23 ديسمبر، 2024 5:54 ص

تجنيد الأطفال في الحروب.. بين داعش وملالي إيران

تجنيد الأطفال في الحروب.. بين داعش وملالي إيران

لو أردنا الحديث عن انتهاكات ملالي إيران الحاكمين باسم الدين لحقوق الإنسان عموماً ولحقوق المرأة والطفل على وجه الخصوص فلن تكفينا آلاف المجلدات للتحدث عن الفضائع التي ترتكبها حكومة طهران في وضح النهار وأمام أنظار العالم وبلا خجل .
واليوم.. وفي خضم امتدادات أذرع النظام الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن وما نشرته ميليشيات الولي الفقيه في هذه البلدان من قتل وترويع وتخريب ، يبث تلفزيون النظام الإيراني إعلاناً يحث (الأطفال) على الالتحاق بالميليشيات والذهاب الى سوريا للدفاع عن نظام الدكتاتور المجرم بشار الأسد ، أطفال لم يفقهوا من الحياة شيئاً ، يرسلهم الولي الفقيه الى حتفهم دفاعاً عن المجرم والإرهابي الدولي بشار !
والإعلان يظهر فيه أطفال يرتدون الزي العسكري ينشدون أنشودة تقول كلماتها أنهم يقاتلون بأمر من الخامنئي ، والأمر ليس مزاحاً ولا تمثيلاً ، بل هو ليس بجديد على هذا النظام الإرهابي الذي قام بتجنيد الأطفال أثناء الحرب العراقية الإيرانية تحت مسمى إجرامي في غاية الخطورة (استخدام لمرة واحدة) ، إذ غالباً ما يستخدم الحرس الثوري الأطفال في الكشف عن حقول الألغام من خلال جعلهم يسيرون في مقدمة الجيش ليكونوا على مواجهة مباشرة مع الموت ، في أفضع وأبشع انتهاك لحقوق الطفل وقتل صريح للطفولة بلا رحمة لم يفعله حتى الزعيم النازي هتلر .
ويمكن القول أن الربط واضح بين ما يفعله تنظيم داعش الإرهابي بالأطفال وما كان ومازال يفعله النظام الإيراني بهم ، فالدواعش يجندون الأطفال بعد تدريبهم على الذبح والتفخيخ والتفجير ، ثم يرسلوهم الى حتفهم ، وداعش إذن لم يأتِ بجديد لكونه أساساً تنظيم إرهابي ولد من رحم منظومة الولي الفقيه في إيران ، ومايزال هذا التنظيم بكل ما يحمله من تطرف أعمى وإجرام ووحشية واستهانة بدماء الأبرياء استنساخاً لتجربة خميني في تحويل الإسلام من دين رحمة وتسامح الى أداة للقتل والإبادة والتطهير العرقي والطائفي ، فدين الملالي هو ذاته دين الدواعش .
ولا أستغرب من قيام العديد من وسائل الإعلام والناشطين بتداول هذا الفيديو المتضمن دعوة للأطفال الإيرانيين للإنخراط في صفوف الميليشيات وفرق الموت في سوريا والعراق ، فالرأي العام العالمي مصدوم لهذه السلوكيات الإجرامية لدى ملالي إيران والتي ضربت عرض الحائط حقوق الإنسان طفلاً كان أم شيخاً رجلاً كان أم امرأة ، والناس باتوا يتساءلون : أية حكومة هذه التي تأمر بتجنيد الأطفال وإرسالهم الى ميادين المعارك وجبهات القتال؟ وهل وصلت الخسة والدناءة لدى ملالي إيران الى درجة استغلال الأطفال في حروب المنطقة التي أشعلتها إيران ولم تطفئها؟
حقاً لقد أثبت النظام الإيراني بهذه السلوكيات المنحطة أنه مصنع للإرهاب ومدرسة للعنف وبؤرة لكافة أنواع انتهاكات حقوق الانسان ، ولابد للعالم أن يحاصر هذا النظام ويشرع باقتلاعه من جذوره والمجيء بحكومة إيرانية مدنية تكفل العيش الكريم والأمن والأمان لكافة أفراد وشرائح المجتمع في ظل نظام ديمقراطي يحترم حقوق الأطفال والنساء والشيوخ .