“لا يجب على أحد أن يعلق آماله بمعجزة.”فلاديمير بوتين
كان الرجل الذي يقود سيارة التكسي الحديثة- في نهاية العقد الثالث او بداية الرابع – اسمر ذو شعر قصير ووجه يحتفظ ببعض النظارة كان يتكلم بهدوء ولايحرك مع كلامه أي جزء اخر من جسمه كما يفعل البعض- كان من النوع الذي يشعر الاخرين بالبساطة والثقة والغموض–طريقته في الكلام اشعرتني بانه من المناطق الغربية ولم اشا ان اساله عن ذلك –لان الامر غير لائق – دخلنا الازدحام فجاءت شاحنة متوسطة ضايقته من اليسار ثم سيارة صغيرة من اليمين – في فوضى المرور لامثيل لها – فبدا الرجل بثورته ضد الاوضاع القائمة وقال والله لاينفع مع هولاء شيء انهم <زمايل> – مخطيء من يبقى في العراق- لن تقوم للعراق قائمة مع وجود المليشيات (ولم يتحدث عن الارهاب)!!…
عزز اندفاعته ماقلته قبلا من ان الجميع مشتركون بهذه المؤامرة – عندما تحدثنا عن سقوط الموصل- وكل وجد منها فائدة جمة له- اللصوص سرقوا الميزانية بحجة شراء الاسلحة باسعار خيالية كما يقول البعض ومازالت القوات تعاني شحة العتاد والغذاء والرعاية الطبية –والمليشيات تعززت بمال وسلاح الدولة – فهل يمكن ان يوقفهم احد بعد ذلك –والسيد برزاني حصل على مناطق واسعة وسلاح ودعم -وهو يساوم العراق على تشكيل الحكومة وعلى دوام وزرائه وكانهم اقرباء نابليون الذين عينهم ملوكا على بعض الدول الاوروبية.
وربما ارتاح الرجل من تدمير الارث الحضاري للعراق في نينوى وغيرها مما يعزز ادعاءاته عشية سقوط الموصل بان العراق دولة (مفتعلة) وهو الذي لم يخفي فرحته من سقوط حدود سايكس بيكو!!! مكررا ماقالته داعش ولانعرف من هو الصوت ومن هو الصدى ….وهو الذي ولد في مهاباد عندما كان والده وزير دفاع جمهورية مهاباد في ايران.
اما ايران فقد عززت استفادتها الاقتصادية والسياسية والامنية بدعم المليشيات, والجيش تراجعت سمعته و دوره- لمن لايرى الصمود الاسطوري للجيش في مصفى بيجي وسبايكر وغيرهما وقوافل الشهداء التي لاتنتهي…وايران تطالب اليوم بالعودة الى اتفاقية عام 1975 والعراق في ماتم!!.
قال السائق لقد اعتقلوا العضاض واخرجه قيس الخزعلي بعد ان (لووا) اذنه ورسالتهم اننا قادرون عليك اينما كنت, اما المليشيات فقد قال العبادي انه غير قادر على حلهم.
قلت اني لم اسمع هذا الكلام من قبل.. فنحن لانستطيع الاستماع لكل المحطات التلفزيونية…
اردف الرجل لقد خسرت من عائلتي سبعة اشخاص ولم يعد البقاء هنا ذو نفع:
لي اخ طبيب يعمل في مسشفى الزهراء في ديالى- عمل هناك لسنتين وقال انهم طيبون ولم ينفع تحذيرنا له –حتى وضعوا له عبوة في سيارته وقضى – وبعد 6 اشهر ثم توفيت والدتي حزنا وغما وقد شعرت بالام في الصدر وماتت قبل ان اصل بها للمستشفى.
وقبلا لي زوج اخت قتله الامريكان في الشارع برمي عشوائي على الناس.
ولي ابن عم من كتائب حزب الله وضعوا عبوة في سيارته في الوشاش تفجرت ولم نجد منه شيئا….
ولي اخ عند السقوط كان مقدم مهندس – اختصاص طائرات الميراج من فرنسا- بعد السقوط حاولوا اغتياله ثلاث مرات – وضربوه بالرصاص في ساقه- فلجا الى اربيل واعطوه شقة وراتب وابلغوه انه سيحتاجونه عندما تصل طائرات لهم !!!!-
سالته متى ذهب هناك قال بعد السقوط بفترة قليلة…
هل يمكن لنا ان ندرك بعض المستفيدين من اوضاع بغداد والعراق!!!؟؟؟…
اردفت, هل كان بعثيا مهما او مجرما فاقسم الرجل باغلظ الايمان انه لم يكن كذلك –قلت له لاحاجة لك بذلك فانا لست قاضيا..
قلت لماذا لم يذهب الى الغرب قال ان لديه بنات كبار وهو يخشى عليهن!.
قلت من الافضل ان يذهب هناك بدلا من الذهاب لمن يحيك المؤامرات والدسائس لتدمير العراق وفي مكان مهدد ومنطقة لااستقرار فيها….
اردف الرجل: لن ابقى هنا فانا كنت اعمل مهندسا –مهندس كهرباء- في ديوان الرئاسة في الدائرة الهندسية مع وسام خضوري وعملت بعد ذلك لفترة بعد السقوط مع شركة امريكية وقد قدمت على طلب اللجوء وساذهب الى لبنان لاقابل هناك….
قلت له هل حصلت على تقاعد فجماعتك حصلوا عليه قال لا لقد راجعت مرتين وتركت الامر ولااريد منهم شيئا اني اعمل سائق تكسي ولكن لم اعد احتمل الاوضاع هنا…
قلت له نعم هناك برنامجا لهجرة من عمل مع الشركات الامريكية لفترة اكثر من سنة وان يكون مهددا ولكن لاتظن ان الحياة ستكون سهلة هناك …
قال ساذهب وليحصل مايحصل..