23 ديسمبر، 2024 5:52 م

تحالف تجارنا وسياسيينا والعاهرات ..ومأساة المثقفين!!

تحالف تجارنا وسياسيينا والعاهرات ..ومأساة المثقفين!!

أيعقل امة وهبها الله كل هذه الخصال الحميدة لتكون امة وسطا وشاهدا على الناس لتكون بهذه الصورة الهزيلة الخاوية التي هي عليها الان؟

ايعقل ان رب السموات والارض الذي شرف العرب بحمل رسالته المسمحاء ان يقتصر دورهم على اللهاث وراء المغانم والمناصب ويتركوا ابناء جلدتهم يذبحون على مرأى ومسمع العالم.

ايعقل . وايعقل ان ينسى العراقي انه الابن البار للعروبة التي يتكلم وللقران الذي حمل رسالته وللدين الاسلامي الذي يؤمن به فيفعل مثل هولاكو والتتار في ذبح ابناء جلدته وهو كلهم عرب اقحاح ومن فحول العرب؟

كل من شارك في قتل اخيه العربي ليس عربيا ولا يومن بالاسلام دينا ولا منهجا ولا عقيدة وهو يدخل في قائمة اعداء العروبة ومن تحالفوا على ذبح ابنائها.

لماذا نستحي من ان نقول اننا عرب ونتفاخر بالانتساب الى طوائف وملل غير عربية ومن تلك التي وقفت ضد العروبة والاسلام على مر التاريخ وحملت سيفها لتحارب شخوصه ومبادئه بلا رحمة.

غياب اعلام المكون العربي كان واضحا..والمسؤولون الرسميون تخلوا عن عروبتهم ، ولم يهتموا ببناء فضائيات ووسائل اعلام صحفية الا لخدمتهم هم ولشخوصهم وليس خدمة الاجيال العربية.

الاف المثقفين والاعلاميين والكتاب والادباء والفنانين والفلاسفة من المحسوبين على المكون العربي بقيوا بلا دعم لهم ولا وسيلة اعلامية تحتضنهم ليعبروا عن خلجات دورهم وليرتقوا بها الى مستوى الاقدار التي حطت من مكانتهم وبقيوا يعيشون على هامش العروبة.

اكثر ساسة العراق للاسف الشديد لايؤمنون بان العروبة هي قدرهم وانهم بدونها لايساوون قشرة بصل او جلد نعجة.

واكثر المثقفين يعيشون حالات تداع وانهزامية بسبب مواقف السياسيين المحسوبين على المكون العربي الذين تخلوا عن دورهم واقفلوا محطاتهم التلفزيونية وصحفهم داخل العراق وسرحوا الاف المثقفين والشباب وتركوهم ساحة للضياع والمأساة تتلقف عوائلهم ولا احد يبحث لهم عن وسلة اعلامية تكون صوتهم المعبر عن خلجات الضمير.

ولان البعض من ساسة المكون العربي ربما افلس في تجارة رغم انه اكتنز من ثروات العراق المليارات الا ان نهمه من المال لم يعد يكفيه، فوجد ان خسارته لبضعة ملايين تكفي لتسريح الالاف من المثقفين والمبدعين من الشباب وشيوخ الصحافة الذين خلت ساحتهم من الابداع والتعبير عن خلجات النفس الانسانية.

عشرات التجار يقودون امبراطورية الاعلام ومن لايمجد دور هؤلاء ولا يتغنى بامجادهم الفارغة ولا يمرر صفقاتهم والاعيبهم يكون مصيره ان يرمى في العراق لتتاكله بنات اوى.

عشرات التجار وفيهم سياسيون كبار يصرفون على العاهرات وعلب الليل ومحاولات التامر ضد بعضهم البعض مليارات الدولارات ولا يصرفون على مثقف كبير مليون دينار عراقي لسد رمق عائلته ولكي يحافظ على البقية الباقية من كرامته.

والادهى من ذلك ان العراق خلا من اعلام المكون العربي ممن يدعون الوطنية ويتغنون بها ليل نها وقد اغلقوا وسائل اعلامهم لان الاميركان لم يعد يمولوها..!!

ياللعيب ان يمول الاميركان اعلامنا العربي وتجارنا يمتلكون المليارات من الدولارات ويؤسسون مصارف وملاهي ليلية وعمارات شاهقة في الداخل والخارج ويتخلون عن ابناء جلدتهم من المثقفين والاعلاميين ويتركونهم ساحة للبطالة وللضياع.

لقد تركوا العراق وسكنوا بلاد بره، ورغم ماعاناه الصحفيون وعموم المثقفين  من تركهم لهم في أمكنة مكشوفة يتعرضون لشتى صنوف الضيم والعذاب والارهاب وهم جالسون في علب الليل وفي كبريات الفنادق والولايات الا انهم استكثروا ان يمنحوا بني جلدتهم بضعة دولارات تكفي لسد رمق عوائلهم وتركوهم ساحة للفراغ والألم الذي يعتصر في قلوب الكثيرين لانه ليس بمقدورهم ان يفضحوا شتى صنوف الضيم والعذاب والارهاب لكي يعبروا عن محنة البلد ونكباته وما مر به من هزائم وعثرات وقتل وتدمير لملايين العراقيين وصار الاغراب هم اهل البلد واهلوه هو الغرباء.

اجل فالعراق يتحكم في اعلامه وصحافته وقنواته من سلط نفسه على ابناء العراق واراد استباحة دور العرب ودور العراق العربي ليذبح كل من ينادي بالعروبة وكان العروبة أصبحت تهمة بل وجريمة نكراء في نظر النكرات ممن تقلدوا ميادين السياسة والمال وتحكموا في رقاب العباد.

هذه هي الحقيقة بكل مرارتها ..ومأساتها.. سياسيونا وتجارنا قتلوا ابناء جلدتهم او ساهموا في قتلهم، وهم يكتنزون الثروة والمال والوجاهة والسلطة والعشرات بل الالاف من مثقفي بلدهم  في محنة التشرد والضياع والغربة وهم اكثر الناس الذين حاربوهم ، بل ان سياطهم ربما اكثر وقعا عليهم وعلى عوائلهم من الاغراب عندما تخلوا عن دعمهم ومساندتهم بإغلاق قنواتهم الفضائية او صحفهم او اذاعاتهم، وهم بهذا قد شاركوا في ذبح ابناء جلدتهم، كما فعلها الارهابيون والقتلة في مساجد الله وفي سبايكر وكل جرائم الميليشيات اينما كانت شرقية ام غربية، فكلها تشترك مع السياسيين في ذبح ابناء العراق وهم من اخروا تقدم البلد لقرون حتى راحت تحكمه بنات اوى وتتسلط عليه الضباع والوحوش الكاسرة لتفترس هويته وتاريخه ، وهو يعيش الان في احلك صنوف الظلم والانتهاك الصارخ لكرامته وتنكرا لدينه وعروبته ومذاهبه.

ودعاء الملايين من شعب العراق ان لايوفق الله كل من اشترك في قتل عراقي او ابعد عنه لقمة تسد رمقه قبل ان يبلغ به الموت والضياع ما لايخمد عقباه، وان يلعنه الله في الدنيا والاخرة ليضعه هو وامواله ليكتوي بها في نار جهنم خالدا بها ابدا بعون الله.