لاتخلوا بقعة في الارض من حدوث كوارث .. والكوارث قد تكون طبيعية مثل انفجار براكين او حدوث زلازل او فيضانات او انتشار اوبئة .. وقد تكون مصطنعة يسعى اليها الانسان بارادته او بأرادة الغير كالحروب وما يرافقها من عمليات عدائية .. والكوارث الطبيعية هي احداث كبيرة ينجم عنها خسائر جسيمة في الارواح والممتلكات واشهر عشرة كوارث طبيعية حدثت في العالم كانت الاعصار الذي وقع في الهند عام 1839 واسفر عن مقتل 300 الف شخص و في بنغلاديش عام 1970 واسفر عن مقتل 500 الف شخص وزلزال شانشي في الصين عام 1556 واسفر عن مقتل 830 الف شخص وزلزال مصر وسوريا عام 1201 واسفر عن مقتل مليون شخص ومجاعة البطاطس في ايرلندا عام 1848 واسفرت عن مقتل مليون شخص وفيضان النهر الاصفر في الصين عام 1887 واسفر عن مقتل 2 مليون شخص وفيضانات الصحين عام 1931 واسفر عن مقتل ثلاثة ملايين و700 الف شخص والجفاف الكبير الذي وقع في الصين بين عامي 1876 و 1879 واسفر عن مقتل 9 مليون شخص والمجاعة الكبرى في الهند بين عامي 1769 و 1773 واسفرت عن مقتل 10 مليون شخص وانتشار وباء الانفلونزا بين عامي 1918 و 1919 واسفر عن مقتل 100 مليون شخص وهو اسوء الكوارث الطبيعية في التاريخ ..
اما الكوارث المصطنعة فاكاد اجزم ان اكثرها وقعت في العراق باستثناء الحرب العالمية الثانية .. والتاريخ شاهد على ما اقول .. فما ان يدخل العراق حربا حتى تعقبها حرب اخرى وتكون محصلتها النهائية حرب بلانتيجة ليس فيها منتصر او مهزوم .. سوى ضحايا بشرية لمواطنين ليس لديهم ناقة ولا جمل من وقوع تلك الحروب يقعون صرعى المعارك التي غالبا ما تقع نتيجة النزوات الشخصية للحكام طمعا في استلام السلطة والتسلط على عباد الله .. ولم يشهد العراق وقوع كوارث طبيعية بحجم الكوارث التي وقعت في دول العالم .. فلم نسمع يوما ان بركانا انفجر سوى بركان الفقر والعوز والحرمان ولم نسمع ان زلزالا وقع بحجم زلزال شانسي في الصين سوى زلزال تصريحات السياسيين الرنانة التي جعلت ” الهور مرق والبردي خواشيك ” ولم نسمع ان فيضانا قد وقع سوى فيضان بغداد عام 1926 والذي لم يكن بحجم فيضان النهر الاصفر في الصين عام 1887 لكن الفيضان الاكبر الذي وقع في العراق كان فيضان نهر الدم الذي بدأ منذ عام 1958 وازداد كثافة عام 2003 وكان اكثر وقعا وتاثيرا من فيضان النهر الاصفر في الصين .. وما دمنا قد استعرضنا الكوارث الطبيعية التي وقعت في العالم فلا بد لنا من استعراض ابرز الكوارث التي وقعت في العراق و كانت محط سخرية وتندر من قبل العراقيين ابرزها عزوف السكان عن شرب مياه الاسالة بسبب تلوثها بمواد غريبة وعزوفهم عن شربها وتوجههم لشراء عبوات المياه الصناعية الجاهزة مما يؤشر وجود خلل في عمل وزارة البيئة والجهات المسؤولة في امانة بغداد ..
اضافة الى الانقطاعات المستمرة في التيار الكهربائي وتوجه السكان للتعويض عن الانقطاعات في اجواء الصيف الاهب من خلال شراء الطاقة الكهربائية من تجار المولدات الاهلية التي ارهقت كاهلهم واسهمت في احداث تلوث في البيئة مما اثر على حياة السكان.. اضافة الى تكدس النفايات في الشوارع بصورة ملفته للانظار دون اتخاذ الجهات الحكومية خطة للتخلص منها عبر دفنها في مراكز الطمر الصحي .. اما الكارثة الاكثر ضررا على صحة المواطنين هي انتشار الجرذان الكبيرة في الاحياء السكنية والازقة وعزوف السلطات المحلية عن مكافحتها .. هذا الانتشار يذكرنا بالحرب الشعواء التي شنها النظام السابق نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي على الكلاب والقطط السائية للقضاء عليها لما تسببه من امراض وازعاج للسكان بعد ان حدد مبلغ ” مكافئة ” تدفع للمساهمين في القاء القبض على العدو المفترض .. اضافة الى قيامه بنشر المبيدات عبر سيارات جوالة تجوب الازقة والشوارع في الاحياء السكنية للقضاء على الحشرات الضارة ومن بينها الذباب والبعوض .. لكن يبدوا ان نوع من الحشرات المستهدفة في عملية المكافحة ومنها ” الصراصر ” وبما تمتلكه من سرعة الحركة والخفة والدراية في فن الاختفاء انسحبت من ساحة المواجهة انسحابا منظما واختفت في مناطق بعيدة عن ساحة المعركة استعدادا لشن هجوم صاعق عندما تسمح لها الفرصة بذلك وفعلا وقبل ايام وبعد ان خلت لها الساحة وانشغال السلطات المحلية بفاجعة الكرادة شنت هجوما صاعقا على مناطق في ضواحي بغداد وخصوصا مناطق الجنوب الشرقي وبدأت بالانتشار بصورة ملفته للانظار مما يهدد تلك المناطق بحصول كارثة بيئية قد تكون نتائجها وخيمة ما لم تتدخل السلطات لشن هجوم مقابل يسهم في القضاء عليها وفي حال تعذر ذلك بامكان الدولة الاستعانة بخبرات المنظمات الدولية للقضاء على هذه الافة قبل ان تستفحل وتكون كارثة .. ولربما ستتطور الامور وتعقد هذه الصراصر تحالفات عسكرية مع الجرذان لاثبات وجودها وتنفيذها الهجوم الصاعق المرتقب في المنطقة وخلق حالة من الذعر بين السكان لايمكن تداركها الا بتظافر كافة الجهود الحكومية والشعبية للقضاء عليها لان خطرها بدأ يتسع ويمتد الى مناطق اخرى داخل العاصمة بغداد