحة أن يوجه البيشمركة، التي تتمول ميزانيتها من ميزانية القوات البرية التابعة لجيش الدولة العراقية، للتوجه الى احدى هذه المناطق العربية المذكورة خاصة وأن نشاط البيشمركة يوم الأحد قرب سنجار كان يتم في قرى عربية قرب الموصل مما يسقط حجة الحزب الديمقراطي الكردستاني من أن البيشمركة متخصصة في مناطق الإقليم وليس غيرها؟
من ناحية أخرى: أين دور طيران التحالف الدولي من تحرير تكريت والفلوجة؟ ولماذا تركوا النجدة متأخرة في الأنبار وخاصة منطقة البغدادي؟
الجواب على هذه الأسئلة تكاد أن تكون معروفة لأغلب المتابعين، والوضع يثير الشكوك وأكثر!!!
أخشى ما أخشاه أن تستدرج أمريكا قوات البيشمركة، مستغلة جشع البارزاني وحزبه بإغرائه بالوصول الى عين العرب كوباني، لتمهد البيشمركة السبيل أو لتتحول الى طلائع قوات المعارضة السورية “المعتدلة” التي أبرمت أمريكا مع تركيا قبل يومين إتفاقاً على تدريب (1500) عنصراً منها سنوياً على التراب التركي وهي، أمريكا، ماضية لتدريب آخرين في السعودية وقطر وسراً في الأردن، أو لتشغل البيشمركة الفسحة الزمنية حتى يتم تدريب القوات “المعتدلة” أي لتصبح البيشمركة هي “القوة المعتدلة” في وقت الإنتظار.
إذا حصل هذا فيعني أن إدارة أوباما تكون قد نجحت في لجم الحزب الجمهوري الذي يلح على زج قوات برية أمريكية (لخدمة المصالح الأمريكية قبل ضرب داعش)، ونجحت في تخطي عقدة التزام أوباما الانتخابي بعدم السماح بتوريط قوات برية أمريكية والاكتفاء بالنشاط الجوي لتستكمل البيشمركة على الأرض جهد أمريكا هذا لتنفيذ مخططها في تدمير الدولة السورية والجيش العربي السوري لصالح إسرائيل والمخطط الكوني الإمبريالي وهو أمر كان قد رفضه بحزم وشجاعة ووطنية كل من نوري المالكي وحيدر العبادي. إن هذا أمر منافٍ بشكل صارخ لمصالح العراق وسوريا والأمة العربية التي تتعرض برمتها لأبشع مؤامرة تدميرية عرفتها في تأريخها.
ما كنتُ لأبدي الخشية لولا قناعتي بأن هناك من أفقد البارزاني وحزبه الثقة في العراق ودولته الديمقراطية الجديدة وجعلوه يركض وراء إغراءات مغامرة زائفة مضرة بالشعب الكردي نفسه وذلك بإستثمار الألغام الموقوتة التي نصحوه بزرعها في الدستور العراقي بعد استغفال لجنة كتابته وهي قليلة الخبرة، لتفجيرها في الوقت المناسب وذلك لاستكمال جهود الطغمويين* في تفتيت وتدمير الوطن العراقي على طريق تفتيت كافة الدول العربية والإسلامية في المنطقة حسب المخطط الإسرائيلي الأمريكي لتمكين إسرائيل من التحكم في المنطقة نيابة عن الإمبريالية العالمية.
يجب قطع الطريق على مغامرات البارزاني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*): للإطلاع على “مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي” بمفرداته: “النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه” و “الطائفية” و “الوطنية” راجع أحد الروابط التالية رجاءً: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995