12 أبريل، 2024 5:46 م
Search
Close this search box.

تحالف آل سعود مع الصهيونية ليس مفاجئا

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليس مفاجئا على الاطلاق موقف آل سعود المتحالف مع الصهيونية، وممثلها في إدارة ترامب كوشنير، انما المفاجئ هو المراهنات الطائفية على ما يحرص آل سعود الذين يزعمون انهم خدام الحرمين على ان يسموا السعودية بلاد الحرمين، وانا اتحداهم ان يجعلوا الاسم الرسمي للسعودية بلاد الحرمين.

في هذا الزمن الطائفي الردئ بامتياز، اذا قلت ان السعودية أخطأت اتهموك بانك عميل لإيران، واذا قلت ان ايران أخطأت اتهموك بانك عميل للسعودية، واعتقد ان هذا الموقف الذي يحصن السعودية وايران من أي نقد هو موقف مستحب سعوديا وايرانيا! فانت اليوم لكي لا تتهم بالطائفية الشيعية عليك ان تبرئ السعودية من لعب أي دور في زرع داعش واخواتها في العراق وغيره من البلدان العربية والإسلامية، وما جره هذا الفعل الشنيع من ويلات على المجتمع العراقي وغيره، اقطع ان الإسلام يحرمها كما يحرمها العقل والقانون والأخلاق، وأيضا لكي لا تتهم بالطائفية السنية عليك ان لا تتهم بعض الأطراف الإيرانية من الاستفادة من وجود داعش ومحاربته من توسيع نفوذهم داخل العراق وتغلغلهم في نسيج قراره الوطني والسيادي، وبكلمة واحدة انك لا تستطيع ان تقول شيئا الا بعد ان تستشير الرقيب الطائفي، الذي تحتفظ به في عقلك او تبحث عنه في محيطك، لكي لا تكون هدفا، قد يكون مصيرك، لا قدر الله، الطب العدلي.

ان تاريخ السعودية منذ اللحظة التي تحالف فيها ابن سعود مع ابن عبد الوهاب يقوم على القتل والتنكيل واقصاء الاخر المخالف وتكفيره وقتله، فتحت شعار الهجرة الى الدرعية أو التكفير اباد السعوديون والوهابيون قبائل عربية مسلمة ومحوها من الوجود تماما، وكان سيفهم قد اعمل برقاب المسلمين، وكان وقعه على السنة اثقل وافضع من وقعه على الشيعة، في الوقت الذي كانوا فيهم يتقربون ويتوددون ويتملقون للمستعمر الإنجليزي، يتحالفون معه بلا تحفظ على أي هدف في اجندته، بل ان الحقيقة الصادمة لابواق الطائفية ان الدولة العثمانية على الرغم من كل سوئها وطائفيتها كانت دولة مسلمة، يجب على المسلمين ان يقفوا الى جانبها ضد تحالف المستعمرين الصليبي، فوقف المسلمون سنة وشيعة هذا الموقف، ولكن آل سعود وحلفاءهم الوهابيين وقفوا مع البريطانيين ضد العثمانيين، والانكى انهم لم يضعوا موقفهم هذا في خانة السياسة ليتواروا خلف ذريعة انها فن الممكن، ومن ثم هي لعبة متحركة، بل اصدروا من الفتاوي ما وضع موقفهم في خانة الدين، أي ان الدين عندهم لعبة متحركة مثل السياسة، فهم اول من رسم معالم الإسلام السياسي المخادع القائم على توظيف الدين في خدمة الحكم، وبذلك فهم اظهروا ما لم يظهره كل الحكام الطواغيت الذين سبقوهم.

الحقيقة ان اشجع سلالة آل سعود واصدقهم هو محمد بن سلمان، صحيح انه متهور وغير ناضج، فقد اثبت بقتله خاشقجي بانه ما زال طاغية متدربا، عليه ان يبذل جهودا كبيرة لكي يصبح طاغية متمرسا، إلا ان شجاعته تكمن في انه تجرأ على اظهار ما اخفاه اسلافه خوفا من الامة المخدوعة بمن يدعون كذبا انهم خدام الحرمين، فقال ان دافعنا للوقوف ضد السوفيات، في حقبة ما يسمى بالحرب الباردة، ليس حماية الإسلام من المد الشيوعي كما كان يشاع، وانما اتساقا مع موقف حلفائنا الأمريكيين لوضع جدار عقدي صلب _ إسلامي وهابي طبعا _ اما تطلع الروس في الوصول الى مناطق النفوذ الغربي الأمريكي، وهذه حقيقة صادمة للمراهنين عقديا على إسلامية الموقف السعودي، وان كنت لا اراها صادمة للمراهنين طائفيا على الموقف السعودي، فالطائفية والدين ضدان لا يجتمعان في نفس واحدة، فالطائفيون يعرفون الحقيقة قبل ان يعلن عنها ابن سلمان، ولكن المصيبة ان ابن سلمان كشف أوراق التحالف السعودي الصهيوني، فتبين ان الاسرائيلين اكثر تحفظا فيما يتعلق بسفك دما الفلسطنيين، ليس لانهم انسانيين او لا دمويين، فهم وحوش إرهابية متعطشة لدماء العرب والمسلمين، الا ان مصالحهم الاستراتيجية تقتضي ذلك، انهم اكثر تحفظا من آل سعود الذين كانوا يحثونهم على الاستمرار في قصف عزة حتى تستسلم فصائل المقاومة، والمعروف ان تمادي إسرائيل في الجريمة يجعل الشبان الفلسطينيين اكثر اندفاعا للانخراط في العمل المقاوم، هذه الحال التي قد تصل الى مستوى الإبادة التي يتجنبها الإسرائيليون ولكن آل سعود كانوا يغرونهم للقيام بها، وكانوا قد فعلوها من قبل مع اللبنانيين، عندما حرضوا إسرائيل على استمرار قصف لبنان والقضاء نهائيا على حزب الله، في عدوان عام 2006 .

والان، ماذا بقي لابي رغال؟ فهل بعد هذا السقوط سقوط؟ وهل بعد هذا الانحدار الأخلاقي انحدار؟ لو اجلست ابن تيمية رحمه الله في قبره، وسالته: ما هو الاشنع، تعاون الطوسي مع هولاكو؟ وهو تعاون لم يثبت تاريخيا الا عند ابن تيمية، ولو فرضنا صحته، فان هولاكو واتباعه وان كانوا طغاة فانهم اسقطوا حكومة طاغية ايضا، ولكن الجيد انهم اعتنقوا الإسلام فيما بعد، ويقول كثيرون ان جهود الطوسي وراء اسلامهم، ام الاشنع تحالف آل سعود مع الصهيوني الى النخاع، صهر ترامب كوشنير؟ الذي لا يرى الإسلام دينا، انما هو عنده كما عند اسلافه هرطقة مسيحية، ولا يرى محمدا ص نبيا، انما هو عنده كما عند اسلافه، أخزاهم الله، مهرطق مسيحي نسطوري، يطلقون عليه والعياذ بالله الدجال الثاني [صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله وعلى اهل بيتك الطاهرين واصحابك الميامين والتابعين وعلى امتك اجمعين وسلم تسليما كثيرا]، فالدجال الأول عندهم هو نبي الله عيسى سلام الله عليه.

المؤلم ان هذا التاريخ المقزز والمقرف لم يبدأ بعد تولي محمد بن سلمان ولاية عهد ابيه سلمان الذي لم يمنعه لقبه الذي ينتحله زورا ــ خادم الحرمين ـــ من الرقص بالسيف، السيف نفسه الذي احتز به هو حليفه الوهابي رقاب المسلمين، ان يرقص به امام ترامب وميلان التي اعترض الامريكيون على ان تكون سيدتهم الأولى ووصفوها بالعاهرة، وانما هو تاريخ قد بدأ منذ بيعة ابن عبد الوهاب لابن سعود التي وضعت اللبنة الأولى في صرح الدولة السعودية الوهابية التي توشك على الانهيار، ان شاء الله تعالى، لتعود الجزيرة العربية موطن رسول الله ص واهل بيته ع واصحابه رض، حاضرة الإسلام الأولى فيها اقدس بقاع الأرض، تعود الى حقيقتها التي زيفها آل سعود.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب