21 نوفمبر، 2024 9:42 م
Search
Close this search box.

تحديات المرحلة وروئ مستقبلية

تحديات المرحلة وروئ مستقبلية

تحديات المرحلة وروئ مستقبلية / الحلقة الخامسة
احمد الربيعي
لم نتطرق الى الأوضاع السياسية الداخلية خلال الثلاث حلقات السابقة، وتركنا للقلم يستعرض ويحلل ويستنتج اثار الحرب مع إيران وما تبعها من احداث على الصعيد الإقليمي.

في هذه الحلقة من سلسلة الأبحاث نتطرق بشي من التحليل وقراءة ما بين سطور الاحداث التي رافقت هذه الحرب. ونعني الوضع السياسي الداخلي وكيف تسنى لصدام من (غسل) و (تذويب) الادمغة للشعب العراقي عموما واتباع مذهب اهل البيت بشكل خاص.

عمد صدام وكما اوضحنا (الحلقة الثانية) في بحثنا هذا الى استخدام الوازع والنزعة القومية لدى أبناء الشعب العراقي في حربه مع ايران، الى جانب الحرب النفسية التي اكمل ما بدات به الدولة العثمانية من وضع وتحجيم أبناء الجنوب ووصفهم بـ (المتخلفين، الشروك، المعيدية….وغيرها ) من الألقاب التي لا زالت الى الان متداولة والتي تصف كل فرد غير مثقف وهمجي، الامر الذي أدى الى تنكر الكثيرين من اصولهم لكي لا يتوسم بهذه الصفة (أبناء الجنوب) ولحق والانصاف والموضوعية ، فان اصل العراق هو الجنوب وغيره هو ليس بعربي او عراقي بالخصوص ولكل فرد لا يتقبل هذه الحقيقية ينبغي ان يراجع تاريخ العراق والانثروبولوجي لسكان العراق الأصليين.

أقول ان صدام واعلامه المرئي والمسموع والمطبوع وحتي في المدارس الابتدائية على وجه الخصوص وبقية المرافق التعليمية، عمد الى نشر هذه الثقافة وهي ثقافة ان اهل الجنوب ومن ينحدر من هذه المناطق أناس متخلفين، وهو نفسه صدام يقول في احدى جولاته (المفبركة) ان العراقيين كانوا حفاة الاقدام وجاء الحزب والثورة والبسهم الأحذية، وهو بكلامه هذا يتوجه الى اهل الجنوب.

نعم، ان كلام صدام توجد فيه من الصحة الشيء المعتد به، نعم عمدت الدولة العثمانية (ونحن نعلم الى من تتبع وتعمل) الى تجويع وتحقير أهالي الجنوب، وهم السكان الأصليين للعراق، بالإضافة الى تسليط العنصر التركي والاعجمي عليهم، حيث تم تغيير الطبيعة الطبوغرافية للعديد من المناطق في وسط العراق وحتى شماله بالعنصر (القوقازي) و (الرومي) و (الفارسي) لكي يتم القضاء على الأغلبية الساحقة للسكان الأصليين وتقليل نسبتهم، فـ لواء البصرة ولواء الكوت ولواء بغداد ولواء الموصل كانت الأغلبية فيه للعشائر العربية (الجزرية، اليمنية) التي تتبع المذهب الجعفري، وكانت هذه المناطق يتمتع أهلها باملاك زراعية ومواشي، فبدأت سلسلة الاقطاع وفرض (الاتاوات) والضرائب، وكذلك مصادرة الأملاك، الى وصل الامر الى تجويعهم وجعلهم يعتاشون على فتات الاقطاع، وجعلهم على مدى (600) سنة من حكم بني عثمان حفاة الاقدام كما يعبر عنهم ابن صبحة.

للحديث تتمة …اذا بقيت للحياة

العراق المحتل…2024

أحدث المقالات