23 ديسمبر، 2024 5:53 ص

تجليات الطائفية والمناطقية في المشهد الثقافي الإغترابي – المركز الثقافي العراقي في واشنطن نموذجا ً

تجليات الطائفية والمناطقية في المشهد الثقافي الإغترابي – المركز الثقافي العراقي في واشنطن نموذجا ً

مع إنبلاج فجر كل يوم نُفاجأ بما يثير إستغرابنا ويقززنا كعراقيين مما تنتهجه حكومة الفساد الإداري من سلوك قرر موظفوها المضي قدما في تكريسه وترسيخه بين مختلف طبقات المجتمع العراقي ومنها شريحة المثقفين وهنا لا نريد الخوض في تعقيدات المشهد الثقافي العراقي في الداخل بسبب بعدنا عنه جغرافيا ً بل آثرنا الحديث عن المشهد الثقافي العراقي المهجري ( الولايات المتحدة – ميشيغن ) تحديدا ً حيث أن الولاية المذكورة تضم أكبر عدد من المشتغلين بمجال الثقافة والفنون ممن لهم حراك وعلى تواصل دائم مع ما يطرح على الساحة من نتاجات وإرهاصات بوصفهم أحد صناع ذلك المشهد ولاشك أن ثمة تباين في العطاء بين فنان أو مثقف وآخر ، ولكن في المحصلة النهائية يبقى النتاج الفني أو الثقافي الذي يطرح هنا أو في العراق هو إضافة لسجل الثقافة العراقية ، وعلى الرغم من مأساوية الوضع في العراق بما ينوء به من مشكلات معقدة إلا ّ إن ومن خلال إختيار بغداد ( عاصمة الثقافة العربية ) لهذا العام ثمة بارق أمل توهجت داخلنا في إغتنام هذا الحدث لترميم ما تم تشويهه من قيم جمالية لطالما إتسم بها مجتمعنا العراقي من خلال خطاب ثقافي يسمو على الإنتماءات الضيقة ويكون عابرا ً لأطر الحزبية والطائفية إلا إننا وكمثقفين عراقيين مغتربين ومن سلوك بسيط أوحى لنا القائمون عليه أننا أمام حالة من الادلجة من شأنها تأبين كل القيم الجميلة التي ينطلق منها الخطاب الثقافي ويتمثل هذا السلوك في آلية إرسال الدعوات للإخوة المثقفين والفنانين المغتربين للمشاركة في الحدث المذكور حيث أفرزت تلك الآلية إرسال من ليس لهم علاقة بالفن والثقافة لا من قريب ولا من بعيد فضلا ً بروز العامل المناطقي والطائفي في تبني إرسال الدعوات وما يؤسف له حقا ً هو غياب عامل الموضوعية والعدالة الأمر الذي يوحي بأن أداء المؤسسات الثقافية هنا في أمريكا ممثلة في المركز الثقافي العراقي في واشنطن والمؤسسات التي تدور في فلكه وقد تأكد لنا فيما لا يدع مجالا ً للشك ان آلية تدوير عجلة المركز تتم بالتنسيق مع جهات حزبية ودينية طائفية يتم من خلالها تزكية العناصر المراد إرسالها إلى بغداد لغرض المشاركة في برنامج بغداد عاصمة الثقافة العربية ، ولكن لا غرابة َ في ذلك فهذه الحكومة التي وصلَ صدى طائفيتها وفسادها لأبعد مدى وهي تمارس الظلم والتهميش والإستهداف للكثير من أبناء العراق تحت مبررات مختلفة فيما تترك العابثين بأمن وإقتصاد العراق أحرارا يصولون ويجولون بدليل بقاء الوضع المتردي أمنيا ً وخدماتيا ً كما هو منذ أول زيارة لنا للعراق حتى الآن لا عجب َ ولا غرابة َ في هذا السلوك الذي يعكس توجها ً عاملة لسلطة الأحزاب الدينية  المتأدلجة في العراق ولكن ما أن وصل هذا النهج لفضاء الثقافة فلنقرأ سورة الفاتحة على ما يسمى الثقافة العراقية .