23 ديسمبر، 2024 1:38 م

تشهد الساحة العربية السياسية توتر واضح بعد انعقاد القمة العربية الاسلامية الامريكية في الرياض في شهر مارس_ مايو الماضي وبدء الانشقاق بين دول مجلس التعاون الخليجي بعد ان اتهمت كل من السعودية والامارات والبحرين فضلا عن مصر قطر بدعمها للارهاب في المنطقة حيث نكرت الاخيرة التهم المنسوبة اليها واتجهت تطلب رحمة ايران بعد ان قطعت عليها تلك الدول الحصار وقطعت العلاقات الدبلوماسيىة والتجارية والنقل بفروعه الجوي والبحري والبري معها.
السعودية دفعت رشوة الى الادراة الامريكية بعد زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب في ذات الشهر الذي احتضن بداية الازمة, اما قطر فتوجهت الى ولاية حسن روحاني الثانية للمباركة والانخراط مع مواقف ايران, وفتحت الاخيرة ابواب ضيافتها الى الطيران القطري الذي منع من دخول اجواء السعودية والامارات والبحرين ومصر.
لذلك اصبحت الساحة العربية السياسية تحت رحمة محورين هما المحور الامريكي الذي يدعم من رشاه وحلفائه وهم السعودية واخواتها الخليجيات الذليلات ومصر ذات التأريخ الثوري القوي اضحت بسياسة السيسي ضعيفة الى درجة الاستسلام حيث منحت جزيرتي الصنافير وتيران المصريتين الى العائلة المالكة في السعودية لتحافظ على موقفها المؤيد لامريكا من خلال العلاقة الوثيقة بين امريكا والسعودية بعد الرشوة.
يأتي العراق بموقف حكومته الضعيفة حيث اعلن وزير الخارجية السعودي زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم غد الاثنين الى العاصمة السعودية الرياض لتعزيز العلاقة الغائبة بين بغداد والرياض منذ عقدين, فموقف العراق السياسي حرج وهو يشهد تدخل امريكي وايراني وسعودي وتركي وغالبية الدول التي تجد ضالتها في التدخل بالشأن العراقي الذي اصبح شعبه يتلقف الفتات ممن يعطي رغيف خبز اكبر.
فالعراق هو الجبهة العربية المتحضنة لصراعات تلك المحاور والدول التي تتنافس سياسيا واقتصاديا وعسكريا لاظهار مواقف قوتها التي تصنعها بدماء وجوع شعوب العراق وسوريا وبقية الشعوب التي تعاني من دمار داعش المدعوم سعوديا كما تزعم الحكومة العراقية والمتمثلة بالعبادي الذي سيزور الرياض غدا, فيما دحضت الرياض قوات الحشد الشعبي العراقية واعتبرتها مليشيات ارهابية والتي هي جزء من منظومة العراق العسكرية التي يقودها القائد العام للقوات المسلحة العراقية وهو العبادي.
فيما تبقى السعودية وقطر هما الدولتان العربيتان الاقوى تأثيرا سياسيا في المنطقة العربية بعد ان غاب تأثير الجامعة العربية وصمتت امام واجبها في الدفاع عن الحقوق العربية المهدورة تحت اقدام ترامب ومن سار على خطاه, اما اقتصاديا فالدولتين يعتبران الاقوى عالميا في انتاج واحتياطي النفط والغاز. فيما تكور ايران قوتها الاقتصادية وتصدر 4140 طن من مادة الايس كريم في شهر رمضان الى العراق والكويت والبحرين والباكستان وبسعر 12.4 مليار دولار امريكي! وتبقى الشعوب العربية ومنها الشعب العراقي والسوري مهانة وتطلب رحمة الدول المتحالفة مع المحور الامريكي وتقترب من المحور الايراني لاشباع بطونهم في شهر “رمضان الفضيل” كما تقول تلك الدول التي باركت للشعوب الاسلامية شهر رمضان وعلى رأس المباركين امريكا! .