23 ديسمبر، 2024 1:50 ص

تجنيب العراق الحرب واجب وطني وإنساني

تجنيب العراق الحرب واجب وطني وإنساني

خلال العقدين الاخيرين واجهت العديد من بلدان المنطقة حروبا طاحنة غير مسبوقة تداعت عنها الکثير من الآثار السلبية المدمرة والمأساوية على شعوب المنطقة وبشکل خاص على العراق وسوريا واليمن، وفي الوقت الذي يلوح في الافق شبح حربا أخرى مرتقبة بين الولايات المتحدة الامريکية والنظام الايراني خصوصا وإن الاخير يرد الصاع صاعين في مواجهة واشنطن ويذکرنا بما جرى للعراق وليبيا وحتى سوريا بسبب سياسة العناد والتحدي الفارغ، وإن الشعب العراقي برمته لايريد ولايرغب أبدا أن يواجه حربا طاحنة لاناقة له فيها ولاجمل بل إن کل الذي ينتظره هو المزيد من الويلات والمآسي والدمار الذي هو في غنى عنه تماما.
الاوضاع السلبية التي أعقبت حربي الخليج الاولى والثانية والدور الشبوه الذي لعبه النظام الايراني في جعل الاوضاع أکثر وخامة والتأثير السلبي الذي لعبه في عدم إستتباب الامن والاستقرار وإستغلاله للساحة العراقية من أجل تحقيق مختلف الاهداف والغايات الخاصة على حساب الشعب العراقي، مع إن النظام الايراني لم يجعل العراق فقط ساحة له من أجل تنفيذ مخططاته بل وحتى الساحتين السورية واليمنية وسعيه من أجل فتح ساحات أخرى، وإن الاحزاب والميليشيات التابعة للنظام الايراني تقوم منذ فترة بقرع طبول الحرب ضد الولايات المتحدة وتتحداها دفاعا عن النظام الايراني، وهو مادفع بواشنطن الى تحذير الحکومة العراقية من مغبة ذلك ودعوتها لکبح جماح الميليشيات التي تسعى کالنظام الايراني للمگامرة والمجازفة على حساب الشعب!
دعوة اللجنة المركزية المشرفة على الاحتجاجات الشعبية في العراق، الى الخروج بتظاهرات بعموم المحافظات باستثناء النجف لتجنيب البلاد “ويلات” حرب مرتقبة بين امريكا وايران، خطوة وطنية وإنسانية بالغة الاهمية ولابد من التجاوب معها خصوصا وإن اللجنة قد ذکرت في بيان لها إنه”دعما لأمن العراق وسلمه، وابعادا له عن الصراعات الإقليمية والدولية، ولتجنيبه ويلات الحرب المرتقبة في المنطقة، والتي يجب ألا يكون العراق فيها طرفا، ولدفع الحكومة بل الجميع بهذا الاتجاه؛ حفظا لمصلحة العراق وشعبه ومستقبله، في مرحلة حرجة، وصراعات واطماع دولية تهدد كيان الوطن ووجوده، ندعو ابناء شعبنا العراقي للخروج بتظاهرة سلمية حاشدة”، إذ أن الذي صار واضحا هو إن النظام يسير بخطى حثيثة نحو حرب مدمرة ذلك إنه لايجد أي مفر أمامه خصوصا فيما لو وافق على الشروط ال12 التي وضعتها الادارة الامريکية أمام طهران، إذ لو وافق عليها فمعنى ذلك إنهاء دوره المشبوه في المنطقة وإنهاء طموحاته من أجل الحصول على السلاح النووي والکف عن إنتهاکات حقوق الانسان في إيران وکل هذا يعني إنه”أي النظام الايراني” يوقع على وثيقة نهايته خصوصا وإن الشعب والمقاومة الايرانية لن يترکاه وشأنه وسوف يجعلانه يدفع ثمن کل البلاء الذي أوجده ومن ثم إستسلم! لکنه وکما يبدو إختار الحرب لأنه يجده أهون الشرين ويسعى عن طريق إشعال بلدان المنطقة إيجاد مخرج له وهذا مايکشف معدنه وحقيقته العدوانية الشريرة، ولهذا فمن المفيد أن يتم العمل لقطع الطريق عليه قبل فوات الاوان.