21 مايو، 2024 5:14 ص
Search
Close this search box.

تحديات الديمقراطية

Facebook
Twitter
LinkedIn

يشكل الرأي العام في الأنظمة الديمقراطية عمود بناء نظام الدولة ، و فضلا عن بُعد المشاركة و الاجتماع السياسي ، تعد حرية الأعلام حجر الأساس في ديناميكية التفاعل الشعبي في صيرورة النظام السياسي ، و لهذا يرى كريستوفر فيل و هو واحد من أبرز منظري فلسفة الأعلام ، أن قيادة الدولة في الأنظمة الديمقراطية يصنعها الرأي العام ، و أن هذا الرأي العام تتكفل مؤسسات الأعلام بصناعته ، و من يملك هذه المؤسسات بالنتيجة هو من يقود الدولة ، مؤكدا أن هذه المعادلة ليست مطلقة ؛ بل تتحرك طرديا وفقا لمستوى الوعي العام لكل شعب من الشعوب ، و لهذا تضطلع المؤسسات الإعلامية في الأنظمة الديمقراطية بمسئولية كبيرة ، و في هذا الصدد قدمت مدارس الفكر الإعلامي نظريات متعددة ، عن ما هي وظيفة و دور الأعلام في الحياة ، و أبرز هذه النظريات تلك التي تبحث في : هل أن وظيفة الأعلام هي نقل المعلومات أم أكثر من ذلك ؟
ليس المجال متاح إلى طرح و مناقشة هذه الأفكار المهمة ، إلا أن رغبتي بطرح فكرة ( صناعة الوعي ) كواجب و ليس كتوجه للإعلام ، هو ما أود أن أخصص الحديث عنه في هذا المقال ، فنحن و على طريقة أهل المنطق ، الذين يقولون : ( تعرف الأشياء بأضدادها ) ، بإمكاننا إدراك حجم الخطر الذي تمارسه جهات سياسية و إعلامية و الذي يتموضع في ( صناعة الغفلة ) ، أي أن النظام القائم على الرأي العام هذه الجهات تعمل بكل طاقاتها لتسيير هذا الرأي في دهاليز الغفلة و الصدام الإثني و الطائفي و الحزبي ، هذا الأمر تجسد في الكثير من التحديات و المواجهات ، ليس أقلها التي تواجهه السلطة القضائية على الرغم من حساسية هذه السلطة ، إلا أن ذلك لم يمنعهم من أجل المصالح أن يضعوا السلطة القضائية عرضه إلى مواجهة رأي عام صنعوه هم بطريقة سيئة ، و لكم في أمثلة الكثير من قرارات الصادرة عن مؤسسات السلطة القضائية  ، خاصة ما يرتبط بالمحكمة الاتحادية و محاكم النزاهة ، فهؤلاء عملوا على زج السياقات القضائية على الرغم من عليائها و تخصصها في جدليات شعبية دنيا ، و هو أمر لا يمكن أخفاء حجم الضغوط و التأثيرات التي تعرضت له السلطة القضائية بسبب ذلك 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب