يعرب مختصون بالشأن السياسي عن مخاوفهم من تحركات سياسية مريبة تجريها قيادات محسوبة على المكون العربي راحت تطلق على نفسه ( إتحاد القوى الوطنية )، من تلك التي فازت في الانتخابات الاخيرة وكانت لها مواقع مهمة في الحكومة والبرلمان، لتسليم مقدرات المكون العربي الى الحكومة التي ستشكل حديثا، وهم يأملون بمد خيوط مع رئيس الوزراء نوري المالكي لتأييد توليه الولاية الثالثة لمنصب رئاسة الوزراء، للحصول منه على مكاسب، بالادعاء أنهم سيسعون للدفاع عن مطالب مكونهم، وتلبية هذه المطالب، وتسعى هذه المحاولات الى احداث انقسام في اطراف قيادات المكون العربي ، بإتجاه انهاء وجودها.
وتشير مصادر سياسية الى ان كلا من جمال الكربولي وسليم الجبوري لديهما مطامع خاصة بتزعم تشكيل سياسي مؤيدا لولاية ثالثة للمالكي، وتعزو المصادر السياسية أسباب هذا التحرك الى مطامع شخصية للنائب محمد الكربولي بتولي وزارة مهمة ، او المحافظة على وزارة الصناعة التي يديرها شقيق الكربولي ، والتي جنى من وراء التعامل مع عقودها ارباحا فاحشة ، كما ان جمال الكربولي يقود دفة القيادة من الاردن ويدير قيادات تمد خيوط علاقة مريبة مع رئيس الوزراء نوري المالكي.
وتقول مصادر مطلعة من جماعة قيادة العربية ان الكربولي كان احد جواسيس المالكي لدى جبهة الحوار الوطني التي بقيت على طول الخط موالية للمالكي، وكلما هددت جبهة الحوار الوطني باتخاذ موقف من الحكومة تمسك الكربولي بحكومة المالكي ورفض الانصياع لاية مبادرة تحاول الحصول على مكاسب سياسية تنتقذ المكون العربي مما يتعرض له من مؤامرات وحروب وفتن وتهجير وقتل وترويع، ويصر الكربولي دوما على عدم الانسحاب من الحكومة بأي شكل من الاشكال، وعد وجوده في جبهة الحوار الوطني بانه السكين في خاصرتها التي حددت تحركاتها بسبب مواقف الكربولي المساندة للمالكي في كل قراراته، وهو من يخذل اطراف المكون العربي في كل مرة، عندما يتعرض المكون الى استهداف لوجوده.
في حين يرى متابعون للشأن السياسي من المكون العربي ان سليم الجبوري الذي تزعم ائتلاف ( ديالى هويتنا ) لديه طموحات سياسية هو الآخر ، بأن يتولى زعامة تشكيل سياسي جديد والعمل على شق وحدة تحالف متحدون، من خلال اعلان دفاعه عن المكون العربي والمحافظات الست وبانه يسعى للحصول على اهدافها ومطالبها عند تشكيل الحكومة المقبلة او في ورقة التفاوض التي يزعم خوضها للحصول على مكاسب،في وقت يعزو مختصون بالشأن السياسي سبب تحرك الجبوري الى انه مهدد من قبل ائتلاف دولة القانون بانه ستتم احالته الى قانون اربعة ارهاب، وعدت ضده مجموعة مبررات للحكم عليه بعدة ان يتم تجريده من حصانته، بانه يدعم الارهاب لهذا فهو يخشى ابعاده من البرلمان المقبل تحت نفس الذرائع التي هددها به ائتلاف دولة القانون، ما يعني ان الجبوري يريد ترتيب اوراقه مع ائتلاف دولة القانون لتسوية وضعه القانوني والحصول على موقع في البرلمان والحكومة المقبلة.
وتشير مصادر مقربة من اتحاد القوى الوطنية ان التحالف الجديد الذي يقوده الكربولي والجبوري واخرون مدعوم من رئيس مجموعة قنوات الشرقية والغربية والزمان سعد البزاز وهو قد عبر لهم عن استعداده لدعمهم اعلاميا وماديا ان سعوا باتجاه اقامة هذا التحالف الذي تشوبه الكثير من علامات الاستغرب والغموض ازاء تحركات مريبة كهذه، كونها تبحث عن فرص لعلاقة اقوى مع المالكي واظهار مشروعية لدعم ولايته الثالثة وهم قد تلقوا تطمينات من المالكي بانهم سيحصلون على مواقع مهمة في الحكومة المقبلة.
ويعد المختصون بالشأن السياسي ان محاولات / إتحاد القوى الوطنية / هو أشبه بـ / مصائد مغفلين / يحاولون من خلاله الضحك على جمهورهم مرة للحصول على مكاسب شخصية ، ومرة في مد خيوط علاقة مع المالكي يتبرأ المكون العربي منها وممن يقدم على هكذا حالات تآمر تستهدف مكونهم، ومرة اخرى في احداث انشقاق خطير في جسد المكون العربي وبخاصة في ائتلاف متحدون بهدف تهميشه واضعافه ، وسحب البساط من تحت قياداته الحقيقية، لكي لاتتمكن من الوصول الى هدفها في حرمان المالكي من تولي منصب رئاسة الوزراء للولاية الثالثة.
ويزعم النائب محمد الكربولي، عضو كتلة الحل البرلمانية، أن تشكيل تحالف اتحاد القوى الوطنية (الإتحاد) سيسهم في بلورة نموذج بناء الدولة المتمدنة، حسب قوله مشيرا الى ان اﻻيام القليلة القادمة ستشهد اﻻعلان الرسمي عن اعضاء اﻷتحاد ورئاستة ومكتبة السياسي ولجان التفاوض، وهو يعكف حالياً على دراسة آلية اجراء استفتاء شعبي في المحافظات الست المنتفضة وسيكون الاستفتاء ، حسب زعمه من ضمن الاجندة التفاوضية للائتلاف مع مرشح التحالف الوطني لرئاسة مجلس الوزراء في تشكيل الحكومة المقبلة “.
وكان القيادي في ائتلاف / متحدون / سليم الجبوري اعلن عن انبثاق كتلة جديدة باسم / اتحاد القوى الوطنية / تضم كتلتي اسامة النجيفي وصالح المطلك واخرى غيرهما. واضاف :” ان الاتحاد يضم ائتلاف /متحدون/ والقائمة العربية وكتلة الوفاء للأنبار وائتلاف العراق وغيرها من الكتل الفائزة ” .