23 ديسمبر، 2024 12:01 م

عندما ينتابك مزاج من الغضب، أو الكراهية، الانفعال والعصبية، الكآبة، الحزن، أو قدر من السعادة، تذكر تلك الأيقونة التي اخترعها الجمهور العراقي لنفسه ولبعضه الآخر، تلك الكلمة النفسية الهائلة كالجبل التي يقولها بعضنا لبعض ( تنگضي).

عندما تأتي السعادة، ستكون مجرد مرحلة، غيمة تأتي ثم تمضي. السعادة ليس أنت ؟ إنها ليست كيانك، بل هي شيء عرضي، على المحيط الخارجي. إنها تأتي إليك، لكنها تمضي بعيدا، فتتركك وراءها.. تذكر( تنگضي).

عندما تأتي التعاسة، ما عليك سوى أن تتذكر( تنگضي). شيئا فشيئا، ستتشكل مسافة بينك وبين الأمزجة حتى يهبط عليك الصبر و الصمت.

السعادة والتعاسة إنهما الشيء ذاته. عندما تتجه نحوك السعادة، تبدو سعادة، وعندما تبتعد عنك، فانظر الى ظهرها، إنها التعاسة.

فكلما زادت المسافة، كلما كبر وعيك وكلما كبر وعيك، كبرت المسافة، فتصبح مستقرا وتصبح بوذا تحت شجرة بوذا.

لكن هذا لن يحصل لك حتى تفسح المجال للقديم بالرحيل: مواقفك القديمة، مفاهيمك، فلسفتك، هويتك القديمة، وأنانيتك. يجب السماح لها بالرحيل لأجل الجديد. الجديد موجود دائما، لكنه لا يجد متسعا في داخلك لكي يأتي.

اسمح لأيقونة (تنگضي) أن تصبح تنفسك، إنها سر تهدئة الأعصاب، الزر الأكثر سرية في كيانك.

إن الطيور التي تثرثر فوق شجرة بوذا وهو يستريح تحتها، لم تكن بالأمس موجودة، ثم أصبح الصباح، وليس لها وللشجرة ولبوذا أي أثر، فمن يدري أين سنكون في الأيام القادمة ؟، هي أيضا(تنگضي).