9 أبريل، 2024 6:09 ص
Search
Close this search box.

تحديد المصير … في صحوة الضمير

Facebook
Twitter
LinkedIn

مع أقتراب موعد تهيئة الأنتخابات البرلمانية العراقية ، وقرار المحكمة الاتحادية بأجراؤها في موعدها المحدد في الثاني عشر من أيار المقبل ، وبعد أعلان نتائج القرعة وتوزيع التسلسلات على القوائم المشاركة … بدأت الأحاديث المزيفة والوعود الكاذبة والنفاق الانتخابي للمرشحين ، فيما كثرت الزيارات المكوكية والتفاهمات والاتفاقيات السرية والعلنية ، وتعالت الاصوات والجلسات والحوارات بين زعماء الكتل والقوى والتنظيمات والحركات والتيارات السياسية والدينية للتنسيق فيما بينها في تشكيل تحالفات جديدة للهيمنة على الموقف وتقاسم السلطة ، وتسارعت عملية الترويج للدعايات الانتخابية والحملات الاعلامية ، اضافة الى محاولة تقديم الهدايا والرشاوى من قبل بعض ضعاف النفوس الى البسطاء من الناس لكسب اصواتهم بطرق غير مشروعة … وقد تتسارع بعض الأحزاب السياسية والطائفية الى الأقتتال والتصارع والتسقيط فيما بينها من اجل الفوز والسيطرة والهيمنة على زمام الحكم في العراق للمرحلة المقبلة .

ولكن !! … في يوم الانتخابات سيكون أمام العراقيين جميعا أمتحانا عسيرا ، ووقفة مشرفة وشجاعة ، ويتطلب هنا ( صحوة ضمير ) حقيقية ممزوجة بالتضحية والوفاء لعيون العراق ، وتكون هذه التضحية نابعة من الصميم لتأكيد صدق الانتماء والارتباط الروحي والوجداني لهذا البلد العزيز ، من اجل تحديد هوية ومصير ومستقبل العراق ، أذ ستتمخض عن هذا الامتحان نتائج ( نتمنى ) ان تكون أيجابية نتيجة التصرف العقلاني والتفكير الصائب في الاختيار الصحيح للناخب العراقي ، وبالتالي ستصب هذه النتائج في مصلحة بناء الاجيال الجديدة القادمة من أبناء هذا البلد المعطاء .

وانت عزيزي المواطن العراقي الاصيل سيكون لك الدور الكبير والاستثنائي في عملية التغيير الذي ينتظره عموم الشعب بترقب وحذر شديدين ، وبآمال وطموحات كبيرة وأحلام وردية جميلة ، وبأمكانك العمل على تحقيق هذا الحلم ، وهذا البصيص من الامل في عملية التغييرالمرتقبة ، وذلك من خلال أختيارك الشخصيات والوجوه التي تجد فيها الكفاءة والامكانيات العالية والقيادة الناجحة لأدارة دفة الحكم بالشكل الصحيح ، وانتشال العراق من السقوط ( لا سامح الله ) ، وأنت من سيقرر من هي الشخصية التي ستكون الافضل والانسب والآصلح لخدمة العراق والعبور من خلال الشخصية الى شاطىء الآمان … فلا تجعل هذه الفرصة الكبيرة تذهب هباء الريح كما ذهبت فرصتك خلال الدورات الانتخابية الماضية ، والتي من خلالها تكشفت لدينا من خان الامانة ومن باع الوطن ، ومن حافظ نوعا ما على مقدرات الشعب الذي لم يجد من ينقذه من محنته ويجعل منه انسانا كريما في بلده كبقية شعوب العالم .

في هذه الوقفة الموحدة وفي هذا اليوم المصيري ، ندعو جميع العراقيين وخصوصا الجالية العراقية المقيمة في مملكة السويد وفي الدول الاسكندنافية الاخرى كالدنمارك والنرويج وفلندا وكافة العراقيين المتواجدين داخل العراق وفي دول اوروبا ، الى التوجه لصناديق الاقتراع وأختيار من هم الافضل وعدم ترك الموضوع جانبا ، وان الشعور بالمسؤولية يحتم على المخلصين من ابناء الشعب الغيارى الى حسم اسماء مرشحيهم ، وان هذه المشاركة الوجدانية ستكون من المواقف النبيلة والشجاعة تجاه الوطن ، فلا تجعل اللامبالاة تسيطرعليك ، فكن السباق في ذهابك الى صناديق الاقتراع ، وان حضورك ومشاركتك الحقيقية سيضمن حقك الانتخابي ولا يستطيع أحدا ان يسرق صوتك ويمنحه الى شخص أخر ، فأنت الذي سيحدد من سيكون ممثلا لهذا الشعب في الدورة المقبلة ، كما ان هذه المشاركة الوجدانية ستسجل لك ولتأريخك المشرف تجاه وطنك الغالي الذي يحتاجك بشدة الان ، وبأستطاعتك ان تخلو ضميرك امام الله وامام الوطن والمجتمع من خلال هذه المشاركة وهذا العرس الانتخابي الكبير ، وحتى في أسوء الاحتمالات ( لاسامح الله ) لو لم ترغب بالتصويت على أحد من الاسماء التي ستكون في استمارة الانتخابات ،عليك ان تترك هذه الاستمارة فارغة وتشطب عليها بعلامة ( الاكس ) من اعلى القائمة الى اسفلها وعلى كافة اسماء المرشحين .

ان البرلمان العراقي في الدورة الحالية والسابقة لم يقدم شيئا ملموسا للشعب العراقي وللطبقات الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة وعدم الاهتمام بالمتقاعدين والمشمولين بالرعاية الاجتماعية والارامل والايتام الذين ينتظرون من يسعفهم ، وعدم اضافة التخصيصات التي يتطلب اضافتها الى الموازنة العامة لهذا العام 2018 لتنفيذ الخدمات الاساسية كبناء المدارس والمستشفيات وبناء الدورالسكنية للمواطنين وتبليط الشوارع وبناء وترميم الجسور وكذلك التعيينات ، وهذا سيتسبب في ايقاف عجلة البناء والتقدم في البلد ، وغيرها من القوانين المهمة والتي لازالت معطلة .

لا يخفى على الجميع ان العراق يمتلك ثروات كبيرة من خلال تصديره للنفط ، ويعتبر من الدول المتقدمة في هذا المجال ، ولكنه الاخير في تقديم الخدمات الانسانية والصحية والتربوية والصناعية وغيرها ، لاسيما وان العراق كان افضل بكثير من الدول الاوروبية وكذلك العربية التي كانت ترسل مواطنيها للعراق من اجل العمل فيه كعمال خدمات وموظفين وصناعيين وغيرها من الوظائف ، وان العراق لو احتضنته قيادة قوية وشجاعة وامينة وحكيمة وتعمل بأخلاص وتحافظ على مقدرات الشعب ، فأنه سيشهد استقرارا أمنيا واقتصاديا متينا خلال ( فترة قصيرة ) ، ولكن من الذي سيأتي بهذه القيادة الجديدة والحكيمة ، هو انت عزيزي المواطن العراقي من خلال مشاركتك الفعلية واختيارك الصحيح … فأذهب للتغيير .

أذن … التغيير واختيار المناسب من المرشحين هو الواجب الوطني والمقدس تجاه جميع المواطنين العراقيين من اجل ان نلحق بالذين سبقونا من الدول والبلدان المتطورة ، وعدم ترك بلدنا في حالة الركود والعودة الى الوراء ، فالعراق امانة بيد الجميع وحصانته والاهتمام به هو شرف لكل العراقيين ، فلا تدع هذه الفرصة تفوتك وانت بحاجة اليها ، والتغيير أت لا محال وهو الذي سيأتي بالمخلصين الذين سيضعون العراق في حدقات عيونهم ، ويجب ان تشهد المرحلة المقبلة ( صحوة ضمير ) للناخب العراقي ويمتلك الشجاعة والقدرة على قول الحق ، ولا يعير الاهمية للضغوطات الطائفية او الاحزاب السياسية ، وبهذا سيخرج العراق الى صوب الامان … وهنا نشير الى ان اعداد كبيرة جدا من ابناء العراق الغيارى في المهجر يرغبون بل و( يتمنون ) العودة الى العراق فورا لخدمة بلدهم العزيز حينما يجدون الاستقرار الامني وتوفير الخدمات البسيطة للعيش الكريم ، وذلك من اجل انهاء معاناتهم في الغربة الصعبة والمرة ، ومن اجل لم شملهم مع عوائلهم واهلهم واصدقائهم وجيرانهم في العراق ، وبالتالي سينعمون بخيرات البلد الوفيرة ، ويضعون جل اهتمامهم وخبراتهم وافكارهم النيرة في بناء الوطن واعماره وانتشاله من جديد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب