18 ديسمبر، 2024 8:51 م

تحت عباءة ( الولي الفقيه ) تقبع كل الأحزاب و التيارات الشيعية

تحت عباءة ( الولي الفقيه ) تقبع كل الأحزاب و التيارات الشيعية

كشف الحراك الجماهيري الأخير و المطالب الحقيقية المشروعة و التي كانت في صميم العملية السياسية و حين اقترب الخطر من الحكم في العراق ( حليف ايران الوثيق ) مهددآ بسقوطه كشفت تلك المظاهرات الجماهيرية عن حقيقة كل الأحزاب و الحركات و التيارات الأسلامية و بالأخص الشيعية في انها تلتحف عباءة ( الولي الفقيه الأيراني ) و بأمرته متى شاء لكنها و لمقتضيات الظروف الحالية الحرجة و الحاجة الى تبادل الأدوار و تبديل الأماكن من موالاة الحكومة العراقية الى معارضتها و هي خطة ايرانية ذكية حيث يكون لها قدم في الحكومة العراقية و اخرى في ( المعارضة ) و في كلا الحالتين فأن الحكم الأيراني هو الرابح الأكبر بأعتباره يملك فصائل و احزاب حاكمة و اخرى معارضة أي بمعنى آخر هو يمتلك العملية السياسية العراقية بأكملها .

اوهمت بعض الأحزاب و التيارات الأسلامية و بالأخص ( التيار الصدري ) الجماهير و المواطنيين العراقيين بأبتعادها عن المشروع الأيراني لا بل معارضته في الكثير من الأحيان حتى اعتبر التيار الصدري ( الأبن العاق ) الذي دائمآ ما يخرج عن طاعة ( الولي الفقيه ) حتى وصل الأمر و كأنه يمثل التيار الشيعي العروبي في مواجهة التيار الشيعي الأيراني و هذا ما اكسب هذا التيار المزيد من الأنصار و المؤيدين و الكثير من المعجبين و المساندين و كذلك ( انحاز ) تيار آخر هو ( تيار الحكمة ) الى الجانب العراقي مبتعدآ عن الأطروحات الأيرانية لكن تأثيره لم يكن بتلك القوة العددية و الحماسية التي يمتلكها ( التيار الصدري ) الذي استمد شعبيته الواسعة الأنتشار من الشخصية الشجاعة و المعارضة للنظام السابق و الذي اغتيل في احد شوارع النجف ( محمد صادق الصدر ) في عهد ( صدام حسين ) .

هناك من الأحزاب و الحركات الدينية ( العراقية ) قد اعلنت بصراحة انها مع اطروحات الحكم الأيراني و انها تتبع نظرية ( ولاية الفقيه ) و هي تنفذ تعليمات و توجيهات و اوامر ( الولي الفقيه ) في قم و انهم الجنود المجندة المتراصة الصفوف التي هي في طاعة القائد الأعلى الأيراني للقتال في أي مكان من العالم ان اشارت القيادة بذلك و كانت مشاركتها المؤثرة في الحرب السورية بأوامر ايرانية و اطلقت على نفسها تحببآ و تقربآ من الجماهير العراقية و التي تطرب عند سماع كلمة ( مقاومة ) ان كانت تسمى ( فصائل المقاومة ) مثل ( عصائب اهل الحق و النجباء و جيش المختار ) و غيرها من المسميات و العناوين الكثيرة و التي هي لم تكن سوى تلك الأذرع العديدة لفيلق القدس الأيراني لكن بمسميات عراقية .

كشفت الحقيقة و ضهر المستور في اول اختبار جماهيري حين اختارت الجماهير الثائرة ساحات الأعتصام مكانآ لها بدلآ عن الجوامع و الحسينيات و نددت و هذه المرة بصوت صادح مسموع بالمشروع الأيراني في العراق ان اعادت تلك الأحزاب و الحركات و التيارات الشيعية بأجمعها البوصلة و توحدت بأتجاه ( قم ) و بدأت الزيارات السرية و العلنية حين احست تلك الأحزاب بالخطر الداهم ( الحراك الجماهيري ) يقترب كثيرآ مهددآ حكومتها بالسقوط و بالرغم من التباين و الأختلاف بين الأحزاب الأسلامية الشيعية الا انها سوف تتوحد في مواجهة العدو ( الشعب الثائر ) الذي يريد ( سلب ) الحكم منها و هكذا انبرت تلك الأحزاب في كيل الأتهامات للمتظاهرين الذين ( تحركهم ) السفارات الأجنبية و الأجندات المعادية حسب ادعاء تلك الأحزاب .

واحدة من حسنات هذا الحراك الجماهيري العفوي هو ابتعاده عن كل الأحزاب و التيارات الأسلامية و التي حاولت ركوب الموجة من خلال الدعوة الى انصارها في المشاركة في التظاهرات كما فعل ( التيار الصدري ) الا ان الجماهير المنتفضة لم تسمح لهم بمصادرة الأنتفاضة الشعبية و تجيرها لصالحهم كما حصل قبل سنوات معدودات ( فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ) و هكذا كان الطابع السائد على التظاهرات هو الهوية المدنية العراقية فقط بعيدآ عن كل تلك المسميات من الأحزاب و التيارات الدينية لا بل كانت تلك الجماهير تطالب بأبعاد هذه الأحزاب الأسلامية كافة و أقصائها من المشهد السياسي اصلآ فهذه الأحزاب هي ليست فقط مشاركة في الفساد لكنها منغمسة فيه حتى اذنيها .

عولت الجماهير العراقية كثيرآ على ( التيار الصدري ) بأعتباره يمثل الطبقات الفقيرة و الكادحة من ابناء الشعب و كذلك كانت اطروحات هذا التيار و قائده ( مقتدى الصدر ) و الى حد كبير ( عراقية ) التوجه على العكس من تلك الأحزاب و التي تدعو صراحة الى تبني نظرية ( ولاية الفقيه ) الأيرانية و كان ذلك من احد اسباب الألتفاف الشعبي الكبير حول التيار الصدري و قيادته الا ان الأحداث الأخيرة و المتمثلة في التظاهرات و الأحتجاجات السلمية اثبتت عكس ذلك و تبين ان ( التيار الصدري ) لا يختلف عن تلك القوى الشيعية الموالية لأيران ان كان كذلك لكنه كان يختفي وراء واجهة النفاق او التقية او الأثنين معآ .

خيبة الأمل التي انتابت الجاماهير العراقية من كل الأحزاب الأسلامية و بالخصوص تلك التيارات التي تدعي انها تمثل المشروع الوطني العراقي ( التيار الصدري و تيار الحكمة ) و التي لم تكن سوى ( حصان طروادة ) المشروع الأيراني في العراق جعل من تلك الجماهير المنتفضة ( تكفر ) بكل تلك التيارات الشيعية و ترفض مشاركتها في التظاهرات على اساس رفع شعاراتها الحزبية و كلن ذلك الرفض بمثابة التصويت الشعبي على منع الأحزاب و التيارات الدينية من المشاركة في الحياة السياسية مستقبلآ بعد ان كشفت كل تلك القوى الدينية المختلفة على حقيقتها في التبعية الى ( الولي الفقيه ) و التخفي بعباءته و انها في واقع الأمر كانت تؤدي دور المعارضة التي رسمت و خططت له الحكومة الأيرانية و لا يستبعد ان يكون الجنرال ( سليماني ) هو صاحب تلك النصيحة و التي لم تكن الأحزاب الأسلامية ( العراقية ) قاطبة في غنى عن مشورته و رأيه ( السديد ) .