22 ديسمبر، 2024 2:23 م

تحديات المرحلة وروئ مستقبلية / الحلقة الثانية

تحديات المرحلة وروئ مستقبلية / الحلقة الثانية

ليس هناك مجال قطعا للمملكة المتحدة والولايات المتحدة للقيام بحملة عسكرية للاطاحة بنظام التمرد في العراق ، الا اذا حدثت ثورة مضادة فان الوضع سيكون مختلفا .

وهنا نركز على الفقرة الرابعة “الا اذا حدثت ثورة مضادة ” فان الوضع سيكون مختلفا”

ما هو هذا الوضع ، وكيف سيكون مختلفا ، وكيف تم التمهيد لهذا الوضع ومن هي البلدان التي كانت تجري فيها عمليات وضع الخطط وتجنيد العملاء الذين سيصبحون لاحقا قادة العراق.

الى هنا خلصنا في الحلقة الأولى، ومنها ننطلق في حلقتنا الثانية من سلسلة البحوث حول الوضع العراقي الحالي والرؤى المستقبلية…

استطيع القول ان ثورة 14 تموز كانت الى حد ما في تأثيرها تماثل ما احدثته الثورة الفرنسية في العالم، غير انها تتمايز عنها بعدة أمور:

1. كان التخطيط والتنفيذ للثورة الفرنسية يأتي ضمن مخطط معد مسبقا للخروج من أوروبا التي تحكهما الكنيسة الى أوروبا التي تتحكم بها الراسمالية واللوبي الماسوني.

– من جانبها فان ثورة 14 تموز / العراق كانت خارج المخطط الأوربي لحكم المنطقة، يرجح بعض مؤرخي الاحداث السياسية في تلك الحقبة ان ثورة قاسم جاءت بتوجيه من موسكو الشيوعية.

2. تحركت الثورة الفرنسية من منطلق اشباع الجياع واقتلاع –البرجوازية- والقضاء على الطبقية في المجتمع.

– تحركت ثورة قيام الجمهورية العراقية الأولى من منطلق انهاء التبعية للمحتل البريطاني، من منطلق ان العراق للعراقيين، ثروات العراق للعراق .

3. نتائج الثورة الفرنسية امتدت لتشمل اغلب أوروبا، والتي اعقبتها الثورة الصناعية والشروع بمرحلة السيطرة على بلدان خارج القارة العجوز.

– كان تاثير ثورة 14 تموز في المنطقة هو انه جعل اللاعبين يدخلون حلبة الشرق الأوسط بأنفسهم، حيث تحركت وبعد بضع ساعات عددا من السفن الحربية الاوربية والأمريكية لأجل حماية مصالحها، إضافة الى حماية الموظفين التابعين لهذه البلدان (من حملة جنسيتهم وكذلك حماية بعض حكام المنطقة  الذين عمليا موظفين تابعين لهم).

التحرك الأمريكي – الأوربي تجاه هذه الثورة استمر العمل به على مدى سنوات لتهيئة موظفين (حكام) جدد يكون على عاتقهم تهيئة الأجواء في المنطقة وعلى مدى 30 سنة، وكما تقدم في الحلقة الأولى فاننا نعرض النتائج ومنها ننطلق الى الأسباب الظاهرية منها والمخفية.

1. جعل المنطقة عبارة عن قاعدة عسكرية متقدمة لحماية المصالح الغربية.

2. استنزاف الثروات المحلية والقومية بحجة العدو الإيراني (1979- 1988) ومن بعده شبح صدام حسين الطامع بثروات الخليج (1991-2003) بالإضافة الى دعاية أسلحة الدمار الشامل، ومن بعدها خطر التطرف الإسلامي (القاعدة، الاخوان، داعش، ايران ، حزب الله، الحشد الشعبي ….ألخ).

3. حماية امن إسرائيل وهو هدف ديني – قومي- استراتيجي .

4. الحد ومن ثم القضاء على النفوذ الروسي- الصيني.

5. نسخ الهوية الاجتماعية والدينية لشعوب المنطقة.

6. تقديم النموذج الديني المتطرف من جهة والمنحل من جهة أخرى ، والمستهدف من هذا الامر الأجيال القادمة، نعم ليس جيل ألـ2000 او جيل الـ2010، بل الأجيال القادمة بعد 40 او 50 سنة، لكي يكون النموذج الديني لديهم اما النموذج المتطرف او النموذج المنحل الممسوخ الذي لا يجد في الانحلال الأخلاقي والاجتماعي أي موجب للحرمة.

وللحديث تتمة … اذا بقيت للحياة