18 ديسمبر، 2024 6:53 م

تحالفات وتنافرات سياسية

تحالفات وتنافرات سياسية

عاصرت المجتمعات الحديثة الكثير من الصراعات السياسية بين الفرقاء السياسيين الباحثون عن السلطة ومراكز صناعة القرار في الدولة  من اجل خدمة منافعهم الشخصية ومكاسبهم الحزبية والفئوية  وباتت اللعبة  مفاتيحها في يد من يتحالف اكثر يصبح القوة التي تهزم الطرف الاخر  بلا مراعاة   لكل الضوابط المهنية والسلوكية المنضبطة وفق القواعد  العامة  التي تخدم  مصلحة البلد  وتخدم  العملية السياسية باطارها الصحيح. وقد شهد ت الحياة السياسية في العراق في ظل نظامها المحاصصي السياسي. الكثير من الجدل السياسي والصراع والتسقيط السياسي  نتيجة الصراعات السياسية  وتقاذف الاتهامات ومحاولات الإسقاط السياسي والتشهير واساليب خلط الأوراق مما جعل العملية السياسية عبارة عن مسرح ممثلين و اقنعة مزيفة وشخصيات  متنوعة  وحيل وألاعيب تدور خلف الكواليس تسقط  وجوه وتاتي وجوه  والمسرح قائم والمسرحية  في ذات ايقاعها ولونها ومضمونها  الا ما طرأ وما غاب عنها من ممثلين واصبح المشهد السياسي اكثر خطرا على واقع الجمهور العراقي مستفزا واقع مشاعرهم وعواطفهم التي استأثروا بها وتلاعبوا بها طيلة فترة نظامهم  الفاسد وطيلة فترة  الحكومات المتعاقبة  في ظروف تردي واقع الحياة المجتمعية والخدمية والاقتصادية والأمنية وتفشي الفساد الحكومي على كافة المجالات والمؤسسات الرسمية .والشعب اليوم لا يبرئ اي مسؤول في الدولة  لكن في اقل التقديرات الوطنية  هنالك من يكون اكثرنظافة ونزاهة من فساد الكثير من المسؤولين الذين تلوثوا  بالكامل من الشبهات والسرقات والصفقات ومن دماء الابرياء .وحتما عندما  تستهدف رموزا وطنية  نزيهة في عملها وواجباتها  ويتم اقصاءها لدوافع سياسية فهذه مشكلة كبيرة جدا  وفجوة عميقة يراد منها تدمير الدولة ومقدراتها  وجلب اشخاص غير جديرين لتولي مهام وواجبات ومسؤوليات  وفق مشروطية الولاء الشخصي

او وفق الاهواءات والرغبات الشخصية ويعدوه انتصارا على خصومهم السياسيين .فهل الاقصاء السياسي يعد نصرا ؟من الناحية الاخلاقية والمهنية اذ لم يشترط على دوافع مهنية حقيقية  وحيادية وعدالة استجوابية موضوعية فلا يعدو ان يكون الا تسقيطا وتشهيرا الغاية منه دافعا سياسيا لا يصب في اتجاهات المصلحة العامة ولا حتى في اتجاه جانب التوافقات السياسية التي ارتضى بها كافة اطراف العملية السياسية  .لكن  حين تختفي الحقيقة ويحاول البعض من خلف الكواليس خلط الأوراق  وخداع الرأي العام  بتلفيق اتهامات  بجلسة استجواب غير مهنية وغير مرئية للرأي العام استندت على وقائع وملفات  ملفقة ومفبركة  باتفاقات وتحالفات  سياسية ابرمت في الظلام  لإسقاط كل صوت حر ينادي بالاصلاح  او ينتمي لكتلة الإصلاح  التي تنادي بالوطنية  ومحاسبة السارقين والمارقين. فهذه جلسة مؤامرة لا تعدوا الا ان تكون مهزلة سياسية لا ترتقي للمفهوم الوطني  والاخلاقي   ولا بد ان تنجلي  غيوم المؤامرات   وتتغلب قيم الرجولة الصادقة على أبواق الكذب وسراق المال رغم اننا نعيش  في زمن الكذب والنفاق والفساد والمساومات ..والكثير ممن يصفق للباطل والفاسد من اجل المحافظة على المكاسب والمنافع الشخصية والفئوية على حساب مقدرات الدولة وقوت الشعب المظلوم
انهم  مكروا ويمكرون ولن  يلحق المكر السيء الا بأهله بعد ان ينقلب السحر على الساحر وتنقلب الطاولة على المخادعين والسحرة الذين عاثوا فسادا في الارض وخذلوا شعبهم وغامروا بالوطن باسم الطائفية والمذهبية والمحاصصة  وجعلوه عرضه للنهب والسرقة وفي مهب دوامة الصراعات السياسية التي لم يجني منها الشعب سوى الموت والخراب والدماروان العراق العظيم  لابد وان يستعيد  هويته  ومركز ثقله وحريته وحرية شعبه وأن يعيش بعز وبكرامة وبانتصار . وان يدافع شعبه عن وطنه  وليس دفاعا عن اولئك الثلة الفاسدة التي تطأ سلطة الحكم  وادارة شؤون  الدولة والتي عاثت في الارض فسادا  على دماء من يضحون بارواحهم  من اجل شرف العراق ومقدساته.