23 ديسمبر، 2024 7:52 ص

“كيف كانت ايام الاعتقال…؟”
نظر بامتعاض.. ثم قال. تحقيق… ورا.. تحقيق..
سألته. . تحقيق عن ماذا…؟ شنو يسألون؟
ابتسم لي.. وقال.. يسألون عن سيد مقتدى..
لم يكن جوابه مفاجئا.. لاني عرفت ذلك ايضا.. من معتقلين سابقين خرجوا من معسكرات الاحتلال.. منذ 2004..
كان ذلك الكلام يهمني جدا… لافهم الامريكان… ولاتحقق من شخصية السيد الصدر..
الشي الوحيد اللي اختلف مع هذا المعتقل الذي امامي الان .. انه قيادي صدري… وهو من مساعدي الصدر..
سألته… شنو يردون… شنو الهدف من الأسئلة…؟
سارعت يديه للاجابة قبله… كالعادة.. قال لي مؤشرا باصابعه… يريدون يعرفون ليش السيد يقاتلهم…!
قلت… اي.. يعني شلون!!
ابتسم صديقي الذي خرج ذلك اليوم من المعتقل الامريكي… وقال.
جانوا يكررون نفس السؤال… ليش سيد مقتدى يقاتلنا… شنو يريد…
يكرهنا…؟
كنت اشرح لهم شخصية السيد… قلت لهم.. انه مرتبط بشدة بالعراق… عاطفيا وعقائديا.. ويتحسس من كونكم تحتلون بلده.. ويتحسس من اي احتلال للعراق..
انتهت سالفة صديقي المعتقل..
هاي اجت في بالي اليوم… وانا اقرا التعليقات والاتهامات ضد مشروع الاصلاح والزعيم العراقي الصدر… براغماتية… مناصب…متذبذب.. وغيرها..
وتذكرت.. التالي.
اولا. عام 2003.. كان الصدر الوحيد الذي ينطق بكلمة “احتلال”… والكل يقول أصدقاء… او قوات الائتلاف…
وانا شخصيا… بالصدفة… كنت جالس مع جماعة.. ومنهم شيخ معمم.. ييدو ان له علاقة ببريمر…
قال لنا.. الامريكان على استعداد لمنحكم اعلى المناصب… مقابل ان يكف السيد مقتدى عن استخدام مصطلح “احتلال”.. فقط
هذا الكلام في 2003.. يعني قبل القتال… اما بعد ذلك.. فقد تم عرض كل الحكومة امام ابصدر.. فقط لاجل وقف القتال…
واصر السيد الصدر على المقاومة… ورفض التفاوض… واستمر بالمطالبة بخروج قوات الاحتلال… مستعينا بدعم الامم المتحدة.. وبعض الدول الاوربية..
ثانيا. استمر الصدر بالمقاومة… وبالتظاهرات.. وحاول ان يكسب إلى جانبه القوى والاحزاب الأخرى في مطالباته السلمية..
واتذكر في 2007 او 2008… انني كلفت ان اتصل باحد الاحزاب لاجل مشاركتهم في إحدى التظاهرات المليونية للمطالبة بخروج القوات المحتلة…
كنا نريد شخص واحد منهم.. ولافتة واحدة… لكنهم رفضوا… خوفا من الاحتلال…
وخرجنا بتظاهرات مليونية نرفع علم العراق.. ولم ترفعه قبلنا اية جهة.
وعاش الخائفون بامان في الخضراء… بينما بقي الصدر متخفيا… بعد صدور امر امريكي بتصفيته… واعتقال جماعته..
وفعلا تم اعتقال الالاف من الصدريين… فضلا عن المداهمات والاعتقالات التي نفذها المالكي ضد الصدريين بوحشية.. لا مثيل لها.. حتى من قبل الهدام.
ثالثا.. استمر الصدر بتقديم التنازلات للاطراف السياسية كافة… لاجل اتخاذهم موقف وطني.. او محايد تجاه الاحتلال…
فضلا عما قدمه لاجل بناء دولة وحكومة عراقية… ذات سيادة واستقلال…
رابعا. بعد 2012…اي بعد إنهاء الاحتلال… توجه الصدر نحو بناء الدولة والجيش.. بعيدا عن اي طموح سياسي…
ولم تكن مشاركته في الحكومات الا لأجل إصلاحها… لكن… لا تربط الجرباء قرب صحيحة.. خوفا على الصحيحة ان تجرب…
فقد انحرف من وثق بهم… بسبب غلبة الفساد في الطبقة السياسية الحاكمة..
خامسا. الصدر كان ولا يزال ناظرا لمصلحة العراق وشعبه.. ولم ينظر إلى مصلحته الشخصية او تياره.. بينما جعلت بعض الاحزاب او كلها… مصلحة احزابهم اولا..
لانه يرى العراق سفينة نوح.. وفيها النجاة للجميع..
وهو من تكلم بالاصلاح والمشروع الوطني والحكومة الابوية والفضاء الوطني… ثم رددوها بعده.
لذلك اقول…
ان اي تحالفات اليوم من قبل الصدر… هي لاجل العراق وشعبه…
ولا يمكن فهم تحركات الصدر… الا بمراجعة تاريخه المقاوم والمضحي من اجل العراق وشعبه…
فيا ايها الاحزاب.. لا نكون ممن يعمل ضد وطنه وشعبه ونفسه.. بسبب نرجسيتنا… وتسرعنا بالحكم… وصنمية التحزب..
اتقوا الله بالعراق وشعبه..
واللبيب تكفيه الاشارة. وللحديث بقية.