يا من يغيب فيك زماني
ويتيه فيك مكاني
أكيف تنساني ؟
وتسألني إن كنت عطشى كما وطني؟
فقد جفّت و تشققت تربتي
دماً …كفاني
وحبك في القلب خريفاً يحييني
بسيل نزيفه القاني
فكن قبلة فوق الشفاه عزيزة
تبرعم وتورق أغصان كياني
٢
أيا مهوى الفؤاد
ومهبط دنيتي
تريد أنساك
فينتحر الوداد
وآتيه في غابر الأيام دهراً
أصارع همي
في الوهاد
تنقلتْ في متاهات
عقلي حكايات
تناقلت على الشفاه
بطول وعرض البلاد
وفتشت الليالي الألف حتى
لقيتك في الأخيرة شهرزاد
٣
لعل الصمت
في جنباتك قاتلي
فأظن أنّ حبك فان
فتاه في بحار هواك
ولادتي وتاريخي
وسويعات زماني
لعل الله صورني صريعاً
مضرجاً بظلمة الأحزان
تغيب بك الليالي وتنأى
وطيفك لا يفارق
أبداً مكاني
أيا كل القصائد والمعاني
أتغادرني وأنت
الروح يا وطني
أعيش فيك سنيناً فقدت
أيامها وساعاتها ودقائقها والثواني
٤
أيها الجنون علمني
كيف أغادر
لقد سُرق بساط
الريح مني ومن عقلي
تساقطت المناظر
أنا من سرقت
شعاع الشمس
وساقها سوط المخاطر
أنا الخادر بين الشفاه والوجنتين
وخيمتي بين القناطر
وأثمل من عينيك خمراً
معتقاً وأترنّح
فوق الهضاب معاقر