في عام 2002 وقبيل إسقاط نظام صدام رغم موقفنا المعارضة للنظام ، لكن حذرنا هنا في موقع كتابات في سلسلة مقالات من عدم وجود نخب سياسية وطنية ، وإن العراقيين سيفشلون في إدارة شؤونهم ، وحددنا جملة أسباب لعل أهمها ان العراقيين حتى لو كانوا وطنيين شرفاء ، لكن بمجرد دخولهم ( النشاطات الجماعية) سواء كانت جمعية أو نقابة أو حزب وصولا الى إدارة الدولة .. سنجد هؤلاء العقلاء الشرفاء يتحولون كأنهم أطفال ويدخلون في الصراعات والإختلافات والإنشقاقات ، والشيء اللافت في التاريخ الساسي العراقي هو انه تاريخ الصراعات والإنشقاقات وتجاهل مصالح البلد !
الآن نحن مع تغيير النظام السياسي الحالي بأسرع وقت ، لكن أين هو المشروع الوطني الذي يجمع عليه اطراف المكونات العراقية ، وأين هي النخب الوطنية الشريفة الجديرة بثقة المواطن التي تعلو على إنتماءاتها الطائفية والقومية والحزبية ، و تمتلك الشجاعة لمحاربة اللصوص والمجرمين والعملاء ، ولديها الإرادة الحقيقية لبناء العراق ؟
للأسف لايوجد نخب وطنية قادرة ان تكون البديل لهذا النظام السياسي الكارثي ، وحتى ثوار تظاهرة تشرين الشجعان لم يفرزوا من بينهم شخصيات سياسية وطنية لها تأثيرها ، وعموم طبقات المجتمع العراقي بدت لنا كما لو انها أصابها العقم في إنجاب الرجال ، ففي هذه المحنة المدمرة للبلد .. أين الحكماء ، وأين العقلاء ، وأين العناصر المستقلة ، حيث يعيش الآن المجتمع العراقي يتيم من دون أباء يقودونه نحو الحكمة والصواب والعمل الوطني ، وسُرق البلد من قبل المجرمين واللصوص والعملاء ونحن نتفرج على مجزرة ذبحنا ونهب ثرواتنا !
ماهو الحل ؟
الحل هو ان نكون واقعيين ونعترف بعدم صلاحية الديمقراطية لشعوبنا مثلما ثبت بالتجربة في العراق واليمن وليبيا ولبنان ومصر … وكذلك ان نمتلك شجاعة الإعتراف بفشلنا في إدارة شؤون الدولة منذ تأسيسها عام 1921 ولغاية اليوم ، إذ توجد حقيقة ليس لها علاقة بالتعليم والثقافة ، وإنما في التكوين الأصيل لبعض البشر ومايملكونه من قدرات محدودة نفسية وعقلية وأخلاقية وسلوكية تنعكس على إدارة الدولة ، وهنا نستعين بالتجارب العالمية نجد اضافة للشعوب العربية كذلك قارة أفريقيا والقارة اللاتينية والكثير من شعوب أسيا .. نلاحظ انها هي الأخرى تعاني من الفشل في إدارة شؤونها وهذا ليس صدفة أو بسبب التخلف بالتعليم والثقافة والنظم الدكتاتورية .. لأن أبناء هذه الشعوب هاجروا الى أوربا وأميركا وكندا وأستراليا ولايزالون يحتفظون بمستوى تخلفهم ولم يؤثر فيهم حصولهم على أفضل فرصة التعليم والعيش في تلك المجتمعات المتحضرة !
وعليه ليس أمامنا سوى حل واحد تأخر 17 عاما وكان يفترض تطبيقه فور إسقاط نظام صدام ، لكن تآمر إيران عن طريق السيستاني الذي إستعجل كتابة الدستور وإجراء الإنتخابات ، وكذلك تآمر الأحزاب الكوردية على مستقبل الدولة العراقية .. أدى الى حدوث نتائج كارثية نحصد ثمارها اليوم .. نعود الى الحل الواقعي المطلوب وهو تكليف مجموعة من ضباط الجيش الشرفاء بإشراف الولايات المتحدة الأميركية لإستلام السلطة في العراق ، فهذا هو العلاج الوحيد المتبقي لنا ، وعندما يطبق النظام الاميركي في إدارة الدولة وخصوصا في الصناعة والزراعة والإقتصاد .. بإشراف مجموعة من الخبراء الأميركان توفرت لديهم كمية هائلة من المعلومات والبيانات حول العراق وشعبه حتما سننجح في بناء عراق مزدهر سعيد وفق الحسابات العقلية المنطقية ، لكن لانضمن المفاجآت المجنونة الداخلية وتحرك عقدة التدمير الذاتي لدى العراقيين ، وقد ثبت بالدليل ان التحالف مع أميركا مفيد جدا للشعوب العربية .. لاحظوا بلدان الخليج العربي كيف هي الآن تتمتع بالأمن والإستقرار والحماية بفضل تحالفها مع أميركا ، ولاحظوا أيضا فوائد ثورة الجنرال السيسي في مصر والمتحالف أيضا مع أميركا حيث أنقذ بلده من الفوضى وعصابات الإجرام وتنظيم الاخوان المسلمون الظلامي الإرهابي .
وإذا كانت نتيجة الديمقراطية .. صعود اللصوص والعملاء .. ودخول البلد في الفوضى .. وتحطم كيان الدولة وإنهيارها .. لتذهب الديمقراطية الى الجحيم ، ومرحبا بالإنقلاب العسكري ( والدكتاتورية الإيجابية ).
لقد تغيرت الصفة الإطلاقية المقدسة لمفاهيم السيادة والإستقلال .. والواقعية السياسية تقضي بأن تكون حاجات البلد والناس لها الأولوية والأهمية على السيادة … ولنا في سعادة شعوب الخليج العربي أسوة حسنة .