21 ديسمبر، 2024 6:11 م

في برنامج (مانشيت)الذي يقدم من على شاشة (on tv)المصرية قال مقدم البرنامج الصحفي جابر الارموطي ليلة الثلاثاء 23 / 7 / 2013: “هنالك اخبار مؤكدة بأن الهاربين من سجن ابوغريب والتاجي سيصل اعداد منهم الى صحراءسيناء للقتال الى جانب الجماعات المسلحة المنتشرت هناك  ضد القوات المصرية.” كلام الأرموطي من جهتنا على خطورة دلالاته نفهمه على النحو الاتي : إن عملية الاقتحام أو الافراج أو الهروب ــ أطلقوا عليها ماشئتم من التسميات ــ تواطىءعلى تخطيطها وتنفيذها اكثر من جهة عراقية وعربية(حكومية وغير حكومية)وقد تمّت وفق حسابات اقليمية إسلاموية ترفَّعت كلها على مايبدوعن انتماءاتها الطائفية المُختلِفة والمتصارعة مع بعضها لأجل هدف واحد يصبُّ في مواجهة القوى المدنية التي تعيش هذه الايام أعظم لحظات وجودها خاصة في مصر بعد أن اعلنت معركتها السلمية ضد قوى الاسلام السياسي وفي المقدمة منها حركة الاخوان المسلمين،بعد أن  فشلت خلال العام الاول من حكمها لمصر في إدارة ملفات البلاد الاساسية التي ثار من أجلها المجتمع المصري ضد نظام مبارك (حرية عيش كرامة) . وعلى العكس من ذلك زاد الاخوان المسلمون من تعقيد الاوضاع بين قوى المجتمع وانتهكت الحريات المدنية،وأرتفعت نتيجة لذلك حِدَّة الاحتقان والاحتجاج ضدها خاصة.
بتقديرنا تقف حركتا حماس الطالبانية وحزب الله اللبناني وراء عملية الهروب المُريب لأكثر من 1000 سجين بينهم قيادات كبيرة لتنظيم القاعدة،والتي تمت يوم 22/تموز 2013.وستكشف الايام القادمة ماهو اعظم واخطر في هذه الصفقة وستظهر نتائجها على الارض في مواجهات مسلحة وعمليات انتحارية واحداث عنف متلاحقة ستشدها المدن المصرية .
وفي إطار هذا الموضوع وارتباطاً به يجب الأخذ بنظر الاعتبار أن ايران قد بدأت خلال هذه الايام بفتح قنوات الحوار مرة أخرى مع حركة حماس بعد أن كانت مقطوعة لأكثر من عامين منذ خروج قادة الحركة من سوريا مع بدءالاحتجاجات الشعبية ضد النظام السوري وفي المقدمة منهم خالد مشعل زعيم الجناح السياسي للحركة،وقد إنتهزت إيران كعادتها فرصة ذهبية لم تكن تحلم بها جاء توقيتها مع بدء وتصاعد المواجهة العسكرية واشتدادها بين حماس والحركات الجهادية المصرية من جهة والجيش والحكومة المصريةمن الجهة الاخرى،مما تسبب بانقطاع الدعم الكبير الذي كانت تتلقاه الحركة سواء ايام مبارك أوفي فترة حكم الاخوان والذي  كان يصلها بشكل مستمر عبر شبكة واسعة وطويلة من الانفاق تصل الى عشرات الكيلومترات تم حفرها تحت الارض لتربط قطاع غزّة بمصر.
بطبيعة الحال الحوار الذي يجري بين ايران وحماس يتم خلف الكواليس عبر حزب الله اللبناني،الوسيط الاقرب للأثنين.مثلما لعب جيش المهدي دور الوسيط والشريك لتسهيل وتنفيذ عملية الهروب الكبيرة من سجن أبو غريب والتاجي وهذا ما اعترف به المالكي شخصيا في حديث له تعقيبا على حادثة الهروب. انها دائرة ودوّامة من الصفقات المشبوهة باتت تتسع وتكبر يوما بعد آخر بين قوى الاسلام السياسي بمختلف طوائفها لتركيع القوى المدنية.