سأل بورخيس سقراط ذات يوم : مالذي يجمع الفلسفة بالكهرمان .؟ قال سقراط : دموع العصافير.
فيما سأل الفنان جواد سليم الزعيم عبد الكريم :مالذي يقرب الحلم للإنسان ؟ قال الزعيم : ليل فقراء مدينة الثورة.فيما كان السؤال الثالث ، ما سأله ، رئيسي الوقف السني والشيعي الى الجنرال ديغول .مالذي يتقارب بين قبة الأمام وقبة البرلمان ؟ قال ديجول : المظلوم وهو يتقيأ من أجفانه اللصوص ، ويتنفس برئتيه الحفاة…!
الأسئلة الثلاث فقهية ، وعولمية ، وعراقية وهي أتت الى الواقع من الافتراض الذي صار يسكن عالمنا بسبب الانترنيت وثوار الفيس بوك ولهما هاجس جماهيري بشابه تماما تلك الفتنة الثورية التي كانت تسكننا أيام الستينيات عندما كان هناك جيفارا وهوشي منه وحسن فضل الله وعبد الناصر والمهدي بن بركة ومارتن لوثر كنك وعلي الدبو وعبد الوهاب البياتي ومريام ماكيبا وجميع عمال الطين في مساطر الانتظار في دول العالم الثالث. وكنا نستلهم منهم المواقف والخواطر والمادة الإبداعية ، فكانوا هم قصصنا وقصائدنا ومحتوى رسائل الغرام ، فلا مكان للمقارنة مع رموز هذه العولمة مثل أولئك الذين يمزقون قمصانهم في برنامج ( ثرثار ) مثل الاتجاه المعاكس أو تلك البرنامج التي كل موسيقاها السب والشتم والانتقام وكشف العورات لتأتيك من هذه العولمة الحزن وكان مقدرا للماسنجر أن يكون لتواصل بوح أرواحنا والثقافة المشتركة فإذا بساستنا ورموزنا يؤسسون لهم الصفحات بغير أسماءهم ليعرفوا مدى كره الناس وليمارسوا لعبة الهروب من وجوهكم التي سأمها الناس.
رمينا ألقذافي في مكب النفايات وحصلنا على مزيد من القتلة والميلشيات. حبسنا علي عبد الله في أقامته الجبرية ، فصنع للقاعدة ملاعب غولف في مدن اليمن ، أعدمنا صدام ، وصدرنا فدائييه الى المنامة ليمنحوا جنسية دلمون وفككنا مصانعه خردة الى دول الجوار .وأصبحت لدينا قبة كهرمان رئيسها لو دغدغه ألف زنبور في خاصرته لايضحك ولا يشكي لأنه مستمع بعشرين تلفزيون فلاشا في منزله العامر بمحبة فقراء باب الطوب والدواسة في المنطقة الحمراء…
وغيره الكثير الكثير من عموم مذاهب وطوائف الوطن ، عدا الصابئة المندائيين والشبك والأكراد الفيليين والأيزيديين والآثوريين ، فقد عاشوا خجل الانتماء ليكونوا اشد بياضا من غيوم الصيف.
لا فراشات في حدائق المنطقة السمراء ، المغبرة بحزن البلاد والمفخخات ، لا عصافير ، لا فلاسفة يملكون الردود التي تنعش أرواحنا ، تبعدنا عن ذعر يوم يملأه المجهول ، الضحايا والمساكين وسكان العشوائيات وبيوت الصفيح.
لا أغنيات أم كلثوم التي تثلج صدورنا بأقداح شاي مقاهي صيف مدننا الحاسرة الرأس ، الناصرية وعقك والكفل والكحلاء ومرسيليا وأثينا وبهرز والرمادي وطوكيو ولوس أنجلس والبعاج ودلهي وطنجة ومنطقة الفضل في قلب بغداد .
راح ذلك الغرام ، ولى ، طردته مصائد اللصوص والنواب وخزينة ملا عبد التواب وفتاوي القرضاوي وصبيح الواوي.
والمعضلة كما يتحدث عنها رئيس شركة سامسونك في طرحه لآخر موديلات الهاتف كلاكسي 4 .المشكلة في إن بلادا مثل العراق لا يدرك تماما إن الطماطم أثمن من النفط ، لأن الطماطة عمرها من عمر آدم والنفط استخرجه الانكليز بحافرات كابلاين وسينضب في المستقبل.
وقبة الكهرمان فوق رؤوسنا ، مثل قبعة الكابوي المكسيكي ، حتى تصريحات مقاعدها مسدسات وصفقات وأفواه شكلت في ألسنتها أجهزة تسجيلات كاسيت شرهان كاطع ، عندما كانت أغاني سلمان المنكوب تجلب له إرباحا تجعله يستورد موز الصومال كله لسد رمق سكان ميزوبوتاميا.
هي محنة أن يجبرك تويتر ان تضع راسك في التراب مثل النعامة ، لأنهم يعيروك ، وهم يذكروك ب140 مليار ، ومجالس المحافظات لاتشتري سوى سيارات أعضاءها ، ويتركون مدن الحلم والمعدان منذ سومر جيشها البعوض وموسيقاها أحلام رعاة جواميس آلهة الاساطير ، ودبي ، مساحتها اصغر من رصافة بغداد تبني الأحلام ب20 مليار .
خذ الفرق واذهب الى بيونس ايرس واطلب من بورخيس أن لا يسأل سقراط ، واصعد لنصب الحرية وقل لجواد سليم أن لا يحرج الزعيم بالسؤال . ولا تطلب من ديغول إحراج الوقفين السني والشيعي.
دع المركب هكذا يمشي..
ينتظر يولسيس ليعود به سالما الى اثينا………..!