ربما نستطيع القول جزماً ان داعش بارهابها واجرامها خلقت رأياً عاماً، وحد جهود المتخاصمين بل حتى المتناحرين منهم، فلم يعد ثمة مجال للعودة الى المربع الاول ونعني به: الدكتاتورية التي كان ينتهجها سلف السيد العبادي وفق منظور رأيي صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب وفق معكوس القاعدة الاخلاقية التربوية.
في الصف السني ونحن نؤكد حقيقة التوحد الذي خلقته داعش داخل الصف، نصل الى درجة اليقين من ان محاربتها لم تعد فكرياً فقط، وليس عسكرياً فحسب، بل الرفض الاجتماعي وافتقاد الحاضنة الاساس الذي ندلل اليه فيما نذهب.
رأس الهرم التشريعي كان مشاركاً بقوة في الرفض الميداني، لان العراقيين سئموا من الذين يتحدثون من قصر عاجي دون النزول الى ارض الواقع، ولعل تحرير صلاح الدين كان الفيصل فزيارات تلو اخرى لتاكيد الحضور ومن جهة اخرى وجوب المناصرة.
النصر الذي تحقق في تكريت لا يعني نهاية المطاف، وان الوئام بين كافة شرائح المجتمع لتحقيق المصالحة الوطنية التي يجب أن تمضي بها كل الاطراف مهمة أخرى تنتظر العراقيين، والقيادات العراقية جميعاً مدعوة للسعي الجاد من أجل الافادة من النصر المتحقق ومن ثم إعادة كافة النازحين إلى مناطق سكناهم.
ان القضاء النهائي على تنظيم داعش يتطلب تكاتفاً داخلياً ودعما دوليا أكبر في كافة المجالات خصوصا في مجالي التدريب والتسليح.
ضرورة مسك الارض من قبل اهلها بعد تحريرها من داعش لإدامة زخم المعارك واسناد القوات الامنية هذا الاجراء سيعزز ثقة المواطن بالأجهزة الامنية وسيساهم في ترسيخ فرض الامن وسلطة الدولة والقانون ويصبح قتال داعش الارهابية جهد وطني جامع لكل فعاليات المجتمع.
بالعودة الى توحيد الجهد الجمعي في قيادة واحدة تمسك الارض، لعلنا نجد تباشيرها في اجتماعات تعقد ان كانت في منزل الجبوري او النجيفي، وهو ما سيكون الضربة القاضية التي ستقصم ظهر داعش.
وبعد ذلك ستكون المناطق بيد اهلها لا بيد الغرباء، وستكون تلك المناطق وفية لمن وقف معها ودافع عنها، وستحكم نفسها بنفسها حتماً بعيدا عن الهيمنة ومصادرة الاراء والدكتاتورية التي ما جاءت بخير لا للعراق ولا لاهله.