تعدُّ المرأة الركيزة الأساسية لبناء المجتمع والأسرة، فمن خلالها توجد تلك التنمية الفاعلة في المجتمعات، فالمرأة استطاعت أن تسطر يوماً بعد يوم ملامح ذاك الأفق الجميل للنّجاح والتّميز والإبداع، وما هذا إلّا من خلال تلك التضحيات التي تقوم بها بدءاً من محيطها المتمثل بأسرتها ومروراً بذاك المجتمع الذي تحكّمها من خلال بعض التّحديات التي زرعها أمامها كسدودٍ تعيق نجاحها وتقدّمها. إنّ أولى التّحدِّيات التي تواجه المرأة وتنشب أظافرها في مستقبل المرأة وعملها هي تلك العادات والتّقاليد البالية الموروثة عن الآباء والأجداد، فإلى الآن هناك الكثير من البلدان التي كبّلت أحلام المرأة بقيد تلك العادات، ووقفت عائقًا أمام تحقيقها ما تريد، فهم ينظرون للمرأة على أنّها ذاك النّخب الثّاني للبشريّة، فلا يحق لها الحياة ولا حتّى الحلم إلّا بعد أن تستشير ذاك القيم عليها والذي مُنح صفة الذّكوريّة وعدّها تفوقًا على المرأة التي لم تحمل ذنبًا في حياتها إلّا أنّها خُلقت أنثى، ليس هذا فحسب بل هناك من حلّت عليها أنوثتها باللعنات، فكان كلّ من يريد أن يوظف تلك المرأة نظر لها تلك النّظرة التي لا ترقى لمستوى البشريّة المتحضرة، وإنّما نظر لها تلك النّظرة الحيوانيّة والمليئة بالخبث. من التّحديات التي تقف عائقًا في وجه المرأة هو الجهل وتفشي الأميّة، على الرُّغم من أنّ هذا التّحدي سيقف في وجه الذّكر والأنثى على حد سواء، إلّا أنّ الأسرة إذا خُيرت بين تعليم الذكر أو الأنثى فحتمًا ستختار تعليم الذكر على اعتباره صاحب مسؤولية ويتحمل أعباء الأسرة فيما بعد، وبهذا ستكون نسبة معاناة المرأة من الجهل والأميّة أكثر بكثير من معاناة الرجل، وبالتالي فإن حق المرأة في التعليم يذهب ضحية لأفكار بعيدة عن المنطق والعدالة الاجتماعية. وفي حال استطاعت المرأة تخطي كلّ تلك العقبات والتّحديات واستطاعت الخروج إلى سوق العمل، فستصطدم بنوعٍ آخر من التّحديات ألا وهو أكل حقّها وأجرها، فإن ما تتقاضاه المرأة لقاء تعبها هو أقلّ بكثير مما يتقاضاه الرّجل، على الرُّغم من أنهما يقدّمان نفس المجهود والتّعب، ومن هنا يجب ألّا ننسى أنّ كل هذه الأموروالتّحديات التي تواجهها المرأة إن لم تتخطاها ستضعها في الصّفوف الأولى بل في المقدمة من ضمن الأشخاص الذين سيعانون من العنف سواء أكان العنف الأسري أم العنف الاجتماعي، فالمرأة إذًا هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع وهي عاملٌ أساسيٌ فيه، ولن يستطيع أحد تخيّل شكل الحياة من دون المرأة، فالحياة عندها لن تكون سوى كم لا بأس به من المشكلات التي لا تنتهي، ولهذا يجب أن يقف الجميع في وجه هذه التّحديات والمعوقات التي يسجن خلفها عطاء المرأة.