5 نوفمبر، 2024 3:34 م
Search
Close this search box.

تحالف الفتح K O

من له اطلاع على الالعاب الرياضية كالملاكمة وكذلك الالعاب القتالية الالكترونية, يعرف معنى الاختصار (كي او KO) ويعني الضربة القاضية knock-out, وهذه الضربة هي اعلان انتهاء المباراة بخسارة الخصم.
ما يميز الضربة القاضية انها قد تنهي النزال في أي لحظة, فقد تكون في الثواني الاولى, ولا تحتاج المباراة بعدها لإكمال اثنا عشر جولة.
بعد ترنحه كثيرا, وتخبطه يمينا وشمالا, وخصوصا مع الضربات المتوالية خلال احداث تشرين وضربات الدرون الامريكية, وصل تحالف الفتح –الممثل السياسي لمحور المقاومة والحشد الشعبي- الى نقطة الضربة القاضية بعد تصويته على الموازنة, التي اسميها موازنة خذلان المواطن الفقير او موازنة التجويع والتركيع.
منذ بدء مناقشة قانون الموازنة ونواب الفتح صدعوا رؤوسنا بانهم يرفضون التصويت على الموازنة الا ان يعاد سعر الصرف الى 1190 دينار لكل دولار, واوقف الفتحاويون التصويت عل الموازنة قبل يومين, الا انهم عادوا ليصوتوا عليها رغم بقاء سعر الصرف 1450 دينار لكل واحد دولار.
موقف الفتح الغريب هذا جعل المواطن الجنوبي والموالي للحشد والمحب للمرجعية يستنكر هذا الفعل, ويسخط من اداء تحالف الفتح المترنح والمتخبط, والغائبة عنه القيادة الرصينة.
ثلاث سيناريوهات نراها سببا لإقدام الفتح على التصويت, والسيناريوهات الثلاثة كلها مؤسفة ومحزنة.
السيناريو الاول: هو ان الفتحاويين كان يصرون على اعادة سعر الدولار الى وضعه السابق ليس حبا بالفقراء, بل هو ضغط على الكتل المؤيدة لرفع سعر الصرف, من اجل الحصول على مغانم ومكاسب خاصة, لذا فبعد ان حصلوا وضمنوا مغانمهم توجهوا للتصويت.
السيناريو الثاني: هو انهم اصروا على خفض سعر الصرف لانهم لا يفهمون بالسياقات الاقتصادية, واصروا على موقفهم لأغراض شعبوية ودعائية, ولكن وِجِدَ هناك من اوضح لهم وشرح لهم فائدة ارتفاع سعر الصرف, لذا عدلوا عن موقفهم, وايضا هذا السيناريو يعد فشلا لهم لأنه يظهرهم بمظهر غير العارف – شخصيا استبعد هذا السيناريو-
السيناريو الثالث: هو وجود تهديد لهم -وخصوصا بالدرونات- مع ملاحظة الدعايات السابقة التي انتشرت بعد مقتل الشهيدين سليماني والمهندس بان امريكا اعدت قوائم لتصفية قادة الحشد وتحالف الفتح, الامر الذي اضطرهم للتصويت للكاظمي وقتها, لذا فالسيناريو مشابه هو وجود تهديد قابله الموافقة على التصويت لصالح الموازنة.
رب سائل يسأل! لماذا توجه كلامك لتحالف الفتح دون غيره؟! والجواب بسيط جدا: هو لانهم ملؤوا الجو صراخا برفضهم الموازنة, وانهم لن يصوتوا باي حال من الاحوال عليها إن لم يعد سعر الصرف الى ما كان عليه, لكنهم تنصلوا عن وعودهم وصوتوا, فما عدا مما بدا؟ ولو كانوا صريحين كباقي الكتل بانهم مع سعر الصرف فلن يلومهم احد.
التصويت على الموازنة –كما قلنا- كان الضربة القاضية التي تلقاها الفتح وخسر جمهوره وجماهيريته, ولا عزاء لمن يذهب للسقوط بيده دون وعي ولا ادراك.

أحدث المقالات

أحدث المقالات