18 ديسمبر، 2024 9:33 م

تحالف علاوي الصدر؛ ومحور السعودية

تحالف علاوي الصدر؛ ومحور السعودية

السياسة ليس فيها عدو دائم ولا صديق دائم؛ إنما المصالح تمحو المبادئ, لاسيما لدى من لا يعرف عن المبادئ إلا العناوين, ويتخذ من “الغاية تبرر الوسيلة” طريق لتحقيق ممارساته المليئة بالتناقضات, ما يعني إن شعاراته زائفة, وغاياته بعيدة عن ادعاءاته.
ربما كانت مفردة “سياسة” ملغومة نوعاً ما, في عراق ما قبل سقوط نظام صدام, لان الناس لا تعرف؛ ما هي السياسة؟ ولا ترغب التحدث فيها, كون من يتحدث بالسياسة مصيره؛ القتل والحبس أو التشريد والتهجير.
لكن بعد سقوط الصنم, لاح بأفق العراق أصنام لا تعد ولا تحصى, منها من عبد الله تعالى على حرف واحد, دون البقية, ومنها من لا يدري إن كان هناك قرأن, أو ناكراً لوجود قرأن أصلاً.
والحقيقة إن المجتمع كره السياسة, لأسباب كثيرة, حتى قيل إن السياسة قذرة, لذا نعطي مثالاً واضحاً عنها, عام 2004 شهدت مدينة النجف الاشرف معركة طاحنة, انجرت عواقبها إلى المحافظات الأخرى, في الواقع صراع على المصالح السياسية بين التيار الصدري وحكومة إياد علاوي, ربما في قاموس إخوة مقتدى تسمى, “ثورة النجف” لكن على ماذا؟؟ حتى علاوي؛ ما يدري الثورة على شنو!!.
بعد إن سالت دماء كثيرة لأبرياء عزل من موظفين وعناصر بالجيش والشرطة, وعلى ضجيج طرب الصدريين باستهداف علاوي, طيلة أكثر من 12 سنة, وضعت الحرب أوزارها, وأصبح عدو تلك السنين, صديق السيد القائد, وربيب قصر الحنانة, وطويت مرحلة طويلة من تناقضات الصدريين, وفتح صفحة جديدة لحلف جديد, يجمع دعاة الأصلاح, وتجمع المدنيين بقيادة علاوي, إي تحالف الصدريين وعلاوي والعلمانيين الإلحاديين.
هنا لابد التذكير؛ إن إياد علاوي معروف بالولاء والتبعية للنظام السعودي, ومعلن ذلك على الإشهاد, ولا حاجة أن ينتقد على أفعاله, كونه المنهج السياسي الذي سار عليه منذ عام 2003.
وما صدر عنه من مهاجمته للنظام القطري, بعدما اشتد الخلاف السعودي القطري, إلا دليل واضح على ولاءه لآل السعود, ثم أردفها بتقدمه التهاني لمحمد بن سلمان, ولياً للعهد الملكي السعودي.
هنا يأتي رباط السالفة؛ إياد علاوي حليف السعودية, وبنفس الوقت حليف الصدريين, يعني الصدريين حلفاء للسعودية عن طريق علاوي, وبذلك أصبح أبناء محمد الصدر ضمن المحور السعودي, بمعنى عندما أعلنوا شعارهم “إيران بره بره” كان الأمر مخطط له, منذ كان السفير السعودي يجوب الحنانة بزياراته الليلية, وشعارهم “شلع قلع كلهم حرامية” بات أضحوكة على أذقان الجهلة والتابعين لتيار متناقض بأكمله.
وعليه يتضح؛ إن المحور السعودي الجديد؛ علاوي- مقتدى أو ما يعرف بــ”تحالف العلمانيين اللبراليين الصدريين”, هو المحور الذي عجزت السعودية عن إنشائه طيلة الفترة الماضية, لزرع الشقاق والتفرقة داخل البيت الشيعي, استطاع مقتدى الصدر وبكل سهولة انجازه, لتحقيق شهواته الذاتية, لذا يصدق القول “بأن السعودية قدمت مقتدى كبش لتفريق الشيعة”.