18 ديسمبر، 2024 7:08 م

تحذيري 2007 من خطر الاحتلال الإيراني

تحذيري 2007 من خطر الاحتلال الإيراني

في 11/10/2007 أي قبل اثنتي عشرة سنة وأسبوعين، كتبت مقالة تحت عنوان «أيها العراقيون احذروا خطر الاحتلال الإيراني». أعيد نشرها مع حذف مقطع صغير جاء فيه تناول تصريح لسياسي بهذا الشأن لا يستحق أن يذكر، لكن دون تغيير أي كلمة سوى ذلك، حتى لو كنت اليوم سأصوغ بعض العبارات على نحو آخر.
لا أبالغ في هذا النداء التحذيري أبدا، ولا أنطلق أبدا من عقدة تجاه إيران من غير مبرر. فالعراق اليوم أو جزء أساسي منه واقع حقيقة تحت الاحتلال الإيراني، وأدوات هذا الاحتلال أحزاب وعمائم وميليشيات وذيول للاطلاعات. وقد يتساءل البعض لِمَ أغفل عن التحذير من خطر الاحتلال الأمريكي الفعلي والواضح، وأحذّر من خطر احتلال أو استعمار إيراني وهمي، كما يتصور أو كما يدعي البعض، أو احتلال واستعمار غير واضح؟ أقول: وهنا بالذات مكمن الخطر، فالاحتلال الواضح مآله إن لم يكن عاجلا فآجلا الانتهاء والرحيل، أما الاحتلال الخفي، لاسيما الإيراني بحكم الجيرة والتأثير عبر العلاقات الاجتماعية والدينية، هو الأشد خطرا والأقدر على البقاء من الاحتلال الظاهر.

لذا فالمطلوب من مخلصي السنة ومخلصي الشيعة ومخلصي أتباع سائر الديانات العراقية، وكذلك من مخلصي العرب ومخلصي الكرد ومخلصي أتباع سائر القوميات العراقية أن يدركوا الخطر الجدي للمزيد من تغلغل وتجذر النفوذ الإيراني في عراقنا الحبيب، لما يختزن هذا النفوذ من عوامل تدمير لكل ما هو وطني عراقي.

[…] ما يهمني أن أذكِّر بخطورة الدور الإيراني، وبالتالي بوجوب الحذر من كل القوى السياسية التي تتمتع بدعم إيراني، أو يجري بينها وبين إيران ثمة تنسيق؛ فإنها إن كانت تعي الدور التخريبي الخطير لإيران، فهذا يجعل وطنيتها موضع الشك والريبة مهما كانت ادعاءاتها، وإذا كانت تنسق مع إيران من غير وعي هذه الحقيقة، فهذا يعبر عن فقدانها للحد الأدنى المطلوب سياسيا من الوعي الوطني، وأما إذا كانت تعي خطر إيران، ولكن تتعاون معها ليس حبا بها، بل لغرض استمداد القوة منها لتستقوي بها على خصومها أو أندادها أو منافسيها السياسيين، فهذا يعبر عن أنانية حزبية على حساب الوطن وقضاياه الاستراتيجية المصيرية، أما إذا كانت تفعل ذلك من قبيل الاصطفاف الطائفي بسبب شيعية إيران، فهذا يعبر عن استبدالها للمشروع الوطني بالمشروع الطائفي، وكذلك عن عدم وعيها بحقيقة أن شيعية إيران لا تعني حرصها على شيعة العراق، بل هي تريد أن يكون شيعة وسنة العراق حطبا لمشاريعها وأجندتها الخاصة بها التي تعلو بالنسبة لها ولا يُعلى عليها، لا شيء من مصلحة للشيعة هنا، أو مصلحة للإسلام هناك.

وإننا عندما نرى اتفاقات بعض قوى الإسلام السياسي الشيعية المتمذهبة – من أجل ألا أقول الطائفية -، […] من حقنا أن نتوجس خيفة من هكذا تحالفات واتفاقات، لأنها قائمة على ثلاثة ركائز، كل منها يمثل خطرا جديا على المشروع الوطني، ألا هما ركيزة الإسلام السياسي أولا، وركيزة التشيع السياسي ثانيا، وركيزة التنسيق الإيراني ثالثا. فهل من مُدَّكِر؟